الموضوع: قضية و مدينة
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 30-08-2012, 03:01 PM
Khaled Soliman Khaled Soliman غير متواجد حالياً
معلم أول أ لغة إنجليزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 9,294
معدل تقييم المستوى: 26
Khaled Soliman has a spectacular aura about
افتراضي

القضية أمجاد الدولة الإسلامية
المدينة غرناطة

غرناطة




في مدخل الحمراء كان لقاؤناما أطـيب اللقـيا بلا ميعاد عينان سوداوان في حجريهماتتوالـد الأبعاد مـن أبعـاد هل أنت إسبانية ؟ ساءلـتهاقالت: وفي غـرناطة ميلادي غرناطة؟ وصحت قرون سبعةفي تينـك العينين.. بعد رقاد وأمـية راياتـها مرفوعـةوجيـادها موصـولة بجيـاد ما أغرب التاريخ كيف أعادنيلحفيـدة سـمراء من أحفادي وجه دمشـقي رأيت خـلالهأجفان بلقيس وجيـد سعـاد ورأيت منـزلنا القديم وحجرةكانـت بها أمي تمد وسـادي واليـاسمينة رصعـت بنجومهاوالبركـة الذهبيـة الإنشـاد ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينهافي شعـرك المنساب ..نهر سواد في وجهك العربي، في الثغر الذيما زال مختـزناً شمـوس بلادي في طيب "جنات العريف" ومائهافي الفل، في الريحـان، في الكباد سارت معي.. والشعر يلهث خلفهاكسنابـل تركـت بغيـر حصاد يتألـق القـرط الطـويل بجيدهامثـل الشموع بليلـة الميـلاد.. ومـشيت مثل الطفل خلف دليلتيوورائي التاريـخ كـوم رمـاد الزخـرفات.. أكاد أسمع نبـضهاوالزركشات على السقوف تنادي قالت: هنا "الحمراء" زهو جدودنافاقـرأ على جـدرانها أمجـادي أمجادها؟ ومسحت جرحاً نـازفاًومسحت جرحاً ثانيـاً بفـؤادي يا ليت وارثتي الجمـيلة أدركـتأن الـذين عـنتـهم أجـدادي عانـقت فيهـا عنـدما ودعتهارجلاً يسمـى "طـارق بن زياد"

