اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آسر الصمت
إسلامي الذي هو عقيدتي وقرة عيني وعصمة أمري .. هو دين الحرية المطلقة ( عقيدة وشعائر ودعوة ) .. هو دين المساواة المطلقة بين المواطنين .. لكل فرد حريته فى العقيدة وحريته فى إقامة الشعائر وحريته فى الدعوة لدينه ومذهبه وملته ونحلته .. وحريته المطلقة فى نقد أديان الآخرين ومذاهبهم ومعتقداته.. هو دين الحرية المطلقة فى الرأى والفكر والابداع العلمى والفنّى .. وموعدنا جميعا أمام رب العزة ليحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون ..!
إسلامي يؤكد أن الهداية مسئولية شخصية فمن اهتدى فقد اهتدى لنفسه ومن ضل فقد ضلّ عليها .. وأن مسئولية الدولة ليست إدخال الناس للجنة ولكن خدمة الفرد والمجتمع .. الاسلام هو ديني .. ودين العدل فى السياسة بمعنى الديمقراطية المباشرة وهذه هى الشورى الاسلامية الحقيقية .. إسلامي هو العدل الاجتماعى والعدل القضائى والتكافل الاجتماعى وحق الفرد المواطن فى الأمن وفى تكافؤ الفرص ... وأن يكون نظام الحكم فى خدمة الفرد وفى تأمين حصوله على حريته فى الدين وفى الثروة وفى العدل والأمن وتأمين احتياجاته الأساس فى الغذاء والتعليم والحياة الكريمة .
ولكن يرفض الوهابيون والاخوان والسلفيون هذا الإسلام الذى تؤكده آلاف الأبحاث التى نشرها وينشرها علماء أفاضل وذلك بالإعتماد علي القرآن وحده كمصدر أساسي .. لكن وبسبب هذا الاجتهاد فى تجلية حقائق الاسلام وتبرئته من التطرف والتعصب والارهاب والتزمت لايزال كل من يؤمن بإسلامنا هذا يعاني من اضطهاد الاخوان والسلفيين وكل الوهابيين والمستبدين .. ويطاردنا تحت قانون (إزدراء الدين ( وحملات التكفير ودعوات القتل والاستئصال ... هم يختلفون فيما بينهم في السياسة ولكن يتّحدون فى مطاردتنا .. لا فارق بين من يزعم الاعتدال ويخفى أنيابه كالاخوان أو من يكشف بصراحة عن أنيابه كالسلفيين والقاعدة
وجماعات كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..!
مسلم أنا وفخور بإسلامي أيما فخر .. لكن يبقي السؤال ما هو الإسلام ؟ .. وأين هو الإسلام ؟!
وفي انتظار إجابة قد تغيب .. وتغيب .. !!
" حليم "
|
أستاذى الفاضل
أولا : جزيل الشكر لك على مقالك الرائع ، و هذا هو العهد بك دائما ، و ارجو أن تسمح لى ببعض التعقيب على قدر معلوماتى .
ثانيا : أتفق معك تماما فى معرفة أصول الاسلام التى تكفل الحرية للجميع حتى المخالفين لنا فى العقيدة ، كما أتفق مع حضرتك أن الاصل فى الاسلام هو المساواة بين الجميع فى الحقوق والواجبات ، أما الأفضلية الخاصة بالدين فمرجعها الوحيد هو يوم القيامة ، يوم أن يفصل الله بين عباده اجمعين .
ثالثا : و لكن هذا لايمنع أنه لكى يستقيم أى مجتمع أو أى تجمع بشرى ، فلابد من وجود بعض القوانين التى تنظم علاقة الأنا بالآخر ، و هذه القوانين على حد علمى تمثل أكثر من جانب
( أ ) قوانين انسانية : و أقصد به القوانين التى تمثل الخبرات الانسانية المشتركة والمتراكمة عبر تالتطور البشرى ، مثل الحق فى الحياة والحق فى العمل والحق فى العبادة .
( ب ) قوانين اجتماعية : و أقصد بها تلك القوانين التى تخص جماعات محددة من البشر ، و لا يشترط أن تكون متوافقة أو واحدة مع المجتمعات الاخرى ، و هى غالبا ما نطلق عليها العادات والتقاليد ، فلكل مجتمع عاداته وتقاليده التى يتمسك بها وفقا لثقافته و تراثه .
( جـ ) قوانين دينية ، مما لاشك فيه أن هناك لكل دين خصوصيته و التى يجب التمسك بها ، و يظل المعيار فى مدى تطبيق هذه القوانين هى الغالبية السكانية ، فالمجتمعات ذات الأغلبية المسلمة لها كل الحق فى صياغة قوانينها و معاييرها الاخلاقية من الاسلام ، و هذا امر لانجد فيه أى غضاضة حيث أنه وفقا لحديث رسول الله أنه جاء ليتمم مكارم الاخلاق ، و كأنه اقرار بأن المعايير الأخلاقية فى الاسلام هى فى مجملها ماتم الاتفاق عليه منذ القدم مع اضافة ماهو خاص به . فلا تناقض حقيقى بين ما هو انسانى وما هو اجتماعى وما هو دينى .
رابعا : ماتروج له بعض الجماعات السلفية ليس هو الاسلام ، و لكن فهمهم للاسلام وفقا لمذاهبهم ، و لا توجد أيضا أى مشكلة فى أن يدعو كل فريق الى مايراه الحق ، و يظل النقاش بين علماء الاسلام مستمرا فى تحديد ما هو من الأصول والتى يجب الالتزام بها و ما هو من الفروع التى يكون تطبيقها مرتبطا بظروف المجتمع فى وقت محدد .
خامسا : حين نتحدث عن الاسلام ، دائما يكون مقصودنا القرآن والسنة ، و ليس أحدهما فقط ، بالطبع القرآن هو الأولى و هو المقدم لأنه كلام الله ، أما السنة المطهرة فهى لها علومها ولها علمائها الذين يحددون لنا الصحيح منها ، و لكن تظل دائما أصلا من الأصول الاسلامية . و اذكر مقولة للشيخ محمد الغزالى رحمة الله عليه بأن احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لكى تفهم حق الفهم ، يجب دائما أن نعرف عدة امور للحديث منها المناسبة التى قيل فيها الحديث ولمن قيل و الوقت الذى قيل فيه ، و هذا متروك دائما لعلماء الدين الثقات .
سادسا :أرجو ألا يتحول النقاش هنا الى نقاش دينى ، و لكن برجاء أن يكون النقاش سياسيا فى المقام الأول .
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك