الموضوع: (الوفاء)
عرض مشاركة واحدة
  #156  
قديم 30-10-2012, 11:56 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أولا الوفاء مع الله

ان من أعظم أنواع الوفاء أن تفي بما أمرك الله به..
أراك تقول:" بم أفي!؟ فأنا لم أحلف على شيء، لم أعد ربي بشيء" ولكنك أيها الأخ الكريم قد فهمت خطأ!
فهل نسيت نعم الله عليك..؟ انظر كم أنعم الله عليك!!
انها نعم كثيرة أليس كذلك!؟ ألا تستحق هذه النعم الوفاء..!؟
{ وما بكم من نعمة فمن الله} النحل 53. تخيّل لو أن هناك انسان ينفق عليه أبوه وامه ولا يبخلان عليه بشيء، وثم بعد ذلك تنكّر لهما وأعطاهما ظهره!!!
بما تصف هذا الانسان!؟ وكيف تنظر اليه!؟
ولله المثل الأعلى.. فان نعم الله لا تعدّ ولا تحصى، ومع ذلك لا يف الانسان حتى هذه النعم.. فتجده لا يؤدي الصلاة في وقتها.. تجدها لا تتحجب.. أين الوفاء مع الله..!؟ هل فهمت المقصود..!؟

كيف تكون وفيا مع الله..!؟

أجدك الآن تسأل وتقول: كيف أكون وفيا مع الله؟
ان هذا السؤال دليل على اليقظة وحسن الفهم..
وحتى تكون وفيا مع الله لا بد من ثلاثة أشياء:
الايمان به، واخلاص العمل له، العمل بأوامره وترك نواهيه.
اذا تحققت فيك هذه الثلاثة فأنت وفي مع الله عز وجل.
هل تعاهدني الآن أن تأخذ هذه الثلاث أخذ الجد..!؟
يقول الله عز وجل:{ لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزّروه وتوقّروه وتسبّحوه بكرة وأصيلا* ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم، فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد الله عليه فسيؤتيه أجرا عظيما} الفتح 9_10.
ويقول الله عز وجل مخاطبا بني اسرائيل:{ يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم واياي فارهبون} البقرة 40.

أين أنت من الوفاء مع الله..!؟

انظرالى وفاء النبي صلى الله عليه وسلم مع الله.. يقوم الليل حتى تتورّم قدماه، فتقول له السيدة عائشة: يا رسول الله: أما قد غفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيرد عليها بكل وفاء:" أفلا أكون عبدا شكورا" رواه البخاري 1130 و 4836 و 6471 ومسلم 7055 و 7056 و7057 والامام أحمد 4\251 و 6\115.
انك تتودد لمن يكرمك في الدنيا وينعم عليك، وتجتهد في أن تفي له بما أعطاك.. فهل تتودد لله { ولله المثل الأعلى} النحل 60 هل تف بعهدك مع الله؟
ان علينا من الواجبات الكثير والكثير لنفي بعهودنا مع الله..
{ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} القرة 43 هل وفيت؟
{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} النور 31 هل وفيت؟
{ قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهنّ ولا يبدين زينتهنّ} النور 31 هل وفيت؟
أين أنتم من الوفاء مع الله؟ أيها القلب الغافل استيقظ قبل فوات الأوان.

من المؤمنين رجال

يقول الله عز وجل:{ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه } الأحزاب 23.
انهم نوعية من المؤمنين الصادقين في عهودهم مع الله.. ادعوا الله أن تكون منهم..
{ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} الأحزاب 23.
انظروا الى قيمة الوفاء.. نزلت هذه الآية في سيدنا أنس بن النضر، فمن المعروف أن سيدنا أنس بن النضر لم يشهد غزوة بدر وكان مسافرا، فقال بعد الغزوة: والله لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد وبدأ المسلمون في الانكسار والتراجع، فاذا بسيدنا أنس بن النضر في اتجاه الكفار، وكل المسلمين في اتجاه المدينة، ولكن انسا يتذكر ما قال.. انظر الى الوفاء!!
فقابله سعد بن معاذ وقال له: الى أين يا أنس؟ فقال سيدنا أنس: الجنة ورب النضر اني أشم رائحتها من دون أحد.
يقولون: فمات أنس تحت جبل أحد، ووجدنا في بدنه بضع وثمانون طعنة، فما عرفته الا اخته من بنانه.
أراك قد زادت همتك بهذه الكلمة " ليرين الله ما أصنع" هيا قلها الآن.. واجعلها نبراسا لك، وكن بهمة أنس ووفائه { صدقوا ما عاهدوا الله عليه} الأحزاب 23.
ألا تحب أن تصدق فيما عاهدت الله عليه..!!؟؟

اياك أن تكون من هذا الصنف..!!

