اقتباس:
	
	
		| 
					المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Nour Eleman
					  
 
 
ذهبت كالعادة لاوقظ اولادى الثلاثة لصلاة الفجر .. فبدأت  
 
 بابنتى(فاطمة)التى تدرس فى كلية الطب ثم الى اخيها (أحمد) الذى 
 يدرس بكلية الهندسة و أخيرا ولدى الحبيب ( عبد الرحمن ) الذى 
 فى الصف الثانى الثانوى ، فاستيقظ كلا من فاطمة و أحمد أما عبد 
 الرحمن فكان يشعر ببعض التعب فلم يستيقظ ، فقلقت عليه و 
 ذهبت به الى الطبيب كى يطمئننى و لكن الطبيب للاسف اخبرنى  
 بالخبر المؤلم و هو ان ولدى لديه سرطان الرئة ، فكانت صدمة  
 عنيفة علىّ كما أنه زاد الالم شدة أنه أخبرنى أنه لا يستطيع علاج 
 هذا المرض الا اطباء اوروبا ، فقررت ترك ولدىّ فى مصر  
 ليكملا دراستهما و اخذْ ( عبد الرحمن ) للعلاج فى اوروبا . 
 
 
و بعد مرور خمسة اشهر .. رجعت مصر بعد ان فقدت الامل فى 
 
 شفاء ولدى و قد تركته فى المشفى كى احضر له المال اللازم  
 لتمام العملية كما انى رجعت كى اطمئن على ولدىّ الاخرين و  
 ليتنى لم ارجع .. فعندما ذهبت الى منزلى اخبرنى صاحب المنزل  
 انهما قد طُردا كما قد اخبرنى الجيران ان فاطمة و أحمد كانوا لا  
 يستطيعان دفع تكاليف الجامعة و المنزل ايضا فبدئا ببيع اثاث  
 المنزل حتى اصبح شبه خالى و كان موعد دفع ايجار المنزل فلم  
 يعد صاحب المنزل يحتمل هذا التأخير فى الدرف فقام بطردهما 
 !!! 
 
 
منذ ان علمت بذلك من الجيران اصبحت فى حالة ميئوس منها ، 
 
 فقد فقدت ولدىّ الذين كادا يكونان الوحيدين بعد ان فقدت الامل فى 
 شفاء ولدى ( عبد الرحمن ) ماذا أفعل الان أكاد اجزع !!! 
 
 
 لم أجد مكانا أذهب اليه الا بيت اخى الاكبر كى استلف منه مالا 
 
 لازما لعملية ولدى ، فذهبت اليه و لكنه كان مشغولا ببعض 
 الضيوف ، فجلست فى غرفة مكتبه فوجدت كتابا بجانبى عنوانه 
 (ان لصبر مفتاح الفرج ) فقرئته و كأن الكاتب يحدثنى و يقص  
 قصتى مع اولادى الثلاثة ، لقد جعل هذا الكتاب دموع عينايا تنهمر 
 بغزارة .. نعم فمن يصبر و يثبت فان الله لا يضيع اجر المحسنين  
 .. تأثرت بهذا الكتاب جدا و قررت الا ايأس فى شفاء ولدى . 
 
 
و قبل ان اخرج من منزل اخى أخبرنى أنه وجد لى عملا فى مدينة  
 
 السويس فوافقت بصدر رحب و سافرت الى هناك ، و عندما ذهبت 
 الى هناك سمعت عند وصولى بان احد المقيمين قد حدثت له حادثة 
 بشعة فقُتل فيها فحزنت لهذه الحادثة ثم ذهبت الى الجنازة فسمعت  
 مؤذن المسجد و انا فى طريقى اليه يقول كلماتٍ لم انساها طوال  
 حياتى فقد جعلتنى ابكى بكاءاً لم ابكه طوال حياتى ، كان يقول : ( 
 بسم الله الرحمن الرحيم .. ايها المواطنون .. توفى الى رحمة الله  
 تعالى الشاب " احمد حسن عبد الله " و ذلك فى حادث سيارة و  
 
 سوف تشيع الجنازة فى مسجد ......
 )
 
 
 
 
 ( أحمد حسن عبد الله ) هذا هو اسم ولدى الحبيب ، إنى حقاً  
 
 أصبحت حزيناً جداً لانى رأيت جميع الابوابي تغلق أمامى باستثناء 
 باب الدعاء و اللجوء الى الله .. دعوت الله مراراً و تكراراً أن  
 يلهمنى الصبر و السلوان على ولدى ، لذا فإنى لن اجزع مطلقاً بل  
 سوف اصبر و اثبت فقد قال الله تعالى " و عسى أن تكرهوا شيئاً و  
 هو خيرٌ لكم " صدق الله العظيم . 
 
ورجعت اوروبا بعد جمعت بعض المال من العمل فى مدينة  
 
 السويس لتمام العملية و استعنت بالله ، و عندما وصلت اخبرونى 
 ان الذى كان سيقوم بهذه العملية لا يستطيع القيام بها الان و ان  
 هناك من سيقوم بها بدلا منه ، و حدثت المفاجاة الكبرى 
 
التى جعلتنى لا اكاد اصدق نفسى .. لقد كان الطبيب الذى سيؤدى 
 
 العملية هى ( فاطمة ) ابنتى .. نعم انا لا اكاد اصدق نفسى .. حقا 
 لقد صدق الشاعر حين قال : 
 
لطبت نفسا و لم تجزع من الالماصبر ففى الصبر خيرٌ لو علمت به قامت فاطمة بالعملية و سبحان الله الشافى قام ولدى عبد الرحمن 
 
 سليما معافيا ، رجعت مصر بسعادة لا توصف بعودة ولدىّ  
 العزيزين .. 
 
لقد شاءت الاقدار ان تكون فاطمة هى الطبيبة التى تعالج عبد  
 
 الرحمن و قد شاءت ان اذهب الى السويس كى اعمل و كانت نفس 
 المدينة التى كان يعمل فيه ولدى رحمة الله عليه .. نعم هذه هى  
 رحمة الله بعباده .. سوف انتظر قدرى و اثق فى ربى الكريم ..  
 كان يمكن الا ارى فاطمة مرةً اخرى و لكن الله جعلنى اراها ، و 
 كان يمكن الا ارى عبد الرحمن مرة اخرى لكن الله شافاه و عافاه  
 بفضله و رحمته الواسعة .. 
 
سوف اذكر قصتى مع اولادى طول عمرى و لن انساها ابداً . 
 
 
 | 
	
 بداية جيدة
 
بارك الله فيكى
 
حاولى ان تقرأى بعض القصص القصيرة بالذات سوف تغذى أسلوبك اكثر كمان
 
لكن فعلا
 
ربنا يوفقك
 
لكى خالص تحيات اخيك
