
19-08-2012, 07:27 PM
|
 |
نجم العطاء
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,261
معدل تقييم المستوى: 23
|
|
أَخي الكريم:
إِذا كنت تحافظ على الأَذكار والاستغفار في رمضان، فهل تستغني عن هذا الزاد بقية العام، إِنَّ الذكر شفاءٌ من الأَسـقام ومرضاة للرحمن ومطردة للشيطان، فرطِّب لسانك دوماً بذكـر الرحيم الرحمـن جل وعلا، واسمع لحبيبك المصطفى صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم كما في الحديث الذي رواه أَحمد والترمـذي وصححه الأَلبانـي من حديث معاذ بن جبل يقول: "أَلا أُخبركم بخير أَعمالكم وأَزكاها عند مليككم وأَرفعها لدرجاتكم، وخير لكم من إِعطاء الذهب والفضة، وخير لكم من أَن تلقوا عدوكم فتضربوا أَعناقهم ويضربوا أَعناقكم" قالوا: بلى يا رسول الله قال: " ذكر الله عز وجل".
الراوي: أبو الدرداء – المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 2629 – خلاصة الدرجة: صحيح.
انظر إِلى فضل الذكر، فالذاكر في معية الله، كما في الصحيحين أَنه قال: "قال الله جل وعلا: أَنا عند ظن عبدي بي، وأَنا معه حين يذكرني فإِذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإِن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منه، وإِن تقرب إِلي شبراً تقربت إِليه ذراعاً، وإِن تقرب إِليَّ ذراعاً تقربت إِليه باعاً، وإِذا أَتاني يمشي، أَتيته هرولةً".
الراوي: أبو هريرة – المحدث: البخاري – المصدر: الجامع الصحيح – الصفحة أو الرقم: 7405 – خلاصة الدرجة: صحيح، الراوي: أبو هريرة – المحدث: مسلم – المصدر: المسند الصحيح – الصفحة أو الرقم: 2675 – خلاصة الدرجة: صحيح.
فَاذكُر الله جلا وعـلا لتكون دوماً في معيتـه سبحانه وتعالى، والمعية نوعان: معية عامة، ومعية خاصة، أَما المعية العامة فهي معية العلم والمراقبة والإِحاطة والمعية الخاصة فهي معية الحفظ والنصر والعـون والمدد والتأَييد، فهل تستغني أَيها المؤمن عن معية الله جل وعلا؟!
فإِذا أَردت ذلك فداوم على الذكر ولا تضع هذا النور أَبداً، ويكفي أَن تعلم أَنَّ النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قال في الحديث الصحيح الذي رواه أَحمد والترمـذي من حديث الحارث الأَشعري الطويل "… وآمركم أَن تذكروا الله فإِنَّ مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أَثره سراعاً حتى إِذا أَتى على حصن حصين أَحرز نفسه منهم، وكذلك العبد لا يُحرز نفسه من الشيطان إِلا بذكر الله".
الراوي: الحارث الأشعري - المحدث: ابن العربي – المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 6/8 - خلاصة الدرجة: صحيح، الراوي: الحارث الأشعري – المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 552 - خلاصة الدرجة: صحيح.
إِذاً لابد لك من هذا الزاد لأَنَّ فيه الخير العظيم، فالذكر من الثوابت التي لا غنى عنها بحال لا في رمضان ولا في غير رمضان.
ومن الثوابت الإِيمانية أَيضاً: الإِحسان إِلى الناس.
إِننا نرى كثيراً من الناس لا تظهر عليهم علامات الجـود والكرم إِلا في رمضان فقط، فإِذا ما انتهى رمضان لا تجد إِلا العبوس في وجه الفقراء ولا نجد إِلا البخل والشح ولا حول ولا قوة إِلا بالله.
أَنتَ قد منَّ الله عليك بالإِنفاق على الفقراء والمساكين وكثير من أَوجه الخير في رمضان فهلا عودت نفسك على الإِنفاق حتى ولو بالقليل.
ففي الصحيحين من حديث عدي أَنَّ الحبيب النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قال: "ما منكم من أَحدٍ إِلا وسيكلمه ربه، ليس بينه وبينه تُرجمان، فينظر أَيمن منه فلا يرى إِلا ما قدم، وينظر أَشأَم منه فلا يرى إِلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إِلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة".
