عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 27-10-2012, 01:42 PM
الصورة الرمزية mohammed ahmed25
mohammed ahmed25 mohammed ahmed25 غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 2,656
معدل تقييم المستوى: 17
mohammed ahmed25 has a spectacular aura about
افتراضي

فقال: - لا علم لي بشيء سوى أن هذا الجندي قد طرق الساعة بابي يدعوني إلى مخفر الشرطة ، ولا أعلم لمثل هذه الدعوة في مثل هذه الساعة سببا ، وما أنا بالرجل المذنب ، ولا المريب . فهل أستطيع أن أرجوك يا صديقي بعد الذي كان بيني وبينك أن تصحبني الليلة في وجهي هذا علّني أحتاج إلى بعض المعونة فيما قد يعرض لي هناك من الشؤون؟
قلت: لا أحب إليّ من ذلك. ومشيت معه صامتا لا أحدثه ولا يقول لي شيئا ، ثم شعرت كأنه يُزَوِّرُ في نفسه كلاما يريد أن يفضي به إلي فيمنعه الخجل والحياء ، ففاتحته الحديث وقلت له:
- ألا تستطيع أن تتذكر لهذه الدعوة سببا؟ فنظر إليّ نظرة حائرة ،

وقال: إن أخوف ما أخافه أن يكون قد حدث لزوجتي الليلة حادث ، فقد رابني من أمرها أنها لم تعد إلى المنزل حتى الساعة ، وما كان ذلك شأنها من قبل.
قلت: أما كان يصحبها أحد؟
قال: لا.
قلت: ألا تعلم المكان الذي ذهبت إليه؟
قال: لا.
قلت: وممّ تخاف عليها؟
قال: لا أخاف شيئاً ، سوى أني أعلم أنها امرأة غيور حمقاء ، فلعل بعض الناس حاول العبث بها في طريقها فشرست عليه.. فوقعت بينهما واقعة انتهى أمرها إلى مخفر الشرطة.
وكنا قد وصلنا إلى المخفر فاقتادنا الجندي إلى قاعة المأمور فوقفنا بين يديه ، فأشار إلى جندي أمامه إشارة لم نفهمها ، ثم استدنى الفتى إليه وقال له:
يسوؤني أن أقول لك يا سيدي إن رجال الشرطة قد عثروا الليلة في مكان من أمكنة الريبة برجل وامرأة في حال غير صالحة ، فاقتادوهما إلى المخفر ، فزعمت المرأة أن لها بك صلة ، فدعوناك لتكشف لنا الحقيقة في أمرها ، فإن كانت صادقة أذنّا لها بالانصراف معك إكراماً لك ، وإبقاء على شرفك ، وإلا فهي امرأة عاهرة لا نجاة لها من عقاب الفاجرات.. وها هما وراءك فانظرهما. وكان الجندي قد جاء بهما من غرفة أخرى ، فالتفت وراءه فإذا المرأة زوجته ، وإذا الرجل أحد أصدقائه..
فصرخ صرخة رجفت لها جوانب المخفر ، وملأت نوافذه وأبوابه عيوناً وآذاناً ، ثم سقط في مكانه مغشياً عليه ، فأشرت على المأمور أن يرسل المرأة إلى منزل أبيها ففعل ، وأطلق سبيل صاحبها ، ثم حملنا الفتى في مركبة إلى منزله ، ودعونا له الطبيب فقرر أنه مصاب بحمى دماغية شديدة.. ولبث ساهراً بجانبه بقية الليل يعالجه حتى دنا الصبح ، فانصرف على أن يعود متى دعوناه ، وعهد إليّ بأمره فلبثت بجانبه أرثي لحاله.. وأنتظر قضاء الله فيه ، حتى رأيته يتحرك في مضجعه ، ثم فتح عينيه فرآني ، فلبث شاخصاً إليَّ هنيهة كأنما يحاول أن يقول لي شيئاً فلا يستطيعه ، فدنوتُ منه وقلت له:
- هل من حاجه يا سيدي؟
فأجاب بصوت ضعيف خافت: حاجتي ألا يدخل عليَّ أحد من الناس.
قلت: لن يدخل عليك إلا من تريد.
فأطرق هنيهة ، ثم رفع رأسه فإذا عيناه مخضلتان بالدموع..
__________________