
25-10-2012, 02:47 PM
|
عضو لامع
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 29
|
|
الحج في اليهودية:
الأركان الأربعة ص279: و الديانة اليهودية ثم المسيحية من أقرب الديانات إلينا، و قد عاشتا زمنا طويلا في عصر التاريخ و العلم، و عني بهما المؤرخون و المؤلفون، و لا تزالان ديانتي أمتين كبيرتين نشيطتين في الثقافة و التأليف و السياسة، و البيت المقدس و ما حوله من آثار و مشاهد ملتقى هاتين الديانتين، و مركزهما الروحي الأصيل، و الحج إليه قديم أصيل عندهما، ولكن لا يزال هذا الركن الديني الكبير يكتنفه الشيء الكثير من الغموض و الاضطراب و قلة المعلومات،(إذا قارنا ذلك بالحج الإسلامي، الذي تشغل مناسكه و أحكامه و تفاصيله مكتبة واسعة هائلة، و هو مدون تدوينا لا يجد في الباحث عناء) و هنا خلاصة ما جاء في دائرة المعارف اليهودية المجلد العاشر:
إن الحج إلى بيت المقدس الذي كان يدعى بالزيارة يؤدى في زمن ثلاثة أعياد ( و هي عيد الحصاد و عيد الفصح اليهودي و عيد المظال)، و كان الحج فريضة على جميع اليهود، باستثناء الصغار الذين لم يبلغوا الحلم و الإناث و العميان و العرج و الضعفاء و المصابين بأمراض بدنية أو عقلية، و كانت الشريعة الموسوية توجب على كل حاج أو زائر أن يأخذ معه تقدمة للرب، و لكنها لم تعين المقدار، و كان رغم إعفاء الإناث و الصغار عن الزيارة، كان يؤمه عدد كبير منهم مع الأزواج و الآباء كما هو الشأن في الأسواق العامة، و لا تخلو الروايات التي وردت عن عدد الزائرين في أزمنة مختلفة من المبالغة، و كانت الخرفان تذبح في عدد كبير ، و كانت جلود الذبائح تقدم إلى حراس الخانات الذين كانوا يقومون اخدمة الزوار و إيوائهم من غير مقابل.
و لم تنقطع عبادة الحج بعد تدمير المعبد أيضا، و لما فتح المسلمون بيت المقدس بقيادة صلاح الدين عام1187م، تسنى لليهود القاطنين في المنطقة الشرقية أن يزوروا بيت المقدس، و ما عداه من الأمكنة المقدسة ( بين دمشق و بابل و مصر) و قد اعتاد اليهود في الشرق و لا سيما في بابل و كردستان من القرن الرابع عشر الميلادي، أن يؤدوا فريضة الحج مرة في السنة على أقل تقدير، و كان عدد منهم يقوم بالحج مشيا على الأقدام، و قد كانت الحروب الصليبية مشجعا لليهود في أوربا على الحج و الزيارة، و في عام 1492م عندما أجلي اليهود من أسبانيا، و هاجر عدد كبير منهم إلى مناطق المسلمين، تضاعف عدد اليهود الزوار، و ربما كانوا يجتمعون على قبر النبي صموئيل في قرية الرامة، حيث كانت تقوم أسواق عيدهم السنوي، و تقام التقاليد الدينية.
يعاتب اليهود إخوانهم القاطنين في بلدان أخرى، الذين ضعفت فيهم رغبة الحج و الزيارة، و زهدوا فيهما، بينما ينتهز المسيحيون الفرص لزيارة الأرض المقدسة.
و للحج أيام معينة يسميها اليهود في الشرق و شمالي أفريقيا أيام الزيارة، و قد شاع فيهم أن يزوروا فيها قبور عظمائهم، و منهم من اشتهر كملك أو كنبي أو كصالح و ولي، و هم يحتفلون بهذه الأيام بالإكثار من الأدعية و إظهار الفرح و السرور، شأنهم في الأعياد العامة، و يجتمعون بين مساء اليوم السابع عشر من تموز إلى اليوم التاسع من آب ثلاثة و عشرون يوما متوالية، مقبل الجدار الغربي لهيكل سليمان، و تبتدئ هذه العبادة في اليوم التاسع من آب من نصف الليل.
و هنالك مشاهد و ضرائح و أمكنة محلية، يشد إليها الرحال في كل قطر و بلد.
الحج في نصوص العهد القديم:
المدخل إلى الكتاب المقدس ص144: و ثمة نوع خاص من المزامير نجده في قصائد المصاعد[المزامير 120- 134]، و لعلها هي التي كان ينشدها الحجاج و هم منطلقون إلى المدينة المقدسة.
العبادات في الأديان السماوية ص117: و العهد القديم يذكر لبني إسرائيل مزارات مرتبطة بتارخه المقدس، و فرض الحج بالمعنى الحصري، في قول سفر التكوين 35: 1ثُمَّ قَالَ اللهُ لِيَعْقُوبَ: «قُمِ اصْعَدْ إِلَى بَيْتَِ إِيلَ وَأَقِمْ هُنَاكَ، وَاصْنَعْ هُنَاكَ مَذْبَحًا ِللهِ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ حِينَ هَرَبْتَ مِنْ وَجْهِ عِيسُو أَخِيكَ».
