اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آسر الصمت
تأتي هذه المطالبات دائما تحت الشعار الأجوف " إزدراء الأديان " .. ويُذكر هنا في هذا الصدد أن العقد الأول من الألفية الثالثة شهد محاولات دؤوبة للتصدي لكراهية الأديان بمنع الكلام والحد من حرية التعبير – في بلادنا العربية والإسلامية - * والمفارقة هنا هي أن مبدأ الإساءة إلي الأديان كان يستخدم في العديد من تلك الدول للتسلط علي الأقليات الدينية التي تعتنق معتقدات تعتبرها الدولة مسيئة للدين القومي أو الدين الذي تؤيده أغلبية السكان* .. أضف إلي ذلك أن كثيرًا من البلدان التي تؤيد منع الإساءة إلي الأديان تطبق هذا المبدأ لحماية دين واحد فقط.. وتقبل* - في داخل بلادها* - خطابا متشددا وأعمالا معادية تستهدف أديان الأقليات الأخري*.. بل والدعاء عليهم من فوق منابر المساجد ..!!
وذلك مما يؤكد علي أن محاولة منع الإساءة إلي الأديان لم تحمي أتباع كل الديانات علي أساس من المساواة..* الشئ نفسه – وربما أخطر – يجري الآن تحت زعم حماية " الذات الإلهية " من أي إساءة .. وهو ما يلقي بنا مباشرة في دوامة العنف الدموي وتكفير الآخر وإهدار كرامته وقتله جسديا ومعنويا.. ويفتح باب جهنم أمام المسكوت عنه في هذه المنطقة التي تضم أكبر فسيفساء إثنية ودينية وعرقية وثقافية ..فمن الذي يحدد طبيعة هذه " الذات الإلهية " وصفاتها وخصائصها ؟ وهل إله اليهود هو نفسه إله المسيحيين أو إله المسلمين ؟ ثم ما الذي يعد إساءة بالضبط وما الذي لا يعد كذلك ؟ وما هي العقوبات المتوقعة ؟ ومن الذي سينفذها ؟ ووفق أي شريعة ؟ هل هي شريعة المذنب – إذا كان مذنبا – أم شريعة الذي أسئ إلي إلهه - إذا كانت هذه إساءة بالفعل ؟
|
ياريت تجاوب انت على هذه الأسئلة ، وبعدين انت خايف ليه هو انت ناوى تزدرى الأديان