مدينة تقع في الجنوب الشرقي من إسبانيا، محمية من الشمال بمرتفعات مطلة على نهر الوادي الكبير، ومن الجنوب بنهر «شنيل Genil»، الذي ينبع من جبال «سييرا نيفادا Sierra Nevada»، أي جبال الثلج، وفرعه نهر «حدّره أو الدارو Eldarro»، الذي يخترق وسط المدينة. تبعد عن البحر 70كم، وارتفاعها عنه ما بين 650ـ750م، ومناخها متوسطي معتدل.
لعل اسم غرناطة مأخوذ من كلمة غرانادا الإسبانية، التي تعني شجر الرمان وثماره، أو من كلمة غرناطة العربية، التي تعني تل الغرباء.
يصعب تحـديد تاريخ شافٍ لمدينة غرناطة، لكن المعروف أن أول من سكن منطقتها، بعض قبائل الإيبيروس، حيث اتخذوا من المغاور في سفوح الجبال مأوًى ومسكناً. وعندما مرّ بها الفينيقيون، أسسوا قربها محطة تجارية.وأطلق اليونان على تلك البقعة «أليبيري Elybirge»، وجعل الرومان من منطقة «أليبيري» عاصمة إقليمية، وأتى بعدهم الواندال(الفاندال) فالقوط الغربيون فالعرب المسلمون حتى سنة 898هـ/1492م، عندما سقطت غرناطة في أيدي الإسبان.
ارتبط تاريخ غرناطة بموقعها الجغرافي، الذي يمتاز باستراتيجية خاصة، فالمرج الفسيح، الذي تخترقه الجداول والأنهار، وتتزاحم فيه البساتين، كثيراً ما كان يُغري الغزاة القادمين بحراً من الشرق والجنوب، باقتحامها. أما سلسلة الجبال العالية، في الجهة الشمالية، غالباً ما كوَّنت سوراً طبيعياً، وحصناً منيعاً أمام الهجمات.
كان الوجود العربي الأطول زمناً، والأكثر تأثيراً في غرناطة، فالعرب المسلمون دخلوا إليها في أثناء فتحهم إسبانيا، بداية القرن الثامن الميلادي، وبعد سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية سنة132هـ/750م، تأسست في الأندلسالإمارة الأموية سنة 138هـ/755م، وتحولت إلى خلافة سنة 316هـ/928م، ومنذ بداية القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي ظهرت دول الطوائف، ومنها دولة غرناطة، وأصحابها بنو زيري الصنهاجيون 412ـ 483هـ، حيث أسس هذه الدولة حبوس بن ماكس، ثم خلفه ابنه باديس، الذي استولى على مالقة من بني حمود، بعد نزاع طويل مع ابن عباد صاحب إشبيلية. ولما توفي باديس، خلفه عبد الله، الذي تجدد في عهده النزاع مع بني عباد، وفي عهده سقطت المملكة بيد المرابطين سنة483هـ/1091م، ثم بيد الموحدين سنة 551هـ/1156م، وبعد ذلك بدأت قصتها المميزة على يد بني نصر عندما استولى محمد بن يوسف بن أحمد بن نصر على غرناطة سنة 632هـ/1235م، وجعلها عاصمة لإمارته، وعرفت بدولة بني الأحمر (أو دولة غرناطة)، وتوالى على حكمها(16) أميراً، كان آخرهم أبو عبد الله محمد بن علي، الذي سلم مفاتيح المدينة إلى ملكي أراغون وقشتالة «فرناند وإيزابيلا» سنة 897هـ/1492م. وسمح للمسلمين بالاحتفاظ بعقيدتهم في بادئ الأمر، ولكنهم أجبروا بعد فترة قصيرة على اعتناق المسيحية أو الخروج من إسبانيا. وأطلق على المسلمين، الذين تنصروا اسم الموريسكوس، لكنهم بقوا يمارسون عقيدتهم سراً، فتعرضوا لاضطهادات كبيرة، مما دفعهم إلى القيام بالثورة ضد سياسة عدم التسامح عدة مرات (1502، 1568، 1710).
يوجد في غرناطة آثار من العهود القديمة كالمعابد والمغاور وبعض الرسوم، وكنيسة «القديس سيسيليو San Cecilio»، التي تعود إلى القرن الأول المسيحي، لكن معظم الآثار الموجودة فيها، تعود إلى عهد الدولة العربية الإسلامية، وخاصة عصر بني الأحمر، وأهمها:
قصر الحمراء


