عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 25-10-2012, 02:53 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 29
abomokhtar is just really nice
New

منكرات يرتكبها الحجيج:
ككل سلوك جماعي يشترك فيها عدد كبير من الناس، أغلبهم بسطاء لا يتحصلون على الكثير من العلم و الفهم، بعضهم ذهب معظما العبادة حقا و هو يجهل الكثير من أصولها، آخرون ذهبوا للعبث و المجون و ليس للعبادة أدنى نصيب من التعظيم في قلوبهم، و آخرون ذهبوا للفرجة و التسلية و السياحة، أو التجارة و جمع المال، بل و للفسق و الفجور، فنتج عن اختلاف الأهداف اختلاف كبير في السلوك، و لم تخل أمة من هذه الآفة على اختلاف في درجة الانحطاط و نسبته.
الحج في الإسلام و الديانات ص422: و الحج و العمرة معروفان قبل الإسلام، و انقلبا عبادة وثنية بعد أن كان الحج شعيرة دينية في ملة إبراهيم، و صارت المناسك الإبراهيمية طقوسا و أقوالا وأعمالا وثنية.
العبادات في الأديان ص198: و لكن في القرن السادس عشر الميلادي حدث انعطاف كبير في مفهوم الحج، إذ خرج عن مفهومه و غرضه الديني الصرف، و على أيدي رجال الدين المصلحين، فصوروه على أنه عمل طفولي عديم النفع و الجدوى، مستندين في رأيهم على اعتراف أوزبرج عام1350م، الذي رأى في ثراء الحجاج من وراء التجارة عملا منافيا لما رسم للحج، مما جعل غالبية الشعب تنظر باستهزاء إلى الحجاج و ما يؤدونه في شعيرتهم هذه، مما حث الكنيسة الكاثوليكية على أن تسقط عن أتباعها فريضة الحج؟
و لعل هذا هو سبب احتقار بعض المسيحيين للحج باعتباره وثنية، بينما عاشت الكنيسة قرونا تعلم أتباعها مزايا الحج و فعاليته في غفران الخطايا.
العبادات في الأديان ص198: و بتغيير الظروف السياسية و الاجتماعية للأمم المسيحية سرعان ما تغيرت نظرتهم للحج، مما أوجب على الكنيسة إعادة النظر فيما فرضته من تعاليم إلى نصابها الأول. و كأنهم في ذلك يخضعون الحج لأهوائهم و ميولهم، مما حدا بالكنيسة الكاثوليكية بأن تعرف الحج بأنه”أعمال ذات قيمة دينية معتقدين بأن الحجاج يستحقون مكافأة سماوية”
الأركان الأربعة ص286: و الأعياد و الأسواق التي تقام في هذه الأمكنة المقدسة و على الشواطئ مسرح للفوضى و الجنايات، و يتجلى فيها عدم النظام و عدم النظافة، لكثرة الزوار و القاصدين الذين قد يبلغ عددهم- خصوصا في الأعياد و الأسواق التي تقام بعد مجموعة من السنين- إلى ملايين من النفوس، رغم حرص الحكومة على إقامة النظام و قوانين الصحة و الوقاية من الأمراض، و تقترن بتقاليد جاهلية و أعمال شركية، و أساطير الآلهة و الآلهات القديمة. و من إعجاز القرآن أنه لما ذكر حج البيت الذي بناه إبراهيم و حث عليه، نعى على الشرك و الوثنية و الزور الذي تلوثت به المناسك و أعمال الحج و الزيارة في الديانات و الأمم الأخرى، فقال:” ذلك و من يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه و أحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان و اجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به”
ص287: هذه صورة مجملة لأساليب الحج و الزيارة، و الرحلة الدينية في ديانات العالم الرئيسية، التي لا يزال لها أتباع و مؤمنون يعدون بالملايين.
العبادات في الأديان ص201: اعتنق الإنسان عقائد و أديان كثيرة مختلفة بعضها عن بعض، و لكنها متشابهة من حيث المضمون، و إن كانت تختلف في المسميات.
و السمة البارزة لها هي العمل على تقديس المصلحين خاصة بعد وفاتهم، مع إدخال كثير من العقائد الوثنية الأخرى السابقة لوفاة هذا المصلح، و ذلك أن مغزى جميع الأديان المنزلة على الأنبياء واحد، لا يختلف في المصدر و المضمون، و لكن الإنسان بضلاله صيرها إلى التحريف و الفساد من خلال ما أدخله من الخرافات الوثنية، و بما اخترعه من أوهام زينتها له تصوراته المترسبة عبر أحقاب الماضي البعيد، المتمثلة بالكم الهائل من المعبودات البشرية أو غير البشرية، كقوى الطبيعة مثل الهواء و الماء، أو الأجرام السماوية كالقمر و الشمس.
و قد تأثرت العبادات المسيحية بعبادات الوثنيين، و هم لا يخفون هذا التأثير أو ينكرونه، بل يعترفون به باعتباره من نتاج الحضارة الإنسانية، التي يتفاعل أبناؤها فيما بينهم حتى في مجال العقيدة.
__________________
رد مع اقتباس