علاوة على مرتدي جهاز أمن الدولة والذين بذلوا جهودا جبارة لإرجاع وفاء للعودة إلى النصرانية، وكانت قاصمة الظهر والبلية العظمى في موقف إمام الكفر الأكبر وبابا الحكومة المصرية الأعظم مفتي مصر محمد سيد طنطاوي والذي أعلن في الصحف والإذاعات أنه مستعد للذهاب إلى وفاء لإقناعها بالعودة إلى زوجها ومنزلها ودينها القديم، ولم يستح هذا الكلب( ) من أن يعلن على الملأ أن ما يفعله قربة وطاعة (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا)، أوليس الذي يشير على غيره بالكفر يكفر؟ أوليس الذي يسوغ الكفر أو يدافع عنه يكفر؟ أو ليس الذي يرضي دوام غيره على الكفر يكفر؟…فما حكم من لم يشر فقط على غيره بالكفر بل سعى بكل ما يملك لإعادة امرأة مستضعفة إلى الكفر بعد أن أنقذها الله منه؟ سؤال يطرح على الذين ما زالوا يدافعون عن هؤلاء المرتدين ويلتمسون لهم الأعذار التي هي أوهى من بيت العنكبوت وصدق الله العظيم حين قال (ولا تكن للخائنين خصيما) وقال تعالى (ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم).
* وإذا قسنا موقف الكافرين وغضبتهم وغيرتهم على دينهم المبدل على الصمت الرهيب وسكون الأموات الذي حل بأهل الإسلام وهم يرون امرأة ضعيفة مستضعفة تجبر على ترك الإسلام لتعود إلى النصرانية المبدلة، أو فتاة تبدل دينها إلى الكفر والفجور لبكينا كثيرا وطويلا على ما حل بجمهور أهل الإسلام من إعراض عن نصرة دينهم والغيرة لحرماتهم، فأين الغيرة الإيمانية التي جيشت جيشا كاملا على رأسه الخليفة لتخليص امرأة واحدة أسرت ولم تكن قد أجبرت على تغيير دينها بعد؟ أين الأحزاب والجماعات التي أزعجت آذاننا طويلا بالصياح والعويل لاستجداء أصوات الناخبين بحجة الدفاع عن الدين والحرمات؟ أين منظمات حقوق الإنسان التي لا تترك صغيرة ولا كبيرة إلا حاولت إحصاءها واستخدامها ذريعة للتدخل في شئون المسلمين والضغط عليهم لتحقيق أهدافهم؟ فهل صمت آذانهم جميعا من أن يسمعوا استغاثة امرأة مستضعفة (وفاء قسطنطين) لحمايتها من العودة مكرهة إلى النصرانية؟ أين الحمية الإيمانية أم أنها ماتت على أعتاب الترف وحب الدنيا وكراهية الموت؟ أما آن الأوان بعد لأن يكشف ثوب النفاق الذي ظل أحبار الطواغيت ورهبانهم يتسربلون به منذ أزمان طويلة ليخدعوا به بسطاء الناس وعوامهم؟ ألا أفيق أمتي قبل فوات الأوان.
أما الوقفة الثالثة في هذه الوقفات المختصرة فهي همسة في أذن كل أب وأم حريصين على فلذات أكبادهم غيورين على دينهم أن ينتبهوا إلى المخططات الرهيبة التي تحيط بهم وبأبنائهم وأن يتدبروا قول ربهم العليم الخبير (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) وقوله تعالى ( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق) وقوله تعالى (لم ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) فما حدث للفتاة زينب التي ارتدت إلى النصرانية عبرة لكل معتبر، ونقتصر على هذه الوقفات خشية الإطالة، ولعل لنا إليها رجعة أخرى إليها بإذن الله تعالى فهل من مدكر؟ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
__________________
|