الله أعطانى عقلا مميزا عن جميع الكائنات الأخرى على الأرض، وجعل لى سيطرة كاملة على رجلى التى
تحملنى لبائع السجائر وعلى يدى التى تشترى السيجارة وتشعلها، وأعطانى إرادة قوية استطعت أن أصل بها
إلى القمر فلا تزول قدمى أمام الله حتى أُسأَل عن مالى كيف كسبته وفيم أنفقته؟ فماذا سأقول: أنفقته على
دخان نفثته فى الهواء بعدما يكون فعل بى الأفاعيل، لو كنت مكان الإنسان لقلت لنفسي، لماذا هذه الازدواجية،
ألست أنا الذى أرفض العبودية والذل والخضوع، ألست أنا الذى أرفع شعار الحرية والتحرر من كل القيود
المقيتة، ألست أنا الذى ضحيت بروحي، وعلى استعداد أن أضحى بها، وأضحى ببصرى وأنا غير نادم من أجل
غيرى أن يعيش عزيزا، ولكى أشعر بإنسانيتى وآدميتى التى لا تقف طلباتها عند الماديات مثل المخلوقات
الأخرى؟ فكيف أكون أنا نفسى سببا فى الأذى لهذا الغير؟! وكيف أكون أسير هذه الماديات فى أسوأ
صورها؟! ولماذا تقصر نفس هذه المشاعر الإنسانية الراقية عن إدراك ما يمكن أن تعانيه أرملة معدمة تعول
أيتاما لهم أعين لا تفوتها رؤية الفاكهة عند بائعها، وأنوفا لا تعجز أن تشم رائحة الأطعمة الممنوعة، أوعليهم أن
يقنعوا بالنظرة الحسيرة إلى طفل مثلهم حملته أمه بكل ما أشار إليه أصبعه من أصناف وأسماء مبتكرة
لأشكال من الأطعمة النافعة والضارة، بينما أنفق مالى على دخان فى الهواء.
هناك تكملة
منقول
.
__________________
|