[bvmkfvb]

كأنها رباعيات بتهوفن الوتريه التى توج بها اعمال مرحلته الاخيرة بعد ان انغلق عن ضوضاء العالم بسبب فقده حاسة السمع فاقترب من الحقيقة او كأنها مسـرحية ( العاصـفة ) التى وضع فيها شكسـبير خلاصة فلسفتة فى الحياة فى شكــل خيالى بسيط به الحكمة والبصيرة ما يفوق كل اعماله السابقة تلك هى اصـداء السيـرة الذاتيـة التى صدرت اخيــرا لكاتبنا الاكبر نجيب محفوظ فتلك اللقطات القصيرة الصغيرة الثاقبة والتى تذكرنا فى تركيزها بالشعـر اليابانى الذى يحمل فى ثنايـا بيت أو اثنين على الاكثر كـل معنى الحيــاة خــلال رحلة عمـــره الممتده عبر 84 عاما فتأمل تلك الكلمـات قلـت للحياة حقا انك سر من اسرار الوهاب فقالت بحياء ان ابنائى يسألونى فلا يجدون عندى الا الســؤال جوهران موكــلان بالباب الذهبى يقولان للطارق تقدم فلا مفر هما الحب والمـوت سـألت الشيـخ عبد ربه التائـه كيف تنتهـى المحنة التـى نعانيها ؟ .فأجاب ان خرجنا سالمين فهى الرحمة وان خرجنا هالكين فهـو العدل


وجدت نفسى طفلا حائـرا فى الطريق فى يدى مليم ولكنى نسيت تماماً ما كلفتنى أمى بشرائه حاولت ان أتذكر ففشلت ولكن كـان مـن المؤكد ان ما خـرجت لشـــرائه لايســـاوى اكثــر مـن مليــم هـذا الســهل الممتنع الـذى يعـود بنا الى مرحلة الطفولة وحواديتهـا هو من اخـر مـا كتب كاتبنا الكبير فيما عدا بعض القصص القصيرة التى صدرت هى الاخرى بعنوان القرار الاخير وفى تلك الاصــداء التى تقترب من ابيات الشعر جميع الخصائص الشعرية من الصور الجمالية الى الحس الشعرى الذى لاينقل الواقع كمــا هو وانما من خلال الواقع ينفذ الى ماورائه هى اقرب الى كتاب خـليل جبــران الشهيـر - النبى - الذى كتبــه بالانجليزية فـى مقطوعات صغيرة ترتفع بلغتها وصورها الـى مرحلة من الشفافية الشعرية كم هى ممتعة تلك الاصـداء وكم حمستنا للسيرة الذاتية ذاتها فهل تجىء؟