شهادة غير المسلمين للتصحيح الإسلامي:
و هذا التصحيح الهائل الذي أجراه الإسلام يبدو كالطود الشامخ، يظهر لكل عين منصفة، و لا ينكره إلا من غطى الحقد بصيرته فأعماه عن رؤية الشمس الساطعة في كبد السماء، و الآن يحلو لنا أن ننقل شهادات غير مسلمين للإسلام، ليس لأننا نحتاج إلى هذه الشهادات لنتعرف على عظمة ديننا، و لكن لتكون دليلا فوق دليل، و برهانا يضاف إلى برهان.
يقول نظمي لوقا محمد الرسالة و الرسول ص65: لا يدع القرآن شائبة من ريب في مسألة وحدانية الله ……….. و في ذلك نقض لعقائد الشرك، و تصحيح لعقائد أهل الكتاب أيضا.
الأبطال توماس كارليل ص66: الإسلام هو أن نسلم لأمر الله و نذعن له و نسكن إليه و نتوكل عليه، و أن القوة كل القوة هي في الاستقامة لحكمته و الرضا بقسمته أيا كانت في هذه الدنيا و في الآخرة، و مهما يصبنا به الله و لو كان الموت الزؤام فنتلقه بوجه مبسوط و نفس مغتبطة راضية و نعلم أنه الخير و أن لا خير إلا هو, و لقد قال شاعر الألمان و أعظم عظمائهم “جابتي”: إذا كان ذلك هو الإسلام فكلنا إذن مسلمون. نعم كل من كان فاضلا شريف الخلق فهو مسلم.
- الدعوة إلى الإسلام بحث في تاريخ نشر العقيدة الإسلامية تأليف سير توماس و أرنولد مكتبة النهضة المصرية ص90: أضف إلى هذا قول تايلور: ……… فأزال الإسلام، بعون من الله، هذه المجموعة من الفساد و الخرافات، لقد كان ثورة على المجادلة الجوفاء في العقيدة و حجة قوية ضد تمجيد الرهبانية باعتبارها رأس التقوى. و لقد بين أن الله رحيم عادل يدعو الناس إلى الامتثال لأمره و الإيمان به و تفويض الأمر إليه، و أعلن أن المرء مسئول، و أن هناك حياة آخرة و يوما للحساب، و أعد للأشرار عقابا أليما، و فرض الصلاة و الصوم و الزكاة و فعل الخير، و نبذ الفضائل الكاذبة و الدجل الديني و الترهات و النزعات الأخلاقية الضالة و سفسطة المتنازعين في الدين. و أحل الشجاعة محل الرهبنة، و منح العبد رجاء، و الإنسانية إخاء، و وهب الناس إدراكا للحقائق الأساسية، التي تقوم عليها الطبيعة البشرية”
دائرة المعارف الإسلامية المستشرق ماكدونالد ج4ص1010: فإن الدين في مكة أيام محمد لم يكن وثنية ساذجة، بل كان أشبه بالعقيدة المسيحية التي جعلت للقديسين و الملائكة مقاما بين الله و عباده. و قد كان محمد [صلى الله عليه وسلم] يرى أنه جاء مصلحا يدعو إلى عقيدة أكثر بساطة و قدما و يعيد الملائكة و الجن إلى مكانهم الصحيح.
يتحدث المؤرخ الأمريكي الكبير ول ديورانت عن نبينا صلى الله عليه و سلم فيقول:
قصة الحضارة ج13ص47: و كانت بلاد العرب لما بدأ الدعوة صحراء جدباء، تسكنها قبائل من عبدة الأوثان، قليل عددها متفرقة كلمتها، و كانت عند وفاته أمة موحدة متماسكة. و قد كبح جماح التعصب و الخرافات، و أقام فوق اليهودية و المسيحية، و دين بلاده القديم، ديناً سهلاً واضحاً قوياً، و صرحاً خلقياً قوامه البسالة و العزة القومية. و استطاع في جيل واحد أن ينتصر في مائة معركة، و في قرن واحد أن ينشئ دولة عظيمة، و أن يبقى إلى يومنا هذا قوة ذات خطر عظيم في نصف العالم.
و عن القرآن يقول:
قصة الحضارة ج13ص69: و القرآن يبعث في النفوس الساذجة أسهل العقائد، و أقلها غموضا، و أبعدها عن التقيد بالمراسم و الطقوس، و أكثرها تحرراً من الوثنية و الكهنوتية. و قد كان له أكبر الفضل في رفع مستوى المسلمين الأخلاقي و الثقافي، و هو الذي أقام فيهم قواعد النظام الاجتماعي و الوحدة الاجتماعية، و حضهم على اتباع القواعد الصحية، و حرر عقولهم من كثير من الخرافات و الأوهام، و من الظلم و القسوة، و حسن أحوال الأرقاء، و بعث في نفوس الأذلاء الكرامة و العزة.
و النفوس الساذجة التي يعنيها ديورانت تلك النفوس البسيطة السليمة الفطرة التي لم تمتلئ أو تتشبع بعقيدة تناقض عقيدة القرآن البسيطة، و لم تتلوث بأدران الوثنية، و يختم هذه الفقرة بقوله العجيب: و قد عرَّف الدين و حدده تحديداً لا يجد المسيحي و لا اليهودي الصحيح العقيدة ما يمنعه من قبوله.
و هو ما يعد اعترافا صريحا بأن إنسانا سليم الفطرة صحيح الدين لا يمكنه أن يجد في نفسه ما يصده عن الإسلام أو يمنعه من قبوله، أما من انتكست فطرهم و عقولهم فلهم شأن آخر.
|