بلاد الياسمين بلادي
شكرا لمن رمانا بالنار...
لهذا صرنا أقوياء...
ومن أجل الأرض لبسنا ثيابا من الياسمين...
وأساور من حشائش روابينا...
هذه بلادنا...
لن نهجرها مهما فعلتوا بنا...
على أرضها ركضنا...
وتفجر عمرنا على ترابها...
نحن عشقناها...
صحيح أن البحر بعيد عن أعيننا...ولكن كنا نسبح فيه بأحلامنا...
آه كم كنت أحب خبز أم مريم...خبزها المرقوق...
عندما كنت أمر بها دون أن أشتري كانت تصرخ:
سن لايت أوجدت أطيب من خبزأم مريم...
جدران الشوارع إذا مشيت فيها توشوشك...
صديقي مرة قال لي: لن يستطيعوا أن يقطعوا يدي...
وتذكر قلمي لن يكسروه...
وكل مرة أقرأ له...إبتسم وأهمس في سري...
صدقت يا صاحبي...
أرأيتم كل ذلك الدمار...من خلاله سوف تعود الحياة...
من الأموات سوف تكون الحياة...
من المدارس المهدمة سوف تتململ الحياة...
ومن مات فهو شهيد...
وسوف يعود إلينا...في الماء الذي نشربه...
على صفحات المصحف الذي نقرأه...
مع رائحة البخور التي نشمها...
من مات فهو شهيد...مع الصباح سوف يأتي إلينا...
ومع المساء سوف يغني لنا...
من مات فهو شهيد...ولكن مبعثر هنا وهناك...
مع أشعة الشمس سوف يدخل بيوتنا...
مع ضوء القمر سوف يتنزه على شواطئنا...
لن يستريح إلا وأرضه حرة...
وسوف يعود الفرح الى الوجوه....
ولن تبكي الأم بعد الآن لأن ابنها الشهيد سوف يعود لها...
بألف صورة وصورة...بألف لون ولون...بألف بسمة وبسمة...
سيدتي...لا تغلقي شبابيك بعد اليوم...
فالزائر منها سوف يزورك...
إن الله ربنا كبير...وهوالذي أعطى كل شيء...
هو الذي أعطانا الحياة وهو الوحيد من يملك أخذها فقط...