[أ/مصطفى محمود]

سهل جدا أن توفر الدولة 2 مليار جنيه لرفع كرامة المعلم
وحجة عدد المعلمين الكبيرة أجدها واهية مع احترامي لرأيك أ/سعيد
الاشكالية لدينا فقط في الفساد ثم الفساد ثم الفساد في كل شئ
لو تكرموا علينا أصحاب المبالغ الطائلة الشهرية ما هي الفائدة التي يدروها على الدولة بكل شفافية
لكن هذه البلد بها ثروات لو تملكتها أناس يخافون الله لأصبح دخل اي شخص فيها و خصوصا المعلم لا يقل عن 3000 جنيه

حقيقة لا ارغب في الحديث عن الماديات التي تشكل للمعلمين جانيا من الكرامة في زمان ضاعت فيه هيبة المعلم
ليس معنى أن تكون ميزانية الكهرباء و البترول و الاتصالات و الشرطة و غيرها من المصالح أعلى من التعليم في حين ان عددهم أقل بقليل
العدل كما يقولون أساس الملك ، و بالتالي لو تم العدل في توزيع ميزاينة الدولة لكان كل من على الدرجة الثالثة سواء و كل من على الدرجة الرابعة سواء لحد ما
لكن في بلد ضاع فيها العدل
يصبح الأمن في البنوك و الاتصالات و المياه و الكهرباء و المعين الجديد فيها ، على أقل درجة راتبه الشهري الذي عادة لا اجد أكثرهم يعملون به ، أضعاف راتب المعلم
ليس معنى من يخدم في التعليم و تعليم اجيال لمدة 30 عاما ويصبح راتبه لا يمثل شئ من راتب المعلم
اشعر بالاهانة حينما أجد المعلم الذي يخدم صباحا و يعلم التلاميذ ، و ليلا أجده عاملا في أحد الميكروباصات أو التاكسي ، قد يركب معه نفس الطلاب الذين كان يعلمهم صباحا و يبدأ الهمز و اللمز ، و يصبح المعلم نكتة التلاميذ .
لا أجد أي مبرر لدولة ضاع فيها العدل ، أن يقوم المعلم بفتح محل صغير ايا كان نوعه - مع احترامي لأي عمل شريف - لكن كرامة المعلم في دولتنا تهان ليل نهار ، و ضاعت هيبة المعلم أمام الطلاب .
يلومون المعلمين على اعطائهم دروس خصوصية ، و هم أول من شجعوا عليها
بضعف مستوى التعليم و لن اتحدث عن التعليم بالازهر لان الكل يعلم ما به و مدى الترهل الغريب على الرغم من كوادر المعلمين لكن للأسف أضاعها من يسمون بادارة الازهر
كل شئ في دولتنا أصبح بالاضرابات و حقا و للأسف و ان كنت لا أفضل هذا الطريق الا أنه هو الطريق الوحيد الذي يجعل الحكومات تتذكر كائنا اسمه المعلم.
و قد يقول لي قائل أن الميزانية لن تتحمل لكني اجدها أضحوكة و للأسف على عقولنا ، فأي مستشار صغير في المالية و لكن يتسم بالعدل و الشفافية و الضمير سيقوم بعمل ميزانية للتعليم لن أقول أنها كبيرة لكنها بالتأكيد ستكون الميزانية رقم 2 بعد ميزاينة الأمن ، على أن يتم زيادتها سنويا بمعدل نمو جيد ، ورقابة على الاسواق و المحليات و غلق صنابير الفساد فيها بالتأكيد ستحفظ كرامة المعلم
أما و الشئ الأخير
بالفعل أجد أن أغلب المعلمين الكبار بالازهر رضوا بحالهم و أستكانوا بل أجدهم ناموا نوما عميقا في سبات تام كما نام التعليم بالازهر تماما تماما الا من رحم ربي منهم
بل و للأسف قد يكونون اول من يقف في وجهك ان قمت بأي خطوة و هذا حدث معنا حينما قررنا الاضراب فتم الوقوف ضدنا من كبار المعلمين و وكلاء المعاهد و غيرهم
للأسف الطريق الوحيد لارجاع كرامة المعلم هو الاضراب و ليس المليونيات لأنها كلام فارغ
قابلت أحد الاساتذة الكبار - و أقسم لكم بهذا - هو ألماني و قالها بكل صراحة الأطباء لدينا يتمنون ان يكونو معلمين سواء بالمدرسة أو الجامعة ( لأنهما سواء عندهم لا فرق بين أستاذ جامعي و ما قبل الجامعي ، بل و اعلى راتب عندهم لمعلمي المرحلة الابتدائية ..هذه حقيقة ليست نكته )
المهم سألته لماذا ؟
فقال لي أعلى راتب في الدولة للمعلم
لكن تعالوا نرصد كيف يتم بناء المعلم
عندهم كل شئ محسوب ، قد يغلقون كلية التربية لأعوام لبناء معلم متمكن و توفير ميزاينة ممتازة للتعليم و تطويره بشكل مستمر و التي هي اعلى ميزاينة لديهم
يهتمون بالطلاب منذ الصغر و يتكشفون الموهوبين و المتفوقين منهم قبل تعليمهم ، و لكن هل يتنازلون عن غيرهم من الطلاب ذوي صعوبات التعلم
لا بالطبع ، يقومون بتصديرهم لمدارس صناعية أو تجارية - هذه المدارس داخل المصانع بالفعل - يتعلم الطالب و يطبق ما تعلمه بل ، و يأخذون الضعاف منهم ليعملوا في نفس المصنع عقب تخرجهم فورا ، و المتميزين منهم يفتحون مكاتب خاصة لهم بتمويل الدولة للسباكة ، و ورش النجارة ، و الميكانيكا و غيرها
لدرجة أنهم قال لنا ان السباكين لديهم بالحجز و يأخذون مبالغ ضخمة لأي عمل يقومون به
كل شئ عندهم محسوب
و للعلم أيضا عدد المعلمين لديهم هو أكبر عدد لموظفي الدولة
لكن الفارق أن المدارس و الجامعات لديهم بيئة منتجة استثمارية من الدرجة الأولى
و الكل يعلم معنى كلمة ( الماكينات الألمانية )

آسف للاطالة