جنوب شرقي غرناطة حيث شُيد قصر الحمراء

فوق تلة السبيكة، في الجنوب الشرقي من المدينة، والمطلة على السهل الفسيح، بنيت مدينة «ألبيري» القديمة، وهناك أقام زاوي بن زيري قلعته، وعلى أنقاضها شيد الأمير محمد بن يوسف (629ـ 671هـ/1232ـ 1273م) قصراً، يدعى الحمراء للونه، مايزال حتى اليوم من عجائب الفن المعماري؛ وهو مجموعة من الأبنية المكونة من أعمدة وغرف وشرفات وممرات وساحات موادها من الخشب والآجر والرخام وقد نقشت على البوابات وداخل القاعات وعلى الأعمدة وأفاريزها كتابات عربية وآيات قرآنية وأقوال وأشعار وشعارات.
يتألف القصر من ثلاثة أقسام:
أـ القسم العسكري، شمال شرقي القصر، له أبراج، منها مايصل ارتفاعه إلى (26) متراً.
ب ـ القصر الملكي في الوسط، وفيه المقصورة للأعمال الإدارية والقضائية، ودار الحريم، وبيت السلطان، وفيه قاعة كبيرة، جدرانها الداخلية مليئة بالنقوش والكتابات.
جـ ـ الحمراء العليا، المؤلفة من بيوت، وفيها مسجد، ودار السكة.
ويوجد في القصر كثير من الغرف والنوافير والحدائق والساحات والحمامات الملكية، المرصوفة بالرخام الأبيض. وتكثر فيه أيضاً تماثيل الأسُود، حتى إنه خصصت للأسود باحة فيها نافورة، حوضها المرمري مستدير الشكل، تحمله مجموعة تماثيل لاثني عشر أسداً. ويوجد بأسوار الحمراء أبواب عدة، أهمها: باب الشريفة، النبيذ، السلاح، الحديد. وداخل الأسوار ثمة بيوت متفرقة، عربية الطراز. (ابتداءً من سنة 1938م أصبح القصر تابعاً لوزارة التربية والفنون الجميلة).
قصر جنّة العريف
شمالي الحمراء، بني أواخر القرن 13م، وخصّص لراحة الأمراء غرفه صغيرة، وتكثر فيه الممرات والحدائق، والمياه تتدفق في كل مكان، القصر لوحة فنية مكونة من الأجر والجص والنبات والمياه. وقد أصبح ملكاً للدولة منذ عام 1921.
قصر شنيل
بني على ضفة نهر شنيل اليسرى، خارج المدينة، زمن الموحدين، سنة 615 هـ/1218م، ونقش على بابه شعار بني الأحمر «ولا غالب إلا الله».
حي البيازين (البائسين) Albaicín


شارع صغير في حي البيازين

أكبر الأحياء الغرناطية، وأكثرها احتفاظاً بطابعه الأندلسي، مازالت فيه الشوارع والبيوت، تحتفظ بطابعها العربي، يقع شمال شرقي المدينة، على هضبة منفصلة عن الحمراء بوادي نهر الدارو. اختلفوا في تفسير التسمية، يقول بعضهم، إن اللاجئين من مدينة بايسة ـ بعد سقوطها بيد الإفرنج سنة1227م ـ أعطوا اسم مدينتهم للحي، الذي سكنوا فيه. ومن يرى، أنه بهذا الحي كانت تربّى وتباع طيور الباز. وثمة من يقول، إن الكلمة تعني البائسين، لضيق بيوتهم وصغرها وتلاصقها. والأسواق ضيقة، ومنها المسقوف، والأرض مرصوفة بالحجارة. مساجده كثيرة، والكبير منها حُوِّلت كنائس، والصغيرة أهملت. في الحي ثلاثة أبواب: البيازين، فحص اللوز، والزيادة، مازالت قائمة بعقودها العربية. ويوجد فيه قصر، يعرف باسم«دار الحرّة»، بني في القرن 15م، يتكوّن من بهو ومجموعة غرف ومجالس، تكثر في سقوفها، وعلى جدرانها، الزخارف. (في منتصف القرن العشرين اشترته الدولة ورمّمته)، وفي نهاية حي البيازين دروب ضيقة تؤدي إلى حي الجبل المقدس «السكرومنتي»، الذي يسكنه الغجر.
وفي النصف الثاني من القرن 15م قام حي قرب حي البيازين، عرف باسم حي المغاربة، للهاربين من القرى المجاورة بعد سقوطها.
قلب المدينة


