الموضوع: حسام وشيرين
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-08-2012, 12:10 AM
الصورة الرمزية عاشقة الطفولة
عاشقة الطفولة عاشقة الطفولة غير متواجد حالياً
Faculty of Veterinary Medicine, South Valley University
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
العمر: 31
المشاركات: 6,901
معدل تقييم المستوى: 22
عاشقة الطفولة is on a distinguished road
افتراضي


حدث الاصطدام فى جزء من

الثانيه ، لم يكن ممكنا تلافيه بحال

، مما ادى لانقلاب السياره

الصغيره ، بينما لاذت السياره

النقل بالفرار ، ارتج شريف الذى

كان نائما فى الكرسى الخلفى

بشده و صدم راسه بمسند الباب

، مما اصابه بالاغماء ، اما

شيرين فقد انفتحت الوساده

الهوائيه امامها هى و حسام فى

نفس اللحظه .فلم تصب فى الحادث

لكن حدث لها ما يشبه الصدمه و اضطر

حسام ان يقطع الوساده الهوائيه

بنصل صغير فى ميدالية مفاتيحه

حتى يحررها من ضغط الوساده

الهوائيه على صدرها ، اذ كان

كرسيها قريبا جدا من المقود و

اصبحت من جراء هذا الضغط

فى حاله يرثى لها و عاجزه عن

التنفس بصوره طبيعيه .

نزل حسام مسرعا من السياره و

كانت السيارات قد بدات فى

التوقف للمساعده ، فحمل شيرين

حملا ، و وضعها فى الكرسى

بجوار السائق ، و اغلق الباب ،

و فتح باب السياره الصغيره

عنوه ، و اخرج منها المصاب ،

و ساعد بعض الشباب فى وضعه

فى احداها ، وفى اثناء ذلك

وصلت سيارة دوريه للشرطه

كانت فى المنطقه ، و سالوا عمن

كان يقود السياره الشيروكى وقت

الحادث ، فاجاب حسام بانه هو

قائدها ، و طلب الاسراع فى انقاذ

المصابين الذين نظر لهم الضابط

فى لحظتها و حمد حسام الله انه

نقل شيرين الى المقعد المجاور

للسائق ، و ساعده رجل الشرطه

فى نقل شريف الذى كان لازال

فاقداً الوعى ، و شيرين التى

كانت فى حاله يرثى لها ، و

انطلقت سيارة الشرطه و خلفها

سياره احد الشباب التى كانت

تحمل المصاب لاقرب مستشفى

لاسعافهم ، و كان يبدو على قائد

السياره الصغيره انه نزف الكثير

من الدماء و حالته خطره .

و فى اثناء ذلك اتصل حسام

بهشام بك ، و اخبره ان حادثا

بسيطا قد وقع ، و انهم كلهم فى

الطريق للمستشفى ، هلع الرجل

على ولديه و امر سائقه بعكس

الاتجاه و العوده لمكان المستشفى

كما وصفه له حسام .

و فى المستشفى ، دخل شريف

غرفه عاديه للكشف و كذلك

شيرين ، اما المصاب فدخل العنايه المركزه

و كان تشخيص الطبيب لحالة

شيرين ، صدمه عصبيه ، اما

شريف فاغماءته كانت بسيطه و

قرر الطبيب انه بسبيله للافاقه منها

و سال الضابط حسام عما حدث ،

حكى له حسام ما حدث بالتفصيل

، و زاد عليه رقم السياره النقل

التى فرت من مكان الحادث ، و

كان الشاب الشهم الذى ساعده قد

التقطها و دونها على موبايل حسام

الضابط : انت اللى كنت سايق

حسام : ايوه يا فندم انا

الضابط : فين رخصك ؟

تذكر حسام فى هذه اللحظه ان

رخصته فى سيارته بالقاهره

و اجاب : هى مش عربيتى انا ضيف و صاحب العربيه تعب و كان عايز ينام ، فسقت مكانه و رخصتى مش معايا انا كنت سايبها فى عربيتى فى مصر

لم ينتظر الضابط اكثر من ذلك ،

و قبض على حسام ، و طلب منه

التوجه معه للقسم فاستسمحه حسام فى ان ينتظر

حتى يصل اهل شيرين لانها

كانت ذاهله تماما و عاجزه عن النطق .

ارسل الضابط للدوريات و

البوابات مواصفات السياره النقل

، لضبطها و احضارها ، و قرر

الانتظار قليلا مع حسام

وخلال ربع الساعه كان اهل

شيرين قد وصلوا جميعا ، و امها فى حالة انهيار

هشام : ايه يا حسام يا بنى ، شيرين و شريف جرالهم حاجه ؟ و انت رايح فين ؟

حسام : ان شاء الله خير ، الدكتور طمنا انها بسيطه باذن الله ، انا حاضطر امشى مع الضابط عشان الاجراءات

هشام : ليه يا بنى انت مالك ، مش شريف اللى كان سايق ؟

رد حسام متلعثما و كان الضابط الى جواره : لا لا يا عمى ، انا اللى كنت سايق ، و ..

