عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 25-10-2012, 02:48 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 29
abomokhtar is just really nice
New

قبل أن ننتقل إلى دراسة الحج في المسيحية ننقل شهادة كاتب مسيحي أنه يعتقد أن المسيح احترم الحج اليهودي، بل و مارسه بنفسه. يشير إلى ما قاله لوقا 2: 41وَكَانَ أَبَوَاهُ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ. 42وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ.
تاريخ الكنيسة جون لوريمر ج1ص43: يهودية يسوع: و هناك عنصر آخر في حياة يسوع يميزه عن الناس، هو رفضه القوي و انتقاداته الحادة لنوعية القيادة الدينية لليهود. كان يسوع يهوديا، يحترم ناموس موسى و عادات الناس، و يحافظ على المواسم و الأعياد، عيّد عيد الفصح و حضر العبادة في المجمع و الهيكل. و كان الناس ينادونه باللقب الجليل رباي أو يا معلم.
الحج في المسيحية:
العقيدة النصرانية ج2ص182: لم يكن الحج يوما من الأيام عبادة من عبادات العقيدة النصرانية. فلم تشر الأناجيل إلى ذلك، و لم تظهر هذه العبادة في الكتابات المسيحية الأولى. و كبقية العبادات خضعت هذه العبادة أو الشعيرة لاختراعات و ابتداعات من قبل اللاهوتيين المسيحيين و خاصة البابا.
الحج في الإسلام و الديانات ص407: و أما المسيحية فلم يرد أي نص بالحج في كتبها المقدسة، و ما نراه من حج المسيحيين الكاثوليك إلى روما و ما نشهده من حج المسيحيين على اختلاف طوائفهم و فرقهم إلى القدس، لم يرد في الديانة المسيحية و أسفارها المقدسة لدى المسيحيين، و إنما هو تقليد اتبع فيما بعد بعد المسيح بقرون. و الحج المسيحي إلى القدس ليس فريضة من الفرائض المنصوص عليها في المسيحية، و إنما نشأ بعد الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين، و قد زارت القدس سنة324م، و عثرت على الصليب الحقيقي، كما تذكر بعض الروايات الضعيفة، و صعدت هيلانة إلى مرتبة القداسة فعرفت بالقديسة,
العبادات في الأديان ص195: لم تتطرق الأناجيل إلى فريضة الحج بالمعنى الحصري إلى جهة محددة، كما أن عيسى عليه السلام لم ينوه إلى هذا الواجب الديني، و لكنه عند بلوغه سن الاثني عشر يصعد- أي يذهب- مع أمه و خطيبها يوسف إلى أورشليم تنفيذا لأمر الشريعة اليهودية. يقول إنجيل لوقا2: 41وَكَانَ أَبَوَاهُ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ. 42وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ. و هذا الصعود مرتبط بعيد الفصح اليهودي، يقول يوحنا2: 13وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيبًا، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ.

و قد يكون من أسباب اختراع بعض اللاهوتيين المسيحيين لأنواع من الحج، الغيرة و حب المنافسة، أو الرغبة إلى جذب أتباعهم إلى أماكنهم المقدسة بدلا من الانصراف إلى أماكن أخرى لا يقدسها هذا اللاهوتي، كما فعل أبرهة الأشرم النصراني عندما على الكعبة ليهدمها.
الحج في الإسلام و الديانات ص404: و مع أن المسيحية خالية من الحج فإن المسيحيين أرادوا منافسة كعبة مكة رجاء صرف أتباعهم من العرب عنها إلى ما بنوا لهم من بيوت يحجون إليها بدلا عن الحج إلى بيت الله بمكة.

