(1) التبرء من أعداء الدين والمولاة للرسول الأمين وأتباعه الصالحين
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء }
فالتبرء منهم في المظهر والمخبر من أوثق عرى الإيمان
- فلا نحاكيهم في المظهر ، ونبغضهم ولا تتودد إليهم .
قال تعالى : {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } ( المجادلة 22 )
وانظر إلى هذا المنافق عبد الله بن أُبي بن سلول عندما قال :
{ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ}
فلما قفل الناس راجعين إلي المدينة وقف عبد الله بن عبد الله بن أُبي على باب المدينة واستل سيفه ، فجعل الناس يمرون عليه فلما جاء أبوه عبد الله بن أُبي قال له ابنه وراءك ، فقال أبوه : مالك ويلك ؟
فقال : والله لا تجوز من هاهنا حتى يأذن لك رسول الله
وكان رسول الله يسير ساقه (1) فشكى إليه عبد الله بن أُبي ابنه فقال الابن والله يا رسول الله لا يدخلها حتى تأذن له فأذن له رسول الله
فقال : أما إذ أذن لك رسول الله فجز ".
(2) مقاطعة منتجاتهم
وهي كرسالة موجهة إليهم ، يتبين من خلالها أننا أمة نغير على نبينا وعلى رسولنا ونقوم بالمقاطعة حتى نعذر أمام الله ونقول يارب أمرٌ استطعنا أن نفعله ففعلناه
وبدأت بالفعل الخسائر تتوالى على الدنمارك لكن الاتحاد الأوروبي وعدهم بالمساندة وبهذا يتضح لنا أن هدف أعداء الدين واحد ووجهتهم متحدة وأن الكفر ملةٌ واحدة .
ملحوظة
لو استمرت المقاطعة حتى الصيف القادم سيخسر اقتصادهم 39 مليار يورو .
_________________________________________
(1) يسير ساقه : من خفته إنه يسوق أصحابه أي يقدمهم يمشي خلفهم تواضعاً ولا يدع أحداً يمشي خلفه .
(3) أن تتوجهوا بكليتكم إلى الآخرة وأن تتركوا الدنيا وراء ظهوركم
ما حدث لنا من انتكاس إلا لأن الدنيا أصبحت في قلوب الناس ، فمن أراد نصرة هذا الدين والرسول الأمين فعليه أن يطلق الدنيا حتى يسود فوالله ما ساد الأولون العالم إلا لأنهم جعلوا الدنيا في أيديهم ولم يجعلوا في قلوبهم .
ولما جعلناها نحن في قلوبنا سلط الله علينا أعدائنا وهذا ما أخبر به نبينا :
- فقد أخرج الإمام أحمد من حديث ثوبان أن النبي قال :
" يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالا : أمن قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله ؟
قال : بل إنكم يومئذٍ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من قلوب عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن
قيل وما الوهن ؟ ، قال : حب الدنيا وكراهية الموت ".
وهذا هو حالنا لا يخفى على أحد منا وكم سمعنا وقرأنا عن أناس يموتون ، لا من أجل التضحية للدين ولا من أجل سب الرسول الأمين لكن من أجل هدف ضاع
وها نحن نسمع ونرى صيحات وآهات وندم وبكاء لا على سب الحبيب ولكن من أجل فوز فريق وخسارة آخر .
أصبح شبابنا كشباب الغرب ( مغازلة للبنات ، وقوف في الطرقات ، ترك للصلوات ) وأصبحت بناتنا كبنات الغرب ( تبرج وسفور ورقص وغناء وزنا وفجور )
يا أمة الإسلام
يا خير أمة أخرجت للناس عودوا إلى ربكم لتعود لكم الريادة والقيادة .
فحي على جنات عدن فإنها منازلك الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونسلم
(4) الدعاء على الأعداء
فلا سبيل للخروج من هذه المحنة إلا بالفرار إلى الله واللجوء إليه ورفع أكف الضراعة إليه والطلب منه فالدعاء سلاح المؤمن .
