جزيل شكرى و تقديرى لحضرتك على هذا العرض الرائع
و حقيقة الأمر أننا نعانى من الأمرين معا دون استثناء أحدهما تجارة الدين و التجارة فى الدين ، و كل مانتمناه أن يدخل أنصار الاسلام السياسى الى السياسة وفقا لآلياتها الحقيقية ، و أن يعيشوا معنا فى القرن الواحد و العشرون ، فيطرحوا رؤاهم بما يتوافق مع ظروف العصر ووفقا لفهم صحيح لكتاب الله و سنة رسوله الكريم ، و أن يبتعدوا بعض الشئ عن الشروحات القديمة و عن الماضى الذى يعيشون فيه ، فالصراع الدائر ليس بين اسلاميين و غير اسلاميين كما يحلو للبعض تصوير الأمر ، و لكنه بين فكرتين و هما الأصالة و المعاصرة .
و أكثر مايثير دهشتى أن هذه القضية عرفها المجتمع المصرى و عايشها منذ بدء اختلاطنا بالغرب منذ ارسال البعثات الى الخاج فى عهد محمد على ، و استمر الفكر المصرى يعانى من هذه الاذدواجية فترة طويلة من الزمن بدءا من الشيخ رفاعة الطهطاوى مرورا بالامام محمد عبده و انتهاءا بالدكتور زكى نجيب محمود ، و رغم جهود هؤلاء المفكرين فى صياغة نوع من التوافق بين الاتجاهين الا أننا عدنا مرة أخرى بعد ثورة يناير لطرح هذه القضية و كأننا أمة لا تقرأ و لا تعرف الكثير عن تاريخها .
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك