ثانياً: عرفت فالزم.
ذقت حلاوة الإِيمان وعرفت طعم الإِيمان، عرفت هذا في رمضان، ما منا من أَحدٍ صام وقام رمضـان وقام ليلة القـدر إِلا وذاق هذه الحلاوة، حلاوة شرح الصدر وسرور القلب، عرفت فالزم، الزم هذا الضرب المنير، واستقم على هذا الصراط المستقيم، ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أَنَّ النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قال: "يا أَيها الناس عليكم من الأَعمال ما تطيقون فإِنَّ الله لا يمل حتى تملوا، وإِنَّ أَحب الأَعمال إِلى الله ما دووم عليه وإِن قل".
الراوي: عائشة –المحدث: مسلم – المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 782 - خلاصة الدرجة: صحيح.
وفي صحيح مسلم من حديث عائشة قالت: "كان رسول الله إِذا عمل عملاً أَثبته"
الراوي: عائشة –المحدث: مسلم – المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 782 - خلاصة الدرجة: صحيح.
. أَي داوم عليه وحافظ عليه.
وفي صحيح مسلم من حديث أَبي عمرة سفيان بن عبد الله الثقفـي أَنه قال للنبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم "قل لي في الإِسلام قولاً لا أَسأَل عنه أَحداً بعدك". قال الحبيب: "قل آمنت بالله ثم استقم".الراوي: سفيان بن عبدالله الثقفي – المحدث: مسلم – المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 38 - خلاصة الدرجة: صحيح.
قل آمنت بالله ثم استقم، أَي استقم على ضرب الإِيمـان، استقم على طريق التوبة، استقم على طريق الاستغفار، استقم على طريق قيام الليل، استقم على طريق الإِحسان، استقم على طريق هذه الثوابت الإِيمانية التي أَعانك الله عليها في رمضان، قال جل وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآْخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} [فصلت: 30-32].
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا قرأَها يوماً على المنبر عمر بن الخطاب فقال: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} ثم استقاموا على منهج الله فلم يروغوا روغان الثعالب، والاستقامة هي المداومة والثبات على الطاعة.
أَيها الحبيب الكريم: عرفت فالزم.. الزم هذا الدرب ولا تنحرف عنه.
أَقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
إِنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونعـوذ بالله من شرور أَنفسنا، وسيئات أَعمالنا من يهده الله فلا مضل له ،ومن يضلل فلا هادي له.
وأَشهد أَنَّ لا إِله إِلا الله وحـده لا شريك له وأَشهد أَنَّ محمـداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأَصحـابه وأَحبابه وأَتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أَثره إِلى يوم الدين.
أَما بعد أَيها الأَحبة الكرام،