- لما أذى المشركون النبي دعا عليهم بالموت وقد كان :
" فقال : اللهم عليك بأبي جهل ، وعليك بعتية بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة ، وأمية بن خلف ، وعقبة بن معيط ، وعد السابع فلم نحفظه
قال عبد الله بن مسعود : فوالذي نفسي بيده لقد رأيت الذين عد رسول الله صرعى في القليب قليب بدر ".
- ودعا النبي على كسرى ملك فارس أن يمزق الله ملكه وقد كان :
" لما أرسل الرسول كتابه إلى كسرى فلما قرئه مزقه وقال في غطرسة وعبد حقير من رعيتي يكتب اسمه قبلي ولما بلغ ذلك الرسول قال : مزق اللهُ ملكه " وقد كان .
فها أنت أخي الحبيب :
نستطيع أن تدعوا الله أن ينصر الإسلام ويُعز المسلمين وأن تدعو على كل من تطاول على رسولنا أن يزلزل الأرض من نحن أقدامهم ويجمد الدماء في عروقهم وأن يُخرص ألسنتهم ويشل أركانهم
(5) كلٌ في موقعه يدافع عن النبي
فالخطيب يدافع عن النبي من خلال منبره
والكاتب يدافع عن النبي من خلال قلمه
والعالم يدافع عن النبي من خلال دفع الشبهات حول ما يُثار
وصاحب المال يدافع عن النبي من خلال طبع الكتب ونشر سنة الرسول وهكذا .
ولو دافع ونافح كلٌ في موقعه سينبهر العالم الغربي اللعين بمدى حب المسلمين للرسول الأمين ولعل هذا يكون دافعاً لهم للبحث عن سيرته العطرة ويكون سبباً لدخولهم في الإسلام .
(6) أن تكون نعم السفير للإسلام
فكثير من الغرب لا يعرف شيئاً عن الإسلام بل يحاول أعداء الدين تشويه صورة الإسلام وإظهاره بخلاف ما هو عليه فتارة يصورون الطرق الصوفية وما يفعلونه من ذكر مبتدع من تمايل ورقص ونوم في الطرقات وما يفعلونه في الموالد والتوسل بأصحاب الأضرحة أو ينقلون ما يفعله الشيعة في يوم عاشوراء من ضرب الأجساد بالحديد وإسالة الدماء وغير ذلك من الأمور والتي هي بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام ثم ينقلون هذه الصور في وسائل الإعلام الغربية ويزعمون أن هذا هو الإسلام حتى يصدوا الناس ويُنفروهم عن الإسلام وذلك لما يرونه من زحف هائل لهذا الدين فهو أكثر انتشاراً من النصرانية واليهودية ، لما لا وهو فطرة الله التي فطر الناس عليها .
فما عليك أخي الحبيب إلا أن تظهر لأهل الغرب المخدوعين صورة الإسلام الحقيقية وأن الإسلام يدعو إلى الحب والسلام والأمان وأنه يدعو إلى توقير الكبير والرحمة بالصغير والعطف على المسكين واليتيم والصدق في القول والعمل والوفاء بالوعد وحسن العهد وأن الإسلام برئ من سياسة الحرق والهدم والتفجير والقتل والإرهاب وترويع الآمنين ، فكل في موقعه يُظهر هذه الصورة فإن فعلنا سيدخل أهل الغرب في دين الله أفواجا .
ملحوظة
وحتى لا تختلط الأوراق فلا ينبغي أن تسمي الدفاع عن الوطن ضد المُحتل إرهاب .
أو عندما ندافع عن رسولنا أو مقدساتنا أننا شعب همجي غير متحضر ، لا بل ينبغي أن نغلظ على من بارز الإسلام بالادعاء وأظهر ذلك كان محارباً له .
أما الذمي الذي آمنته أو آمنته الدولة على نفسه ولم يظهر العداء فلا ينبغي قتله أو ترويعه وهذا هو إسلامنا
- أخرج البخاري في التاريخ والنسائي في السنة عن عمرو بن الحنق الخذاعي عن النبي :
" من أمن رجلاً على دمه فقتله فأنا برئ من القاتل وإن كان المقتول كافراً ".