لم تدعه ام شيرين يكمل اذ هجمت

عليه و خمشت وجهه باظافرها و صاحت :

موتتهم الاتنين ، منك لله يا شيخ ، و انا اللى كنت باقول حاتسعد بنتى ، تقوم تقصف عمرها هى و اخوها كمان ، حرام عليك ، حرام عليك

ذهل هشام مما فعلت زوجته و

اضطر لتكتيفها و ابعادها عن

حسام الذى تركها تهاجمه و لم

يرفع اصبعا لرد هجومها عليه ،

فقد كان هو الاخر خائفا على

شيرين ، و لا يهتم بما قد يحدث

له ، قدر اهتمامه بها .

و مضى حسام مع الضابط وهو

يتصل باحد اصدقائه فى القاهره

، طالبا منه احضار رخصته من

داخل السياره ، دون اشعار امه بالقلق

و لكن هيهات ، لقد كانت امه تعلم

ان لديه ميعادا مع رئيس القسم

بالكليه ، لاستيفاء اجراءات

البعثه ، و تعلم انه قادم اليوم لا

محاله ، و اعدت له الغداء و

البذله التى طلبها ، ليجرى بها

المقابله مع الدكتور

لذا تضاعف قلقها عندما طلب

صديقه المفتاح لاحضر الرخص

، لكن صديقه كذب عليها و

اخبرها ان حسام كان يقود

السياره بدون رخصه و انه

موجود قريبا من المنزل فى لجنه

مرور عاديه و يريد رخصته .



ازداد الامر سوءً بوفاة المصاب

فى الحادث ، و اصبح لزاما على

حسام العرض على النيابه ، و

تحقيقات طويله لذلك كان لابد من

الاتصال بوالدته لطمانتها ، و هذا

ما فعله و طلب اليها ان تسال

عن شيرين و اخاها و كذلك ان

تحدث رئيس القسم فى الهاتف و

تطلب ارجاء المقابله يومين حتى

يفرج عنه ، و قضى ليلته فى

القسم مسهداً ، لا يدرى ماذا حدث

لحبيبته ، و لا ماذا سيكون

مصيره و مصير بعثته بعد هذه

القضيه التى لم تكن فى الحسبان

اما عائلة الحديدى فكانت فى حاله

يرثى لها

فما ان افاق شريف

حتى وجد امه تبكى على مقربه

منه و تقبل يديه و وجهه ، و

تحمد الله على سلامته ، و افاق

غير متذكر للحظة الاصطدام ،

كل ما يذكره انه كان نائما فى

الكرسى الخلفى ثم اضاف:
انا متهيالى يا ماما مش حسام اللى

كان سايق ، ايوه ، شيرين اللى

ساقت ، انا مارضتش اطلب من

حسام يسوق عشان ما احرجوش

، لكن شيرين واخده على

عربيتى و ياما ساقتها

يمكن هوطلب يسوق شويه عشان يريحها ؟

انا السبب فى ده كله ، فين شيرين ؟


كانت شيرين نائمه بعد حقنه

مهدئه اعطاها لها الطبيب ، و

قناع الاكسجين على وجهها ، و

قد تحول وجهها الى اللون الابيض

لم يكن بها اصابات ظاهره ، لكن

طبيبها الخاص جاء بناء على

طلب هشام بك ، و بعد كشف

سريع عليها ، قرر ان حالة قلبها

اسوا ما يكون الان ، و انها لن

تستطيع الانتظار لاجراء الجراحه

، بل يجب ان تجريها فى خلال

ايام قليله ، لان عضلة القلب

اصبحت اضعف من ان تحتمل

الانتظار، و لم تعد مشكلة الصمام

هى مشكلتها الرئيسيه ، بل

ضعف عضلة القلب نفسها .

هشام : انا عارف يا دكتور ان دلوقتى ممكن نغير القلب كله ، انا ممكن ادفع كل ما املك ، عمرى كله ، عشان انقذها

الطبيب : ايوه بس نقل القلب ده بيكون فيه طابور مرضى منتظرين ، لما حد يتوفى و يتم حفظ قلبه بطريقه معينه ، و بعد وقت قصير من وفاته ، و الكلام ده موجود فعلا فى امريكا ، بس الاولويه للمواطنين الامريكيين نفسهم اللى بيشملهم التامين الصحى هناك


