( 9 )
جبريل عليه السلام
أمر الله تعالى جبريل أن ينزل الأرض في مهمة
للعقاب لا الرحمة
فقد تجاوز قوم ثمود كل الحدود
في البداية بعث الله نبيه صالحا عليه السلام لقومه ثمود
قال : يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره
نفس كلمات التوحيد التي يقولها كل نبي يبعثه الله لقومه
ماذا كان جواب قومه على دعوة الهداية ؟
قالوا :
" يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب "
دعاهم إلى توحيد الله فأصروا على عبادة ما كان يعبد آباؤهم
ودعاهم إلى النجاة فعجبوا مما لا عجب فيه
وأبدوا أسفهم لهذا التحول في شخصيته
لقد كان مرجوا فيهم قبل هذا ولكنه خيب رجاءهم بهذا الدين الجديد الذي يقصر العبادة على الله
مضى الصراع بين صالح وقومه
حدثهم أنه مرسل من الله فكذبوه وتبعته أقلية
ضئيلة أما الأغلبية فقد لجوا في عتو ونفور
كانت قوتهم تسكر رؤوسهم بالكبرياء
كانوا يتخذون من سهول الأرض قصوراً وينحتون الجبال بيوتاً وينسون أو يتناسون أن ما هم فيه من نعمة القوة هو جزء من آلاء الله عليهم
وأخيراً طالبوه بمعجزة تثبت أنه رسول الله
وبعث الله إليهم ما سألوه
" قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم "
كانت الناقة معجزة وفتنة في نفس الوقت
لقد سماها الله تعالى ناقة الله
أضافها لاسمه تكريماً وتشريفاً
وتوعد من يمسها بسوء
وتحركت نوازع الشر في نفوس المجرمين من قوم ثمود
وحيكت مؤامرة لذبح الناقة
ووقعت الجريمة بالفعل فوعدهم نبيهم بالعذاب بعد ثلاثة أيام
وفي فجر اليوم الرابع تلقى جبريل أمراً من الله بإهلاك القوم
وهبط جبريل إلى الأرض
ووصل لقوم ثمود
وانشقت السماء عن صيحة جبارة واحدة
انقضت الصيحة على الجبال فهلك فيها كل شئ حي
وارتجفت الأرض رجفة جبارة
فهلك فوقها كل شئ حي
هي صيحة واحدة لم يكد أولها يبدأ وآخرها يجئ حتى كان كفار ثمود قد صعقوا صعقة واحدة
" إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر "
الكاتب
أحمد بهجت
- يتبع -