(7) الرجوع إلى الدين لإغاظة الكافرين
أيها الأحبة
1- إن هذه الأمة لا يمكن أن تكون عزيزة إلا بإتباع دينها وتعظيم أمر ربها وإتباع سنة نبيها وعدم مخالفة أمره فهذه هي الركائز التي يقوم عليها الدين ويكون فيها عز الإسلام والمسلمين ويكون الانتصار للدين كما قال تعالى :
{إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ } فأكثر ما يغيظ الكفار وأعداء الدين والمنافقين هو رجوع الناس إلى ربهم واستعلانهم بشعائر دينهم
- أخرج الإمام أحمد من حديث عائشة (رضي الله عنها) قالت : قال رسول الله :
" ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين ".
فكيف بما عدا التأمين من إعلان الأذان وتعمير المساجد وتراص المصلين راكعين ساجدين خاشعين
وكذلك يغيظهم ما يرونه من الحشود الغفيرة والملايين الكثيرة التي ذهبت إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج .
وكذلك إذا خرجت المرأة متحجبة تعلن في إباء
أنا الفتاة المسلمة مصونة مكرمة
عفيفة محتشمة بين العورى محترمة
فهذا كله يغيظ أعداء الدين ويجعلهم في هم دائم ومُغايظة الكفار غاية محبوبة للرب جل وعلا ووصف اللهُ النبي وأصحابه رضوان الله عليهم بأنهم كزرع :
{يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ } ( الفتح 29 )
فلا سبيل لنا في هذه المحنة إلا بالرجوع إلى الله عزَّ وجلَّ ، وانظر إلى قوله تعالى :
{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ( 95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ } ( الحجر 95 : 98 )
يقول السعدي ( رحمه الله) في تفسير هذه الآية
إنا كفيناك المُستهزئين بك وبما جئت به ، وهذا وعد من الله لرسوله أن لا يضره المستهزئون ، وأن يكفيه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة وقد فعل تعالى ، فإنه ما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قِتلة ثم ذكر وصفهم وأنهم كما يؤذونك يا رسول الله فإنهم أيضاً يؤذون الله :
{الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهًا آخَرَ } وهو ربهم وخالقهم {فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ } أفعالهم إذا وردوا القيامة .
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ } لك من التكذيب والاستهزاء فنحن قادرون على استئصالهم بالعذاب والتعجيل لهم بما يستحقونه ولكن الله يمهلهم ولا يهملهم
{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ } أي يا محمد أكثر من ذكر الله وتسبيحه وتحميده والصلاة فإن ذلك يوسع الصدر ويشرحه ويعينك على أمورك ........أ ه
وانظر كيف أن الله وصف لرسوله العلاج عندما استهزأ به المجرمون وهو اللجوء إلى الله والوقوف بين يديه وكثرة ذكره وتسبيحه .
- فمن خالف أمر النبي فإنه يُقحم نفسه في النار ، ولا أحد مثلاً لمن خالف أمر النبي إلا هذا المثال :
- ففي صحيح البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله :
" إنما مثلي ومثل أُمتي كمثل رجل استوقد ناراً فجعلت الدواب والفراش يقضي فيه ، فأنا آخذ بحجزكم(1) وأنتم تقحمون(2) فيه ".
- وفي صحيح مسلم عن جابر قال : قال رسول الله :
" مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد ناراً فجعل الجَنَادِبُ(3) والفراشُ يقعن فيها وهو يذبُّهُنَّ عناه وأنا آخذُ بحُجَزِكُم عن النار وأنتم تفلَّتون(4) من يدي ".
____________________________________
(1) الحُجز : هي معقد الإزار والسراويل
(2) تقحمون : التقحم هو الإقدام والوقوع في الأمور الشاقة من غير تثبت .
(3) الجنادب : الصرار الذي يشبة الجراد ، وقيل : له أربعة أجنحة كالجراد وأصغر منها يطير ويصرّ بالليل صِراً شديد .
(4) تفلَّتون : تهربون مني .
__________________
يسخر من الجروح من لا يعرف الالم
آخر تعديل بواسطة عمر ابو قطرة ، 17-09-2012 الساعة 01:18 PM
|