قصر القديسة إيزابيل في حي البيازين

ماتزال الآثار العربية واضحة، ومنها القصر العربي أو المدرسة، وعرفت باسم دار العلوم، بناها يوسف الأول سنة 750هـ/1349م. وقد قام في مكانها بناء جديد، ولم يبق منها سوى المحراب، وهناك ميدان باب الرملة، الذي كانت تقام فيه الحفلات العامة، كالفروسية. وسوق غرناطة الذي شيّد في منتصف القرن14م، ومايزال قائماً، ماعدا أبوابه، وفيه نحو مئتي متجر للمنتوجات الحرفية المحلية والبضائع الحريرية والتحف المعدنية. وسوق الغلال لتجارة الحبوب، وله باب معقود، نقشت في عقده كتابات كوفية، وقربه فندق للتجار، وهناك الحمامات العربية على ضفة نهر الدارو.
وكان للمدينة أكثر من عشرين باباً، مايزال بعضها في حال جيدة، كباب البيرة، والبنيدة، وسيّدة. وبعضها في حال مقبولة. وبقي من الأسوار أجزاء كبيرة في الجهة الشمالية الغربية.
أما الجسور والقناطر فقد أقيمت فوق نهري شنيل والدارو، لكنها تهدمت، ولم يبق سوى قنطرة شنيل المرمّمة عند ملتقى النهرين.
وفي غرناطة جامعة تأسست في العهد الإسباني سنة1531م، واليوم فيها كليات الفلسفة، والآداب، والعلوم، والحقوق، والطب، والصيدلة.
كما أن فيها متاحف عدة، منها متحف الحمراء، ويحوي قطعاً أثرية من مخلفات الأبنية، منها: لوحة رخامية تؤرخ إنشاء المارستان «المشفى»بأمر الأمير أبي عبد الله بن أبي الحجاج سنة 667هـ/1269م. ولوحتان من الحرير، على كل واحدة منهما شعار بني الأحمر، ولوحات خشبية، وصحن نافورة كبير، وقطع فسيفساء، وجرار، ولوحة خشبية مذهبة. ومتحف دار الرماية، وفيه صورتان للملكين الكاثوليكيين، وصورة أبي عبد الله، آخر ملوك بني الأحمر، وخنجره. ومتحف للبلدية، وفيه صور للرسام«باراديليو Paradilio»، الذي عاش أواخر القرن 19م.
قسمت غرناطة في القرن 19م إلى ثلاث مقاطعات: غرناطة وملقة والمرية. كانت مساحتها 12530كم2.
غرناطة اليوم مركز محافظةٍ تقع جنوب شرقي إسبانيا، وسكانها نحو 281 ألف نسمة. وتشمل شوارع كبيرة، على مساحة واسعة (تبلغ نحو 31 كم2)، ويخترقها شارعها التجاري الرئيسي «شارع الملكين الكاثوليكيين». ومن الساحة الجديدة يمتد جنوباً طريقان شاسعان ومتوازيان وهما شنيل والدارو. ومن منتصف الشارع الرئيسي يخرج شارع ينتهي عند محطة السكة الحديدية.
غرناطة في الواقع لوحة غنية من التاريخ، ومتحف في الهواء الطلق، لكثرة الآثار الماثلة في أحيائها وشوارعها. إضافة إلى المنازل والقصور والقلاع والجسور والطرقات الأثرية. وكل سائح يزور إسبانيا، لابد من أن يزور غرناطة.

بعد أن فتح الأمويون هسبانيا، قام المسلمون عام 711 بفتح مناطق واسعة في شبه جزيرة أيبيريا وأسسوا دولة الأندلس. وحافظ المسلمون على الإرث الروماني، كما قاموا بتصليح وتوسعة البُنى التحتية واستخدموها لأغراض الريّ وإدخال أساليب زراعية مبتكرة للحصول على محاصيل جديدة مثل الحمضيات والمشمش في غرناطة التي أصبحت عاصمة الخلافة الإسلامية. كما أسس اليهود مجتمعهم الخاص على أطراف المدينة وأسموها (غرناطة اليهود)، وبمساعدتهم تمكنت الجيوش الإسلامية بقيادة طارق بن زياد من فتح المدينة عام 711، على الرغم من أن الفتح الكامل لغرناطة لم يتم حتى عام 713. وكان اليهود يسمون غرناطة إيبيريا (باللاتينية: "Ilbira) أما المسيحيون فكانوا يسمونها إلفيرا (باللاتينية: Elvira).
لكن الصراعات الداخلية التي عصفت بالخلافة الإسلامية في القرن الحادي عشر أدت إلى تدمير المدينة عام 1010، ومن ثم إعادة بنائها لاحقاً. وفي عام 1013 تولى الزيريون (أو بنو زيري) حكم غرناطة وأصبحت إمارة مستقلة (طائفة غرناطة). وفي نهاية القرن الحادي عشر توسعت المدينة حتى وصلت أطراف تلال قصر الحمراء وضمت حي البيازين (وهو أحد مواقع التراث العالمي) وكان حكم غرناطة في تلك الفترة ضمن حكم الموحدين.