الراوي: عدي بن حاتم الطائي – المحدث: البخاري – المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6539 - خلاصة الدرجة: صحيح، الراوي: عدي بن حاتم الطائي – المحدث: مسلم – المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1016 - خلاصة الدرجة: صحيح.
فالإِحسان من الثوابت الإِيمانية التي لا يستغني عنها مؤمن في رمضان ولا في غير رمضان حتى يلقى ربه جل وعلا.
ومن هذه الثوابت الإِيمانية أَيضاً: قيام الليل.
في رمضـان وُفقت بفضل الله ورحمته ومنته إِلى صـلاة التراويح والقيام فلماذا لا تستمر على هذا الدرب المنير؟ لماذا تضيع القيام بالليل.
اسمع للنبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم وهو يقول في الحديث الذي رواه الحاكم وابن خزيمة والترمذي وحسنه الأَلباني في صحيح الترغيب والترهيب من حديث أَبي أَمامة يقول: "عليكم بقيام الليل فإِنه دأَب الصالحـين قبلكم وقربةٌ إِلى الله تعالى ومنهاة عن الإِثم وتكفير للسيئات".
الراوي: بلال – المحدث: الترمذي – المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3549 - خلاصة الدرجة: غريب [فيه] محمد القرشي قال البخاري ترك حديثه.
فاعمل أَخي المسلم على أَن تُكتب من القائمين الليل ولو بركعة واعمل جاهداً أَن تكونَ من أَصحاب هذه الآية: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16].
ومن الثوابت الإيمانية: التوبة.
ما منا أَحدٍ إِلا وتابَ وأَنابَ إِلى الله في رمضان، فهل معنى ذلك أَنه إِذا انتهى رمضان انتهى زمن التوبة ولا نحتاج إِلى توبة وأَوبة إِلى الله جل وعلا؟!
وانظر إِلى حال الكثير من المسلمين تجد أَنَّ الكثير منهم ينفلتون يوم العيد إِلى المعاصي والشهوات وكأَنهم كانـوا في سجن وبمجرد أَن تم الإِفـراج عنهم مغرب اليوم الأَخـير من رمضان انطلقوا وكأَنهم خرجـوا من هذا السجن وسرعان ما انكبوا على أَنواع المعاصي والشهوات كجائع انكب على الطعام من شدة الجـوع الذي أَلَمَّ به، ولا حول ولا قوة إِلا بالله، ذلك ليس بحال المؤمن الموحـد، فإِنَّ المؤمن الموحـد عمره كله عنده عبادة لرب الأَرض والسماوات فتجـده ينتقل من عبودية إِلى عبودية، ومن طاعـة إِلى طاعة ومن فضل إلى فضل، لذا يجب عليك أَن تكونَ دائماً في عبودية حـتى تلقى رب البرية، يقول النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم كما في صحيح البخاري من حديث أَبي هريرة: "والله إِني لأَستغفر الله وأَتوب إِليه في اليوم أَكثر من سبعين مرة".
الراوي: أبو هريرة – المحدث: البخاري – المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6307 - خلاصة الدرجة: صحيح.
النبي صلوات الله عليه وسلامه يقسم بالله، أَنه يتـوب ويستغفر الله في اليوم أَكثر من سبعين مرة وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأَخر، بل وفي رواية مسلم قال "يا أَيها الناس توبوا إِلى الله واستغفروه فإِني أَتوب إِليه واستغفره في اليوم مائة مرة".
الراوي: الأغر المزني – المحدث: مسلم – المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2702 - خلاصة الدرجة: صحيح.
هذا حال سيد الخلق أَجمعـين وإِمام المرسلين فما حالنا؟! فالتوبة من الثوابت الإِيمانية التي لا غنى عنها لمؤمن بعد رمضان، وهذه بعض الثوابت التي نحافظ عليها في رمضـان، ويتخلى عنها أَكثرنا بعد رمضـان، فأَحببت أَن أُذكر نفسي وأَحـبابي وأَخواتي بهذه الثوابت الإِيمانيـة التي لا يستغني عنها مؤمن بحال حتى يلقى رب البرية جل وعلا.
__________________
قلب لايحتوي حُبَّ الجهاد ، قلبٌ فارغ .!
فبالجهاد كنا أعزة .. حتى ولو كنا لانحمل سيوفا ..
|