نزل حسام من المستشفى وهو لا
يرى امامه من شدة الحزنو
الغضب ، و لم يلتفت لقائد
السياره التى جعلها هشام بكتحت
تصرفه منذ خروجه من القسم ،
و سار فى الشارع لا يلوىعلى
شىء لم يكن يدرى الى اين يتجه
، من فرط انكساره و حزنه ،
كان يحاول تصديق ما حدث ، و
دموعه الداخليه تغرق قلبه ،و
تغرق احاسيسه التى شبت فيها
النار ، لكنها بكل اسف تزكيها و
تزيدها اشتعالا ، و ظل فى حالته
تلك لا يدرى كم مضى منالوقت
، لكنه حين افاق لنفسه ، اشار
لاول سيارة اجره امامه ، و
ركبها فى طريقه الى المنزل
و هو يتذكر حالته وهو يغادر
المنزل اخر مره ، و حالته الان و
هو يعود منكسراً ، مقهوراً
هلستقوى امه على رؤيته بهذاالشكل ؟
منذ شهور قليله
لميكن يعرف شيرين
لكن هل حقا عرفها ؟
ام خيل له حبه لها انهعرفها بلو امتلكها ؟
لم يكن يدرى انه فى لحظه واحده
، ممكنان تتغير اقدار الانسان
من النقيض الى النقيض ، منذ
يومان كان اسعدرجل على وجه
الارض ، و كان الى جوارهاجمل ملاك
ملاك؟
هل من الممكن ان تخدعه
مشاعره الى هذه الدرجه ؟
انه متاكدان شيرين قد احبته فعلا
، لن يقول اعجبت به ، لا ، كانحبا
لكن هل من الممكن ان ينتهى
الحب فجاه ؟
كما بدافجاه ؟
اما شهيره ، فحمدت الله على ان
حسام مضى بدون ان ينظر
وراءه ، فقد انهارت على ركبتيها
فور ما ادار لها ظهره ، كانها
استهلكت كل ذره من قوتها لكى
تفعل ما فعلته ، هى نفسها لم
تتصور ان تفعل ذلك ، لكن
اصرار شيرين ، و كذلك خوف
شهيرهعلى حسام و شعورها
بالذنب لعدم ابلاغه بالحقيقه من
البدايه ،اعطاها قوة لم تعرفها
فى نفسها من قبل ، لكنها بعد ان
انصرفندمت
لقد احست انه كان يفضل الف
مره ان يضيع مستقبله المزعوم
، على ان يضيع حبه الكبيرلاختها
كان يفضل ان يصدم فى صحتها
و صدق عائلتها ، على ان يصدمفى حبه
يا الله ، هل اخطات حينفعلت ما
فعلته ، و ماذا ستقول لشيرين
وجدت امها منتظره اياها فى
الممر خارج غرفة شيرين ، و
قرات فى عينيها و دموعها ما
حدثبالتفصيل ، فلم تسالها ،
لكنها طلبت منها انت تترفق
بشيرين فىابلاغها بما حدث
كانت شيرين جالسه نصف جلسه
فى سريرها ، و هى منتظره
لترى شهيره و تعرف ما حدث ،
كانت تتوقعه ، لكنها كانتتتمنى
لو ان حسام صعد لغرفتها و
حطم الباب و دخل ، كانت تتمنى
الا يصدق انها تخلت عنه
وقالت محدثة نفسها :
ايه يا شيرين مش انتى اللى عايزه كده ، ايوه انا اللى عايزه كده ، انامش حاقدر احطمه مرتين خلاص ، اللى حصل حصل ، لو عرف دلوقتى حايبقى زى ما يكون خليتهيمشى ع الجمر مرتين ، مره بسبب الفراق اللى حصل دلوقت ، و مره تانيه لما اموت واسيبه فعلا
اموت ؟؟؟
هل انا فعلا مستعده للموت ، لم احلم يوما بطول العمر ،طوال حياتى اتمنى الا اشيب قط ، و لا ان يتغضن وجهى ، و كان الكلام حول ان لكل سنجماله و لكل مرحله مميزاتها ، يثير ضحكاتى اكثر ما يثير رغبتى فى الحياهاطول
لكن ليس لهذه الدرجه ، لقد حلمت بيوم تخرجى ، الن اراه ؟
و حلمت بيومزفافى ، احقا لن اعيشه ؟
و تمنيت حمل طفلى ؟ اقدر لى حقا الا احمله ابدا؟
انىاحمد الله الان على حياتى التى مضت ، كانت حياه سعيده ، لطالما كنت موضع تدليلابواى و اخوتى و حب كل اصدقائى و مدرسينى ، كما ان الاقدار كانت سخية معى و عرفتالحب ، حتى يومان مضوا كنت اسعد بنت فى العالم
احقا حدث ذلك من يومان فقط؟
احس ان عمرا كاملاً يفصل بينى و بين ذلك الصباح السحرى ، بجوار البحر
ااه وتلك النظره فى عينى حسام
حسام ؟
احقا عرفته و احببته ، ام كان حلماًمضى
ام ان حياتى باسرها حلم ؟
اللهم ثبتنى على الايمان ، و احسن خاتمتى يارب، كما تمنيت
و طلبت من شهيره انتساعدها
