[أ/مصطفى محمود]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nadeem55

الأخ الكريم : أراك متجنياً على الأزهر ، فالأزهر شأنه شأن بقية مؤسسات الدولة من حيث الفساد ،والتعليم في مصر بعمومه وفي الأزهر خاصة كان مستهدفاً بالتدمير أبان النظام السابق .
أولادي كانوا بالأزهر فقمت بالتحويل لهم للتربية والتعليم عسى أن أجد تعليما مميزاً لكني فوجئت بأنني قلبت عملة على الوجه الآخر ، فالفساد نفس الفساد ، رغم تميز التربية والتعليم عن الأزهر من حيث القيادات التربوية ، والميزانية الخاصة ، فندمت على تحويلهم ، ولكن ولات حين مناص.
أما بالنسبة لمستويات المعلمين بالأزهر : فما انحدر مستوى المعلمين إلا بسببين : الأول التعيين بالحصة مقابل أجر رمزي تافه ، جعل المعلم لا يقدم شيئا لأنه لا يتقاضى شيئاً
السبب الثاني : تعيين خريجي التربية والتعليم بالأزهر حيث يعانون من نفس مستوى الضعف العام للخريجين ، ثانية : التعيين بالمكافأة الضئيلة ، فضلاً عن عدم الولاء عندهم للأزهر

لكني أصدقك القول وقد قاربت العام السادس والعشرين في هذه المهنة ، إن خريجي الأزهر القدامي أقوى مائة مرة من أقرانهم من التربية والتعليم ، لكن غالبية الخريجين الحداثى على نمط واحد سواء أكان أزهريا أو تربية وتعليم .

أختلف معك كلية أ/نديم
مع احترامي لرأيك و الأخرين
أولا أنا لا اختلف معك في أن جميع مؤسسات الدولة بها فساد ، لكن كونه الازهر كان لابد أن يطور نفسه و يحارب أي فساد
و الفارق الذي أجده واضحا بين الازهر و التربية و التعليم - لأنك تقول وجدت وجها لعملة واحدة عندما حولت لأبنائك للتربية و التعليم - الفارق الواضح هو أن الفساد في التربيةو التعليم فساد تطبيق لنظام أجده جيد و متطور ، لكن الازهر فساده في أنه لا يوجد شئ اٍسمه نظام للأسف فكل شئ عشوائي ( قرارات - خطوات غير محسوبه - ادارة شبه جاهلة بأمور كل شئ - مناطق و معاهد خاوية من أي تطور يذكر - غفله عن حقوق المساواة مع معلمي التربية و التعليم - غفلة في تطوير المعلمين مساواة بمعلمي التربية و التعليم )
كما ان هناك شيئا أجد حضرتك غافلا عنه و هو مستقبل الابناء ، أنظر لكم الجامعات العامة مقارنة بجامعة واحدة للازهر ، و هذا بالطبع حجم الكثير من قدرات التعليم بالازهر ، لأنه يقبل عدد قليل من الطلاب ، كما أنه أتعجب من فكرة عدم بناء أكثر من فرع للجامعة في اكثر من مكان ، و الشئ الأخير أن مستقبل الابناء مرتبط ارتباطا وثيقا بالمواد الثقافية و فكرة عدم الاهتمام بها في الازهر بالاضافة للقرارات الغريبة الصادرة يجعل الكثير من الطلاب يحولون للتربية و التعليم
بمجرد انتهاء الصف السادس الابتدائي ، و هذا بالطبع يجعل من يتبقى في التعليم بالازهر و هنا أقصد المعاهد الازهرية العادية و ليست النموذجية او الخاصة هم فقط إما الطلاب الفاشلين المتأكدين من النجاح رغما عن أنف المعلمين بقرار العار الذي صدر لعامين متتالين أو عن طريق الغش المتوارث في جميع المعاهد و هنا لا استثني اي معهد في مصر...
أي انه و بصراحة مستقبل أبناء التربية و التعليم لا يقارن بمستقبل أبناء الازهر و خصوصا هذه الايام

ثانيا فكرة أن الدخلاء على الأزهر هم السبب ، لا أظن ذلك و سأضرب لك مثالا واضحا جدا
أن أغلب و معظم معلمي المواد الثقافية بالازهر منذ سنوات عدة هم خريجي التربية و التعليم ، خصوصا ( الرياضيات - الانجليزي - العلوم بأنواعها - التكنولوجيا و الحاسب ) ومعنى هذا أن هناك خطءا واضحا في تعليم الازهر بفكرة تهميشه لدور المواد الثقافية كما يسميها علما بأنه أي تطور دنيوي أو جودة تعليمية منشودة ستقوم على هذه العلوم و ليس غيرها ، و عليه فإنه يرى البعض الاكتفاء بعلوم الدين فقط ليعود الازهر لدوره الديني فقط كمؤسسة دينية تكون هي الملجأ و المرجع القوي لأي هجوم على الدين الاسلامي في الوطن العربي
إذن فكرة الدخلاء على الازهر فلا أظن ذلك بل و أجد أنه لولا من دخلوا الازهر من خريجي التربية و التعليم و التي غالبا خريجيها مواد ثقافية ما كانت المعاهد ستقف على قدميها في هذه العلوم.