و فى خلال دقائق كانت شاهى

اتصلت بزوجها فى امريكا و

حجزت المستشفى و الاطباء ، و

ساهم شوكت باجراءات التاشيره

و الفيزا

لم ينتبه احد ان شيرين بدات فى

الافاقه و سمعت طرفا من الحديث

هزت راسها يمنه و يسره طالبه

ازالة القناع عن وجهها ، الذى

اغرقته الدموع ، و سالت عن

اخاها و عن حسام

الام : الحمد لله هما بخير يا شيرين ، منه لله بقه اللى كان السبب

شيرين : مين يا مامى اللى كان السبب ؟ هما مسكوا سواق العربيه النقل

الام : نقل ايه ؟ انا قصدى حسام ، اللى مالوش فى السواقه ده ، و كان حايضيعك منى انتى واخوكى

شيرين : مين قال حسام اللى كان سايق ، و ايه موضوع قلبى ده ، انا سمعتكم بتقولوا عمليه ، مامى انا مش فاهمه حاجه


الاب : قلبك بخير يا حبيبتى ، بس احنا مضطرين نسافر امريكا عشان نعمل عمليه صغيره

شيرين : عملية ايه ، انا فاكره كويس انى ما انصابتش فى الحادثه خالص ، و كل الخبطه كانت فى العربيه ، و انا فاكره حسام وهو بيقطع الايرباج ،
و فاكره كمان ...اه
ااااه يا حبيبى يا حسام
فاكراه و هو بيشيلنى و يقعدنى فى الكرسى بتاعه
كان بيعمل كده عشان يقول انه هوه اللى كان سايق
كنت حاسه ساعتها ان الهوا تقيل و مش قادره اتنفس و لا اتكلم خالص ، عشان كده ما اعترضتش على حاجه

اصفر وجه ليلى حين سمعت هذا الحديث

و صاحت : يا حبيبى يا بنى ، ظلمتك ، شوف محامى يا هشام و لا حد يلحق الولد ، ده بايت من امبارح فى القسم

شيرين : قسم ؟ يا ناس ردوا على ، حسام فى القسم ليه ؟

هشام و هو يحدج زوجته بنظره قاسيه : مش حادثه يا شيرين و فيها مصابين ، لازم اللى سايق يتم استجوابه يا بنتى

شيرين : و حسام ماله بالموضوع يا بابى ، شيلو الكانولا دى من دراعى ، انا رايحه اطلعه من القسم حالا ، حاقول انى انا اللى كنت سايقه ، ده عنده معاد مع رئيس القسم عشان يسافر البعثه ، حرام مستقبله حايضيع

...... و تداعى صوت شيرين و

ازداد ضعفا و هى تردد ،

حرام حرام حرام

لم تقو شيرين على الحركه ، و

عادت لوضعها فى الفراش

مرغمه ، و قامت الممرضه

باعادة تثبيت قناع الاكسجين على وجهها

اتصل هشام بالشئون القانونيه فى

شركته ، و طلب ارسال محامى

لحسام ، و اخراجه من الحبس

باى ثمن ، و لم يدر كيف فات

عليه ان يفعل هذا من فرط قلقه

على شيرين .

فوجىء حسام بالضابط ينادى

عليه باحترام شديد ، بعد ان

جاءت هيئه كامله من المحامين

احدهم كان لواء شرطه سابق ، و

الاخر كان استاذا للحقوق

و تم دفع الكفاله و الافراج عن

حسام ، بضمان محل اقامته

و طلب منه الضابط وديا عدم

السفر فى اي مكان خارج البلاد

، قبل ان يتم الحكم فى القضيه

حسام : بس انا عندى بعثه للخارج فى خلال شهر من دلوقتى ، ارجوك ، انا حكيت لك على اللى حصل و فى شهود ، و نمرة العربيه النقل معاك

المحامى : طيب ارجوك تثبت عندك شهادة الشهود ، انه سائق النقل هو سبب الحادث ، و رخص موكلى مع حضرتك عشان تتاكد انه معاه رخصه ، بس هى الظروف اللى اجبرته يسوق يومها ، كمان انا عايز عنوان المتوفى الله يرحمه عشان نتفاهم مع عائلته بخصوص التعويض ، اى تعويض يطلبوه حايتم دفعه .

الضابط : ايوه بس فى شهود برضه شهدوا ان اللى سايق العربيه كانت واحده ست مش راجل

حسام : لا طبعا ، انا اللى كنت سايق و انا مصر على اقوالى ، و عايزنى ارجع تانى الحجز ما عنديش مانع

المحامى : لا يا دكتور حسام ، حضرتك مش لازم ترجع الحجز و لا اي حاجه ، و ان شاء الله القضيه تنتهى بشهادة الشهود، اللى حاندور عليهم و نجيب عناوينهم باذن الله ، و بتنازل اهل المتوفى ، هشام بك مش عايز حضرتك تحمل هم


غمغم حسام : كويس انه افتكرنى اصلا ، و الله انا كنت فاكر حايعدمونى قبل ما حد يفتكر يخرجنى من هنا


و خرج حسام من القسم و كل

همه الاطمئنان على شيرين ،

لذلك توجه للمستشفى القريب اولا

، قبل ان يذهب لبيته

رد مع اقتباس