كى تتوضا و تصلى ركعتين لله
تعالى ان تكون عينيه اخر مااراه
و خلال صلاتها نزلت دموعها ،
تدعو الله و تستعطفه، ان يكون
الى جوار حسام ، و الى جوار
اهلها لو قدر لها ...الرحيل
اختصر نفوذ و اموال هشام بك
الاجراءات المعقده للسفر الى
امريكا ، و اصبحت مسالة ايام ،
و عادت شيرين الى المنزل مع
تحذيرات مشدده من الاطباء بعدم
ازعاجها او تعريضهاللضغوط
جاءت منال ملهوفه حين علمت
بعوده شيرين و كانت تظنها
عادت من عطله سعيده فى العين
السخنه ، و تريد ان تسمع كلالتفاصيل
لكن هالها منظر شيرين ، و
ملازمتها لغرفتها لاتغادرها و
شرحت لها صديقتها كل ما حدث
، طالبة منها بدموعها انتعدها
بعدم اخبار حسام بالحقيقه
اعترضت منال قائله :
يجب ان يعلم حسام ، من حقه ان يختار ، لماذا يقدر لهذا الحبالنظيف النادر فى هذا الزمن ان يموت
لماذا يجب ان نقتله بايدينا ، لماذا لا نتركمقدراتنا لله ؟
هل ضمن احدنا عمره يا شيرين ، مش ممكن حسام يموت قبلك يا شيرين ،يموت متعذب و فاكرك خنتى حبه ؟
ازاى تفكرى فى كده ؟ انت اكتر واحده عارفه اد ايهبيحبك ، و اللى انت فاكره انه فى مصلحته ده ممكن يدمره للنهايه ، ممكن يحكم عليهبالفشل طول حياته ، يعنى ايه نجاح يا شيرين ؟
يعنى نجاح فى الشغل ؟
يعنى فلوس؟
مين يقدر يعرّ ف كلمة نجاح ؟
او كلمة سعاده ؟
كل اللى انا متاكده منهانك حرمتيه للابد من السعاده يا شيرين ، للابد ...عمره ما حايفرح تانى ، حتى لو بقىالدكتور زويل نفسه ، عمره ما حايفرح
انتى كسرتيه للابد
ردت شيرينبضعف و قد اثارت كلمات منال دموعها :
خلاص يا منال اللى حصلحصل ، و كمان بابى بعت له تمن الشبكه على البيت ، يعنى زمانه كرهنى و اللى كان كان، هو نفسه مش ممكن يسامح حتى لو عرف الحقيقه
منال : انت لسه لابسه دبلته يا شيرين ، و اللى يحب ما يكرهش انت بتضحكى على نفسك ، وهوكمان لابس دبلتك على فكره ، انا شفته النهارده الصبح فى الكليه ، بس ما كلمتوش كانشكله فظيع جدا و دقنه طالعه و ما فهمتش فيه ايه الا لما حكيتى لى
شيرين : تلاقيه كان رايح يقابل الدكتور بخصوص البعثه ، يا ترى عملتايه يا حسام ، ربنا يوفقك و تسافر
منال : و منامته احنا اللى بنحدد توفيق ربنا فين ؟ ما يمكن لو فضلتى معاه يكون احسن له ميت مره، شيرين ارجوك اسمحى لى اقوله
اخذت شيرين تتحسس الكومود
الىجوارسريرها حتى وجدت
مصحفها الصغير
و و ضعته فى يد منال
و طلبتمنها انت تقسم بالله الا
تخبر حسام باى شىء عن
مرضها و لا عما حدثلها و ان
تتركه يمضى فى طريقه
شيرين : حاينسانى ويعيش يا منال ، انا عارفه ، لكن لو فضلت معاه حاكون ندبه فى تاريخه عمره ما حينساهاو لا يتجاوز الامها
منال : و مين قال انك دلوقتىما بقتيش طعنه فى كرامته و حبه ، عمرها ما حاتخف ابدا ، انا حاحلف يا شيرين انى ماقولوش حاجه بخصوص حالتك بس لو سمحتى انت كمان اوعدينى انك تفكرى كمان مره قبل ماتسافرى
شيرين : انا مسافره بكره يا منال ، انا طلبتمن بابى يودينى اعمل عمره قبل ما اروح امريكا ، انشا لله على كرسى بعجل ، نفسى ازوربيت الله قبل ما ...
تظاهرت منال بالمرح و قاطعتها قائلة :
اسكتى ارجوكى ، انشاء الله حاتروحى العمره و تعملى العمليه وترجعى زى الفل يا شيرى يا حبيبتى
شيرين : انا الحمدلله انا اتحجبت قبل ما اعرف انى مريضه بيوم و احد يا منال ، عشان تكون توبتى للهكامله و هو عالم بالنوايا و ما تخفى الصدور
منالباكيه : ربنا عالم يا شيرين ، انت طول عمرك اطيب قلب ، و انضف ضمير فى الدنيا ، ياشيرين انا لو ما كنتش صاحبتك ، لو كنت عدوتك كان لازم برضه احبك و احترمك ، عشانانتى احسن واطيب واحده فى الدنيا