و على الرغم من خلو الأناجيل من الإشارة إلى عبادة الحج عند المسيحيين، إلا أن المسيحية أتخمت بأنواع متنوعة و متنافرة من الحج.
الأركان الأربعة ص281: أما الحج و الزيارة عند المسيحيين، فهنا خلاصة لما جاء في دائرة معارف الأديان و الأخلاق:
الحج اسم للرحلة التي يقوم بها الإنسان لزيارة المشاهد المقدسة، مثل مشاهد الحياة الدنيوية لسيدنا عيسى عليه السلام في فلسطين، أو مراكز زعماء الدين المقدسة في روما، أو الأمكنة المقدسة التي تنسب إلى المقبولين من الزهاد و الشهداء.
إن الجيل المسيحي الأول لم يشعر بضرورة زيارة مشاهد المسيح و التبرك بها، بالنسبة إلى المتأخرين الذين عنوا بذلك أكثر، و لكن انتشرت هذه الزيارة من القرن الثالث المسيحي، و قد شغف عدد كبير من المسيحيين بالبحث عن مشاهد المسيح و آثاره و زيارتها، و عنوا بذلك أكثر مما عنوا بتتبع تعاليمه و وصاياه.
و قد شاعت زيارة مشاهد روما من القرن الثالث عشر على حساب زيارة الأرض المقدسة، و إن لم تنقطع زيارة الأرض المقدسة بتاتا، و كانت روما المدينة التي تلي بيت المقدس في الأهمية، يؤمها الناس للزيارة في عدد كبير و جم غفير.
إن الأسباب التي بلغت بها البابوية قمتها، جعلت روما مركزا للزيارة، و لا سيما فإن ضريحي القديس بطرس و القديس بولس قد أضفتا عليها من العظمة و الجلال ما جعلها مثابة للمسيحيين الكاثوليك في العالم كله، و ازدحموا فيها ازدحاما كبيرا، و قد كان إقبال الزوار عظيما على سراديب الأموات التي تقدس لأجل عظام الشهداء، إن الزوار لم يتوقفوا عن زيارة روما في أي فترة من فترات التاريخ، و قد جعلتها كثرة الكنائس و الآثار التاريخية وحط أنظار الناس في كل زمان.
و القارئ يتخم بكثرة أسماء القبور و الضرائح و المشاهد العامة في أرض فلسطين، و المحلية المنتشرة في كل قطر أو ولاية، أو بلد يقطنه اليهود و المسيحيون من زمن بعيد. و صاحب مقال “الحج و الزيارة” في “دائرة المعارف اليهودية” و في “دائرة الديانات و الأخلاق” يسرد أسماء ضرائح و مشاهد للصالحين و المقبولين في أقطار أوربية و آسيوية مختلفة، و يذكر الأيام و الشهور التي تزار فيها، و ما لهذه الزيارات من آداب و تقاليد.
و إذا تأمل القارئ في مدى اهتمام اليهود و المسيحيين بهذه المشاهد و تقديسهم لها و تجشم الأسفار و المتاعب في سبيلها و كيف شغلتهم و استحوذت على مشاعرهم في كل زمان و مكان، و كيف أثارت فيهم الغلو و التقديس و التعظيم حتى وصلوا إلى حد الشرك و عبادة غير الله، عرف سر شدة إنكار النبي صلى الله عليه و آله و سلم على هذه العادة، و إشفاقه من أن يتسرب ذلك إلى المسلمين حملة لواء التوحيد إلى الأبد.
و قد ضيق الرسول صلى الله عليه و آله و سلم السبيل في وجه تجشم السفر الطويل و شد الرحال إلى المشاهد و الضرائح و الأمكنة المتبركة بقوله المأثور المشهور: “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام و المسجد الأقصى و مسجدي هذا” فوقى بذلك أمته من الوقوع في فتنة المشاهد و الآثار، كما وقع فيها اليود و النصارى و الأمم الجاهلية، و كانت فريسة الشرك و الوثنية السافرة أحيانا كثيرة.
العبادات في الأديان ص199: أما الكنيسة البروتستانتية المتمسكة بنصوص الإنجيل فقط فلا تعترف بالحج، إلا أنهم يزورون قبر المصلح لوثر كنج في إيبورت أنجلوشاير.
و كدليل على تزايد اهتمامهم أقاموا جمعيات تحث الناس على زيارة فلسطين كل سنة، كما حثوهم على زيارة مصر حيث يذهبون إلى منف و طيوة لزيارة الصوامع التي كان يقيم فيها القديس أنطونيوس و القديس بولس الطيوي.
و أصبح لكل مسيحي مزاراته الخاصة يؤمها مع أبنائه تمثل في غالبيتها رفات قديسيهم أو أي شيء يذكرهم بالمسيح وأمه عليهما السلام، مثلما ادعت الكنيسة الألمانية بأنها تفتخر منذ سنة1190م بأن فيها قميص السيد المسيح، أو الكنيسة الإيطالية التي تدعي بأن لمريم العذراء بيتا فيها في مدينة لوراتو، و الكنيسة الأسبانية تتبجل ببعض آثار مريم العذراء و القديس يعقوب الرسول.
و يسمى المسيحي الذي يقوم بهذا الواجب” المقدس” نسبة إلى بيت المقدس، و تعتبر المزامير المرقمة من120 إلى 134 تراتيل يتغنى بها المقدس و هو يتوجه إلى بيت المقدس.
__________________
رد مع اقتباس