سقوط غرناطة والقرن السادس عشر
في الثاني من يناير عام 1492 قام الخليفة محمد الثاني عشر وهو أخر الخلفاء المسلمين في الأندلس بتسليم غرناطة لفرناندو الثالث ملك قشتالة والملكة إيزابيلا الأولى الملكان الكاثوليكيان، وبالتالي انتهى حكم المسلمين للأندلس. وتم تحديد شروط الاستسلام في معاهدة أطلق عليها (مرسوم الحمراء) وكان من شروطها أن يستمر المسلمون في ممارسة عاداتهم والحفاظ على دينهم. ولقد لقب مسلمو الأندلس في تلك الفترة باسم المدجنون. ولكن في عام 1499 شعر «غونزالو سيسنيروز » بالإحباط بسبب بطء نتائج الجهود التي بذلها رئيس أساقفة غرناطة «فريناندو دي تاليفيرا» لتحويل غير المسحيين إلى المسيحية. لذلك قام «غونزالو سيسنيروز » بإصدار مرسوم قسري لتعميد غير المسيحيين، وبالتي ظهر وجود المورسكيين واليهود (المورسكيون هم الأندلسيون المسلمون الذين تم تعميدهم قسرًا بمقتضى مرسوم ملكي ). هذا الانتهاك لشروط معاهدة مرسوم الحمراء أدى لتمرد مسلح للمسلمين خصوصاً في المناطق الريفية في جنوب غرب منطقة البشرات (بالإسبانية: La Alpujarra).
وبالرد على تمرد المسلمين قام ولي عهد قشتالة عام 1501 بالإلغاء مرسوم الحمراء وأجبر مسلمي غرناطة على التحول للمسيحية أو الهجرة. مما أجبر النخبة من المسلمين على الهجرة لشمال أفريقيا، أما الغالبية من مدجنو غرناطة أجبروا على اعتناق المسحية وبالتالي لقبوا (بالموروسكيين) أو (المسيحيون من أصل مسلم). أما يهود غرناطة فقد أُجبروا عام 1492 عند صدور مرسوم الحمراء لأول مره على التحول للمسيحية أو الطرد أو الإعدام وكانوا يُلقبون (المسيحيون من أصل يهودي) أو (Marranos) وتعني في الإسبانية الخنازير. وكانت كِلا الطائفتين (المسلمين واليهود) يعانون من الاضطهاد والإعدام والنفي، كما كانوا يمارسون شعائرهم في الخفاء.

محمد الثاني يُسلم غرناطة للمسيحيين


وبحلول القرن السادس عشر أصبحت غرناطة مسيحية أكثر من أي وقت مضى وتوافد إليها مهاجرون من مناطق أخرى من شبه الجزيرة أيبيريا. وتحولت مساجد المدينة إلى كنائس أو دمرت كلياً. وبعد هجرة معظم اليهود من المدينة، تم تدمير الحي اليهودي والذي يُسمى ((الغيتو)) لفتح المجال أمام مباني كاثوليكية وقشتالية جديدة.
تبعات سقوط غرناطة

يُعد سقوط غرناطة من أكثر الأحداث الهامة التي ميزت النصف الأخير من القرن الخامس عشر في التاريخ الإسباني لأنه وضع نهاية لحكم المسلمين الذي دام أكثر من ثمانية قرون. وشرعت إسبانيا بعدها في مرحلة كبيرة من الاستكشاف والاستعمار في جميع أنحاء العالم، وفي نفس العام أسفرت رحلة كريستوفر كولومبوس- 1492م - لاستكشاف ما يسمى بالعالم الجديد، على الرغم أن «ليف اريكسون » يُعتبر أول أوروبي وصل للعالم الجديد قبل كريستوفر كولومبوس بخمس مئة عام. وساعدت الموارد التي تم اكتشافها في الأمريكيتين إلى اغتناء الدولة الإسبانية وبالتي أستطاع فرديناند الثاني و إيزابيلا من توسعة حكمهم في المملكة المتحدة. كما أدت المستعمرات الإسبانية التي تمت عن طريق الحملات البحرية خصوصاً في الأمريكيتين إلى إنشاء الإمبراطورية الإسبانية العظمى.