و فرضت التوراة في سفر الخروج على كل يهودي أن يحج إلى المعبد المقدس ثلاث مرات في السنة، و جاء في سفر الخروج 23: 14«ثَلاَثَ مَرَّاتٍ تُعَيِّدُ لِي فِي السَّنَةِ. 15تَحْفَظُ عِيدَ الْفَطِيرِ. تَأْكُلُ فَطِيرًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ كَمَا أَمَرْتُكَ فِي وَقْتِ شَهْرِ أَبِيبَ، لأَنَّهُ فِيهِ خَرَجْتَ مِنْ مِصْرَ. وَلاَ يَظْهَرُوا أَمَامِي فَارِغِينَ. 16وَعِيدَ الْحَصَادِ أَبْكَارِ غَلاَّتِكَ الَّتِي تَزْرَعُ فِي الْحَقْلِ. وَعِيدَ الْجَمْعِ فِي نِهَايَةِ السَّنَةِ عِنْدَمَا تَجْمَعُ غَلاَّتِكَ مِنَ الْحَقْلِ. 17ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي السَّنَةِ يَظْهَرُ جَمِيعُ ذُكُورِكَ أَمَامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ. 18لاَ تَذْبَحْ عَلَى خَمِيرٍ دَمَ ذَبِيحَتِي، وَلاَ يَبِتْ شَحْمُ عِيدِي إِلَى الْغَدِ. 19أَوَّلَ أَبْكَارِ أَرْضِكَ تُحْضِرُهُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَطْبُخْ جَدْيًا بِلَبَنِ أُمِّهِ.
و تقول الموسوعة اليهودية: إن أداء الحج فرض على الذكور فقط دون الإناث و القاصرين و العرجان و المسنين و المريض بالعقل و الجسم، و كل شخص عليه أن يقدم شيئا لم يحدد قيمته صدقة.
إن هذا التشريع لم يعمل به اليهود اليوم، يقول الحاخام روبين: يحج اليوم إلى القدس ( المدينة المقدسة) حيث حائط المبكى، الذي يعده بديلا للهيكل و المعبد اللذين لا وجود لهما الآن.
و يذكر المزمور 48 جبل صهيون بالتعظيم و يحث اليهود على الطواف حوله: 12طُوفُوا بِصِهْيَوْنَ، وَدُورُوا حَوْلَهَا. عُدُّوا أَبْرَاجَهَا. 13ضَعُوا قُلُوبَكُمْ عَلَى مَتَارِسِهَا. تَأَمَّلُوا قُصُورَهَا لِكَيْ تُحَدِّثُوا بِهَا جِيلاً آخَرَ. 14لأَنَّ اللهَ هذَا هُوَ إِلهُنَا إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. هُوَ يَهْدِينَا حَتَّى إِلَى الْمَوْتِ.
إشعياء2: 2وَيَكُونُ فِي آخِرِ الأَيَّامِ أَنَّ جَبَلَ بَيْتِ الرَّبِّ يَكُونُ ثَابِتًا فِي رَأْسِ الْجِبَالِ، وَيَرْتَفِعُ فَوْقَ التِّلاَلِ، وَتَجْرِي إِلَيْهِ كُلُّ الأُمَمِ. 3وَتَسِيرُ شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ، وَيَقُولُونَ: «هَلُمَّ نَصْعَدْ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، إِلَى بَيْتِ إِلهِ يَعْقُوبَ، فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكَ فِي سُبُلِهِ». لأَنَّهُ مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ الشَّرِيعَةُ، وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ الرَّبِّ.
إشعياء11: 9لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ.
دانيال9: 16يَا سَيِّدُ، حَسَبَ كُلِّ رَحْمَتِكَ اصْرِفْ سَخَطَكَ وَغَضَبَكَ عَنْ مَدِينَتِكَ أُورُشَلِيمَ جَبَلِ قُدْسِكَ، إِذْ لِخَطَايَانَا وَلآثَامِ آبَائِنَا صَارَتْ أُورُشَلِيمُ وَشَعْبُكَ عَارًا عِنْدَ جَمِيعِ الَّذِينَ حَوْلَنَا.
إشعياء24: 23وَيَخْجَلُ الْقَمَرُ وَتُخْزَى الشَّمْسُ، لأَنَّ رَبَّ الْجُنُودِ قَدْ مَلَكَ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ وَفِي أُورُشَلِيمَ، وَقُدَّامَ شُيُوخِهِ مَجْدٌ.
إشعياء25: 6وَيَصْنَعُ رَبُّ الْجُنُودِ لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ فِي هذَا الْجَبَلِ وَلِيمَةَ سَمَائِنَ، وَلِيمَةَ خَمْرٍ عَلَى دَرْدِيّ، سَمَائِنَ مُمِخَّةٍ، دَرْدِيّ مُصَفًّى.
و عند وصول الحجاج إلى مشارف مدينتهم المقدسة ( أورشليم) يوجهون لها سلاما تحية لها.
ينشد الحجاج اليهود بعض الأناشيد الدينية كمظهر من مظاهر الحج و الزيارة، مثل نشيد المراقي (انظر المزامير من120 إلى130) و هي أبيات رثائية متساوية السطور في الكلمات و العبارات ذاتها تكرر كالصدى من بيت إلى بيت، و ينشدون نشيد صهيون الذي يشيد بضيف الهيكل الإلهي، الذي يعتبرونه ينبوع السعادة و العظمة للحجاج.
و إن كان لنا من تعليق على الحج اليهودي، فإننا نقول إن له أصلا من شرائع الأنبياء الذين أرسلهم الله لهداية بني إسرائيل، و لكنهم انحرفوا به عن هذه الشرائع النبوية.
الحج في الإسلام و الديانات ص411: و إذا كان اليهود يحجون، فقد أخذوا من إبراهيم الفكرة دون المكان، فما حجوا إلى المكان الذي دعا البشر أن يحجوه.
ص115: فالحج اليهودي بمناسكه و بكل ما يتم فيه غير متفق مع حج المسلمين، لأن حج اليهود وثني محض، و حج المسلمين نقيض الوثنية في كل شيء.
|