ثالثا فكرة الخريجين الجدد هم من أفسدوا التعليم لا اظن و بالعكس تماما
أنظر من يغشش بالمعاهد - و لنكن واضحين وصرحاء مع أنفسنا - شيوخ المعاهد ، الوكلاء و المدرسين الاوائل و نزولا بمعلمي المواد الشرعية و العربية و التي اتعجب من فكرة كم معلمي المواد الشرعية و العربية سواءا القدامي و الجدد هم من يقومون بهذه العملية إلا من رحم ربي منهم و للأسف هم قلة مقارنة بمن يقوم بذلك ، و هنا لا انكر ان بعض المواد الثقافية يقوم بذلك و لكن جاء بناءا على طلبات من الكبار و القدامى و بل تصل لحد الضغط بأساليب ليست في محلها من ضمنها مثلا الضغط عليه بالحصص و كتابة المذكرات على الفاضي..و هذا يحدث لكن قد يكون قليلا
كما ان الخريجين الجدد أجد لديهم الحماس و العلم أكثر من القدامي و خصوصا لأن معظمهم تربويين أو حاصلين على مؤهل تربوي بل و حصلوا على أكثر من درجة علمية
وهذا مهما يكن فإنه يؤثر بالتأكيد في تطوير قدراتهم الذاتية و العلمية
و هنا لا انكر دور القدامى و لكن قد يغفلون التعامل مع التطور الحادث في المناهج ، و خصوصا بالنسبة للمواد الثقافية و التي تتغير بناءا على تطوير المناهج في التربية و التعليم و لكن مناهج المواد الشرعية و العربية ما زالت لم تحدث ، إذن حتى التغير الحادث في المناهج هي ليست مناهج تكتب بأيدي الازهر و لكنها أيضا كما تسموها دخيله
فضلا على أن تطور في التعليم بالعام من حيث الاساسات ، و المعامل و المكتبات و التكنولوجيا وهذا يحدث ليراعي التغير الحادث في المناهج لكن الى الان المعاهد فاقدة لكل شئ إلا القليل القليل و هي غير فعالة تماما

في النهاية
أكرر ما قلته
الفساد في التربية و التعليم هو نتيجة لعدم تطبيق نظام يتطور للوصول للجودة
لكن الازهر للأسف لا يوجد به أي نظام ، على الرغم أن به كفاءاات كثيرة

الفساد في الازهر ينبع لتولي الادارات و المعاهد فقط كل من شرعي حتى لو ان غير مؤهل لإدارة كتـُاب ، فقط لأنه شرعي وقد يكون الثقافي أكفأ منه بكثيرررررر لكن ليس بخت - بالبلدي - في الازهر
الحل الذي لا أجد حلا غيره
تخلي شيخ الازهر و اعوانه عن التعليم الازهر و ليتفرغ فقط لشئون السياسة و الدين و يبتعد عن التعليم لأنهم و بصراحة لن يتطور الازهر و تعليمه طالما العقول تتوارث
تولي خبيرا كوزيرا للتعليم الازهر ، يعيد هيكلة نظام الازهر بما فيها
المعاونين بالمشيخة - وكلاء المناطق - شيوخ المعاهد - حتى المعلمين أنفسهم و ادارة المعاهد

و ليكن الاختيار للأكفأ ثم الأكفأ بعيدا عن التخصص الشرعي
الان في التربية و التعيم
يقومون بتصعيد الكفاءات الحاصلين على أعلى مؤهلات تربوية لادارة المدارس و أيضا كموجهين للمواد
و لكن انظر للتعليم بالازهر تولي المعاهد حسب الاقدمية و هو نظام أثبت فشله ، كما ان التصعيد للتوجيه هو فقط لاستراحة المعلم قبيل أن يصل للمعاش ، والذي من المفروض أن يكون الموجها واعيا بأمور التوجيه و الارشاد..
فقد انتهى عصر الاقدمية ، و اتجهت جميع انظار العالم في التعليم للكفاءات لكن الازهر للأسف يسير للخلف في كل شئ

و أرجو ألا يغضب احد مني ، و ان يعمل العقل و يفكر في كل كلمة قبل كتابتها ، و لا تأخذه حمية الدفاع أو الهجوم بدون أي دلائل أو مناقشة موضوعية.
نسأل الله أن يولي الازهر من يفهم
آسف للإطالة