معالم غرناطة
يُعتبر قصر الحمراء و جنة العريف من أعظم الثروات الثقافية في غرناطة بين المسلمين واليهود والمسحيين. وجنة العريف هي حدائق مرفقة بالقصر تتميز بموقعها وتصميمها الفريد، فضلاً عن التنوع في أزهارها ونباتاتها ونوافيرها. ويُعد قصر الحمراء تتويج لأبرز الأعمال المعمارية في عهد بنو الأحمر في الفترة بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر. وتم بناء معظم قصر الحمراء في عهد يوسف الأول ومحمد الخامس بين الأعوام 1333 و 1354.
كما أن غرناطة معروفه داخل إسبانيا نظراً إلى مكانه جامعة غرناطة. ويقال أن غرناطة واحدة من أفضل ثلاث مدن لطلاب الكليات (الاثنان الآخران سالامانكا وسانتياغو دي كومبوستيلا).
الرمان (باللغة الإسبانية، جرانادا) هو شعار مدينة غرناطة.

قصر الحمراء


قصر الحمراء

بُني قصر الحمراء في عهد بنو الأحمر، واندرج ضمن مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو عام 1984. وهو يُعد واحداً من أكثر المواقع أهمية في إسبانيا وأكثرها زيارة. ويتألف من منطقة دفاعية وهي القصبة، ومساكن للحكام والعامة، وقصر لخلفاء بنو الأحمر، والقصر نفسه، بالإضافة إلى حدائق منها جنة العريف. ويقع قصر الحمراء فوق هضبة صغيرة على الحدود الجنوبية الشرقية من المدينة في سفوح جبل الثلج (بالإسبانية: Sierra Nevada) فوق الوادي. وكان بجواره بعض المساكن التي تم بنائها قبل وصول المسلمين. كما أن القصر محاط بسور بالكامل ويحده من الشمال الوادي، ومن الجنوب السبيكة.
في القرن الحادي عشر تطور قصر الحمراء ليصبح مدينة محصنة أصبحت بمثابة معقل عسكري سيطر على المدينة بكاملها. ولكن في القرن الثالث عشر ومع وصول الخليفة الأول من سلالة بنو الأحمر محمد بن نصر (1238-1273) قام بتأسيس مقر الخلافة في قصر الحمراء، كما ضم كبار المسؤولين بما فيهم موظفو المحكمة وجنود النخبة وذلك في القرنين الثالث عشر والرابع عشر. في عام 1527 م قام الإمبراطور الروماني شارل الخامس بهدم جزء من قصر الحمراء لبناء قصره الخاص الذي حمل اسمه، كما قام بعض ملوك الكاثوليك بتغيير بعض غرف القصر بعد استيلائهم عليه عام 1492. كما قام شارل الخامس ببناء غرفة ملابس لزوجته إيزابيل فوق أحد الأبراج.
في القرن الثامن عشر توقفت صيانة القصر لمدة مائة عام، وأثناء السيطرة الفرنسية على القصر فُقدت أجزاء كبيرة من القلعة. أما التصليحات والترميمات المستمرة فلم تبدءا إلا مع القرن التاسع عشر. ويضم القصر حالياً متحف قصر الحمراء الذي يحوي قطعاً استخرجت من الموقع نفسه، بالإضافة لمتحف الفنون الجميلة.

