كلام يستحق الاحترام من رمز من رموز الثورة المصرية ، و رغم ماتعرض له من اهانات و ظلم من الكثيرين و ممن ركبوا قطار الثورة الا أنه محتفظا و مخلصا للقيم والمبادئ الأخلاقية
وائل غنيم
- كنت ولا زلت من أكثر المتضررين من الإشاعات والأكاذيب التي روجها توفيق عكاشة ومن يظهر على قناته ضدي. خاصة وأنه يؤثر في قطاع من المصريين يصدقون وللأسف كلامه. ومع ذلك وفي ظل انتشار الدعوات على الإنترنت مؤخرا، أرى أن هناك موقفا مبدئيا يجب أن أسجله:
- أرفض تماما فكرة الحشد لإغلاق قناته بما يسمى بالضغط الشعبي عبر التظاهر أمام القناة وإجبار العاملين فيها على وقف البث. (مع التأكيد أن حق أي مجموعة من المواطنين على التظاهر وإبداء آرائهم في أي أمر، الاختلاف فقط أن يتم استخدام فكرة "الضغط الشعبي" لإغلاق القناة - وإيماني أيضا بأن مظاهرات كهذه قد تزيده شعبية وترفع من نسبة مشاهدته وليس العكس).
- أرفض تماما فكرة نشر معلوماته الشخصية وعنوان بيته وغيرها من الأمور التي قد تؤدي للتهجم عليه وعلى أسرته.
- هناك فارق بين أن يتم محاكمة توفيق عكاشة لأنه: "أساء للرئيس" أو "دعى لقلب نظام الحكم" .. وأن يتم محاكمته لتحريضه الآخرين على ارتكاب جريمة القتل أو استخدام العنف مع المخالفين له ونشره أكاذيب وشائعات (في مواقف محددة) بشكل متعمد. أنا مع الثانية ولست مع الأولى لأن التهم الأولى مطاطة ويمكن استخدامها اليوم معه وغدا مع غيره ومثل هذه الاتهامات لا تجدها إلا في الدول الدكتاتورية.
التعامل مع هذه القضية يجب أن يكون بالقانون، ولازم نستنفذ كل السبل القانونية في هذه الأزمة، ليه؟ لأن في النهاية يجب أن يحكمنا معيار أخلاقي نرتضيه جميعا حتى تتحقق دولة العدل والقانون. لو تركنا الحكم لشخص مسؤول أو مجموعة أشخاص على فعل معين هيصبح الغلبة للأقوى وبكده بنطبق حرفيا مفهوم الغابة. اليوم ستتحرك مجموعة ضد القناة الفلانية التي في رأيك قناة ضارة وستكون سعيدا لأن القناة أغلقت، وغدا ستتحرك مجموعة أخرى ضد قناة هي في رأيك قناة محترمة وستكون غاضبا لأن القناة أغلقت!
عدم وجود معايير أخلاقية تحركنا سيؤدي للفوضى .. بالإنجليزية يقولون: "One man's terrorist is another man's freedom fighter" يعني: الإرهابي في نظر البعض قد يكون محاربا للحرية في نظر الآخرين .. ولو كل مجموعة قررت الهجوم على الإعلامي الذي تراه يسبب الفتنة في وجهة نظرها لانتهى بنا الأمر في فوضى تجعل الإعلاميين (الشرفاء منهم والفاسدين) لا يعرضون ما لديهم من معلومات (حتى لو كانت حقائق) بسبب الخوف من غضبة الرأي العام.
التعامل مع عكاشة وأمثاله يجب أن يكون بالقانون. والأولى تركيز جهودنا لتفعيل القانون وتنفيذه لأنه وبالفعل هناك عقوبات على نشر الشائعات والأكاذيب عبر وسائل الإعلام. وكذلك العمل على مستوى طويل الأجل على ايجاد ميثاق إعلامي تلتزم به القنوات فيما يتعلق بنشر المعلومات وتوثيقها والاعتذار عن نشر أي شائعات.
وأخيرا أقول للجميع: "احذر وأنت تحارب الوحوش أن تصبح واحدا منهم دون أن تشعر"
|