غصة في الحلق !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أجلس مع قريب لي يعمل في الصرف الصحي ، فقال لي:
كم مرتبك ؟
قلت لا يتجاوز الألف والمائة جنيها،
فقال لي ما أقدميتك ؟
قلت ما يقارب الربع قرن
قال ومؤهل عالى ؟ قلت نعم
قال لي مساكين ثم قال أتعرف كم أتقاضى وأنا مؤهل متوسط ؟
قلت كم ؟ قال ما يقارب الأربعة آلاف جنيها
ثم عد قائلا راتبي يقارب الألفين ، ونأخذ ما يقارب الثماني عشرة شهرا مكافأة موزعين على السنة ، وممكن تصل المكافأة لعشرين شهرا ،
فقلت له على الأساسي ؟ قال لا بل تساوي جميع المرتب ، ثم قال ونأخذ كذلك شهريا ما يسمى بالإضافي ما يساوي نصف شهر أو أقل قليلا ، ثم قال لي أتعرف من مثلك جامعي وبأقدميتك - كم يتقاضى ؟ قلت كم ؟ قال مجمل دخله يتجاوز الثمانية آلاف شهريا
فكادت دمعتي تقطر من عيني ، على مأساة المعلم الأزهري خصوصا الذي يعامل معاملة المتسولين ، يهان من دولته ويهان من شيخه الذي يعيش في واد ومرؤوسيه في واد آخر ، ولا يدري أنه راع ومسئول عن رعيته ، وأنا حالنا هذا هو سبب مباشر فيه بتقصيره ، فلا نكاد نسمع له صوتا يطالب فيه برفع مرتباتنا وألا نقل بحال كان عن (أعذروني ) عامل في المجاري ونحن نربي أجيال وأساس بناء الأوطان ، وما تبنى حضارة إلا على أكتاف المعلمين ، فقد كان يغلب حساسيته المفرطة ضد التيارات الإسلامية ويلعب لعب سياسة فقط لشخصه ولأيدلوجيته ، غير عابئ بحال المعلمين التعساء المحطمين معيشيا
ياسادة هناك من المعلمين يركب توك توك يتكسب به لقمة عيشه ، بل أعرف موجها يقود أيضا توك توك ويأتي بالتوكتوك ليباشر عمله ثم يسترزق به عقب عمله ، هل هذا قيمة المربي في دولتنا ،
بالطبع سيقول شخص تغير النظام
نعم تغير الرئيس ، لكن المؤامرات على الوطن لا يكل قادتها ، من الطابور الخامس المأجور ، والوقت طويل والصراع ممتد حتى تتطهر البلاد من دنس النظام البائد العفن ، والأمر يحتاج لتحرك كل قائد مؤسسة لينتزع حق موظفيه ، وأعتقد أن ولاء شيخ الأزهر ليس فينا بل خارج نطاقنا ، فلسنا على أولوياته
بالطبع حزنت وسخرت من اشاعة شهر المكافأة ، لثلاثة أسباب: الأول : كونها جنيهات معدودة على الأساسي تهين المعلم أشد إهانة ولسيت تشجيعاً له ، فما الذي يمنع شيخ الأزهر المبجل من اصدار قرار بكون المكافأة على جميع المرتب أم أنه لا يشعر بشئ ، ألا يسحي مصدر القرار من اعطاء المعلم مكافأة 200 جنيها أو 300 جنيها ؟
ثانياً: من يعملون في الكهرباء والصرف الصحي ، المكافآت هذه بصفة دورية يقبضونها كل شهر ، ونحن لا يذكروننا إلا كل عدة سنوات بعدة جنيهات كالمتسولين في نظرهم .
ثالثا: أيضا ما يحزنني ، أن الأزهر منهوبة أوقافه ، ولم يسع شيخ الأزهر بالضغط على الدولة لاستعادتها أو على الأقل بفرض نسبة من ريعها كمكافآت يوزعها على المعلمين ، فأف له ولسباته العميق !!
هذه زفرات أحببت أن أخفف بها عن نفسي ، وقد ندمت أشد الندم أنني أعمل بالأزهر ، فلن أطعم أولادى الكتب الأزهر ولا شهاداتي العلمية ، بل يحتاجون للعيش مثل بقية الناس . فليت شيخ الأزهر يسمع زفرات المعلمين وآهاتهم وندمهم ، وإلا فليرحل عن الأزهر غير مأسوف عليه!!!
|