جنة العريف

هي حدائق ملحقة بالقصر وهي مكان استجمام وراحة أمراء غرناطة المسلمين عندما كانوا يريدون الفرار من ملل الحياة الرسمية في القصر، وهي تقع في موقع يسمح برؤيتها من جميع أنحاء المدينة. وقد تم بناء القصر والحدائق على طراز بنو الأحمر في عهد محمد الثالث (1302-1309)، وتم إعادة تصميمها بعد فترة وجيزة من قبل أبو الوليد إسماعيل (1313-1324). وهي الآن من أكثر الأماكن جذب للسياح في غرناطة.

جنة العريف


كاتدرائية غرناطة

بُنيت كاتدرائية غرناطة فوق مسجد غرناطة الشهير الذي بناه بنو الأحمر وسط المدينة. وبدأت أعمال البناء فيه أثناء عصر النهضة الإسباني في أوائل القرن السادس عشر. وبعد فترة وجيزة من سقوط غرناطة بيد الملكان الكاثوليكيان (فرناندو الثاني وإيزابيلا) تم تكليف «خوان جيل دي هونتانون» و«إنريكي إيجاس» بأعمال البناء. كم تم تشييد العديد من المباني في عهد شارل الخامس.
تم بناء كاتدرائية غرناطة على غرار كاتدرائية طليطلة، أي على الطراز القوطي وهو الطراز المعماري السائد في إسبانيا في أوائل القرن السادس عشر. ولكن في عام 1529 ألغت السلطة الكاثوليكية تكليف «إنريكي إيجاس» وقامت بتكليف «دييغو سيلو» الذي أكمل عمل سلفه لكنه أضاف عناصر من طراز عصر النهضة. ومع مرور الوقت قامت الأسقفية ببناء مشاريع معمارية جديدة مثل إعادة تصميم الواجهة الرئيسية للكاتدرائية عام 1664 من قبل «ألونسو كانو» وذلك لإدخال عناصر طراز الباروك. وفي عام 1706 تم بناء سكن الكاتدرائية.

كاتدرائية غرناطة


الكنيسة الملكية

أصدر الملكان الكاثوليكيان مرسوم ملكي في الثالث عشر من سبتمبر عام 1504 لاختيار غرناطة مدينة دفن لهم. لذلك تم بناء الكنيسة الملكية فيها على أنقاض شرفة مسجد غرناطة حتى يتم دفن الملكان الكاثوليكيان وأبنائهم جوانا وفيليب الأول. وبدء بناء الكنيسة الملكية في عام 1505 من قبل «إنريكي إيجاس» واستغرق بنائها عدة مراحل وجمعت في تصميمها بين الطراز القوطي وطراز عصر النهضة.

الكنيسة الملكية


البيازين

هو حيّ ذو أصل أندلسي ويُعد وجهة أساسية لكثير من الزوار الذين يقصدونه لمكانته التاريخية والمعمارية ولمناظرة الطبيعية. وترجع المكتشفات الأثرية في المنطقة إلى العصور القديمة، وأصبح أكثر أهمية مع وصول بنو زيري في عام 1013 م الذين قاموا ببناء جدران دفاعية حوله.
وفي عهد بنو الأحمر حدث تطوير كبير للحيّ الذي يتميز بشوارعه الضيقة والمرتبة على شكل شبكة تمتد من أعلى المدينة غلى أسفلها عند النهر. وفي العهد الإسلامي عُرفت البيازين بثوراتها المتعددة ضد الخليفة وكانت في ذلك الوقت مقر إقامة الصناعيين والحرفيين والأرستقراطيين. ومع استيلاء المسيحيين عليها بدأت تدريجياً تفقد بريقها. وفي عهد فيليب الثاني وبعد أن تم طرد المسلمين من الأندلس وأُخلي الحيّ من جميع سكانه. وفي عام 1994 أدرجت اليونسكو البيازين ضمن مواقع التراث العالمي. ومن بين الثروات المعمارية في البيازين جدران القصبة القديمة التي ترجع لعهد بنو زيري، والجدران التي بُنيت في عهدبنو الأحمر، وأبراج القصبة، والمسجد الرئيسي الذي تم تحويله لكنيسة.

البيازين





رد مع اقتباس