هل يعجز شعب ضحى الكثير من أفراده بنعمة البصر أن يضحى بنقمة السيجارة؟ تقول الهدف مختلف، كلا لو
دققت ستجد أنه نفس الهدف، رفض العبودية والخضوع، من أجل مصلحة الوطن العامة وأفراده نعم الإصرار
على التدخين يعنى أن هذا الإنسان قد أصبح عبدا للسيجارة أو للمتعة الزائفة المؤقتة للتدخين، وإلا فما هو
التفسير المنطقى المعقول وراء الإصرار على سلوك ليس فيه فائدة واحدة، ولكن أضرارا من كل صنف ولون،
ولماذا يحتاج نفس هذا الإنسان إلى مرض عضال يجبره على استجماع عزيمته للتخلص من هذه العبودية؟ لو
كنت مكان هذا الإنسان لتفهمت حديث النبى عليه الصلاة والسلام: " فِرَّ من المجذوم كما تفر من الأسد".
إن النبى كان يعطى محاضرة علمية عن كيفية اتقاء الأمراض المعدية الخطيرة، فليست هذه مهمته، ولكن
يوجهنا توجيها دينيا رشيدا حكيما، يقول لنا إن صحة الإنسان أمانة فى عنقه، سيحاسب أمام الله إذا فرط
فيها، وأن التوكل على الله لا يعنى ألا نأخذ بالأسباب فلا نتهاون فى وقاية أنفسنا، ولا نلقى بها إلى التهلكة،
والعلم يخبرنا أن المدخن لا يؤذى نفسه فقط، ولكن وربما بصورة أسوأ كل المحيطين به أسرته، أطفاله، زملائه،
مجالسيه، فهم يدخنون إجباريا معه، وعلى ذلك أنا لا أرى أن حال المدخن يختلف كثيرا عن حال المجذوم إلا
فى أن الأخير غالبا لا ناقة له ولا جمل فيما ابتلاه الله به، بينما الأول هو الذى يصنع كل هذا بنفسه وبمن
حوله.
هناك تكملة
منقول
.
__________________
|