عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30-08-2012, 10:34 PM
Khaled Soliman Khaled Soliman غير متواجد حالياً
معلم أول أ لغة إنجليزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 9,294
معدل تقييم المستوى: 26
Khaled Soliman has a spectacular aura about
افتراضي

د.أحمد الغريب يكتب : الإلحاد على أعتاب الجامعات المصرية (2)
http://www.elmokhalestv.com/index/details/id/38672
Date: 2012-08-30 21:45:56

إن البعد الإلحادي الذي أتحدث عنه لا يتجسد حقيقة في شهب حجاج عقلية تسبح في فضاء النظر والاستدلال والبراهين , فهذه مرحلة لا يجيدها حتى الأفذاذ من الملاحدة , وإنما الكلام في مزاج روحي أو موقف فكري عرضي ,, قد يتحول فيما بعد إلى ظاهرة إلحادية حقيقية تسعى لتزييف الدين والطعن في الرسالات , كالصابئ من دين إلى آخر يحمله غيظه من مذهبه الأول على الطعن فيه ومحاولة نقضه بكل ما توفر له ن سبيل , وحتى لا نصل إلى تلك المرحلة فلابد من الوقوف على أسباب هذه اللوثة الفكرية , ومظاهرها وطبائع المعتنقين لها , كما يعوزنا استقراء بعض القواسم المشتركة التي تربط بين أصحاب هذه الفكرة مع اختلاف ازمانهم وأماكنهم , ومعرفة الداء أولى خطوات الدواء , والإلمام بطبائع وعقائد المخالف هو أول ما يُعنى به من أراد الرد عليهم , وتأمل حديث النبي صلى الله عليه وسلم وقوله لمعاذ : (إنك تأتي قوما من أهل الكتاب ) ففيه دلالة على ما ذكرنا.
وها أنا ذا أضع بين يديك -في هذا المقال-دررا وفوائد تميط اللثام عن مخدرات فكر الملاحدة وطبائعهم , اقتبست كثيرا منها من كلام شيخ عليم بحالهم قد اطلع على طرائقهم ومقالاتهم وغاص في أعماق نظرياتهم , فناظرهم وأفحمهم , وهدم صروح بنيانهم وفضح ما استتر من قبيح فعالهم , أحدثك عن الأستاذ الأكبر شيخ الأزهر محمد الخضر حسين , فهو القائل ممهدا لوصف طبائعهم :
( ساقتني صروف الليالي إلى ملاقاة طائفة الملاحدة في تونس وفي الآستانة وفي الشام وفي ألمانيا وفي مصر , فرأيت هذه الطوائف تتشابه في أمور يبعد أن يكون تواردهم عليها من قبيل المصادفة , وإنما هي طبائع لما تواطأت عليه قلوبهم من جحود لآيات الله وإنكار لدينه ..)
وهذا أوان الشروع في المقصود وما كان بين علامتي تنصيص فهو من كلام الإمام رحمه الله ..
( في الناس من يحمل في نفسه إلحادا في الدين وبغضا للشريعة وإذا جلس إلى المؤمنين حاول أن يضع بينهم وبين ما في نفسه حجابا مستورا وإنما ينطلق بآرائه الزائغة حين يخلو بنفوس تلذ ما تلذ نفسه من الطعن في وجود الإله الحق , أو في صدق النبوة وحكمة التشريع).
للإلحاد أسباب ومهيئات منها :

1- ( أن ينشأ الشخص في بيت خال من آداب الإسلام ومبادئ هدايته ) فلا عيدة تعلمها ولا شريعة عرفها , فلا جرم أن تتخطفه أدنى شبهة تلامس قلبه ومسؤولية الراعي خطيرة وعظيمة ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
2- ( أن يتصل الفتى الضعيف النفس بملحد يكون أقوى منه نفسا , وأبرع لسانا فيأخذه ببراعته إلى سوء عقيدته ) والنفس تفتن بمن يظهر أنه يفوقها علما وإبداعا وقد قيل:
في زخرف القول تزيين لباطله.. والحق قد يعتريه سوء تعبير
تقول هذا رحيق النحل تمدحه.. وإن شئت قلت ذا قيء الزنابير.
3- النظر في كتب الملاحدة ومقالاتهم دون علم ينفع أو عقل يردع , فما يلبث أن يقع في مواطن تزل فيها الأقدام وتضل فيها الأفهام , ولو اعتصم بعد الله بسلطان العلم لنجا , ولكنه جمع حشفا وسوء كيل , وبعض هذه الكتب التي كتبها الملاحدة قد تكون في ظاهرها قد ارتدت ثياب السياسة , ولكنك سرعان ما تجد طغيان البعد التنظيري للفكرة الإلحادية في ثناياها , وسأفرد لهذا الأمر مقالا خاصا في هذه السلسلة متناولا فيه خطورة مقالة فصل الدين عن السياسة وأنها بوابة الملاحدة الجدد.
4- استثقال الشريعة وتكاليفها , فلربما أراد صاحب الهوى والشهوة أن يتخلص من عقدة ذنبه , فينسلخ من الشريعة بالطعن في حكمتها ثم الكفر بها وبمن أنزلها لتستقر قدمه في مستنقع ال*****ة فيضم ال*****ة الفكرية إلى أختها الأخلاقية.
5- بعض التصرفات السيئة التي تبدر من بعض المنادين بتطبيق الشريعة قد تؤدي بعضه مإلى تحمل هذه التصرفات الخاطئة على عاتق الشريعة المعصومة , فلا يفرق بين الشريعة والداعي إليها , فيحكم بالعوار على الجميع , ويكفر بالجميع ويطعن في الجميع.
يتبع..