يقول الله تعالى:{ ومنهم من عاهد الله لئن ءاتانا من فضله لنصّدّقنّ ولنكوننّ من الصالحين* فلما ءاتاهم من فضله بخلوا ما تولوا وهم معرضون* فأعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه} التوبة 75_77.
يا الله..!! كنا منذ قليل في جو ايماني مع رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. والان اقرأ الآيات مرة أخرى، وقارن بين موقف الخائنين الذين أخلفوا الله ما وعدوه، وبين موقف أنس وتذكر..
حينما قلت: لو رزقني الله هذه السيارة سوف أعمل كذا وكذا..!!
وحينما قلت: بعدما أتزوج سوف أستقيم وأغض بصري..!!
وحينما قلت: بعدما أتزوج سوف أرتدي الحجاب..!!
سبحان الله.. ان هذه الآيات تقرأها كثيرا، ولكنك لا تسقطها على نفسك.. والله انها لآيات شديدة.. هل فهمتها الآن؟ أخشى ألا تفي بعهود قطعتها على نفسك.
هل تذكر حينما قلت:
حينما أنتهي من الدراسة وأعمل، حينئذ سيكون وقتي ملكي وسأنظمه وسأصلي الفجر بسهولة.. هل وفيت؟
... أراك الآن قد تذكرت أشياء كثيرة..!! حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.

ولا تنسى هذا العهد..!!

يقول الله عز وجل:{ ألم أعهد اليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين} يس 60.
من ضمن عهودنا مع الله عز وجل عداوة الشيطان.
اياك أن تنسى هذا العهد.. أو تغفل عنه.
أين عداوتك للشيطان..؟! أين وفاؤك بهذا العهد..؟!
أخشى أن تكون وفيا للشيطان..!!
وتكون خائنا للرحمن..!!


يوفون بالنذر...

يقول الله عز وجل:{ يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شرّه مستطيرا} الانسان 7.
فمن ضمن عهودك مع الله.. النذر، فلا بد أن تفي بهذا النذر، ولقد جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أختي نذرت الى الله أن تحج، وقد ماتت فماذا أفعل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" أرأيت ان كان على أختك دين أكنت قاضيه؟" قال: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"فاقض الله في دينه، فان الله أحق بالوفاء". رواه البخاري 6699.
نذرنا كثيرا لله ولم نوف أليس كذلك..!؟
ابدأ من جديد.. وعظم هذا الحق انه من حق الله.. والله أحق بالوفاء.

(وأوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها)

ومن بين عهودك مع الله أنك اذا حلفت، أو أقسمت أن تنفذ وتفي بقسمك، يقول الله عزوجل:
{ وأوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا} النحل 91.
لا بد أن تفي اذا وعدت أو اذا حلفت، وان لم تفعل فاليك حديث النبي صلى الله عليه وسلم:" ثلاثة أنا خصيمهم يوم القيامة" منهم :" ورجل أعطى بي ثم غدر". رواه البخاري 2227 وابن ماجه 2442 والامام أحمد 2\358.
أعطى بي يعني: أعطى عهدا وحلف.. والله سوف افعل كذا وكذا وكذا ثم غدر.
كثيرا ما وقعنا في هذا الأمر.. افعل لي هذا الأمر ووالله سوف أفعل كذا وكذا وكذا، ثم تغدر ولا تنفذ، وأحيانا تنسى أليس كذلك؟ أراك قد أحسست بالراحة حينما قلت: أنك نسيت، انه عذر أقبح من ذنب..!

والآن هل أنت راض عن نفسك!!؟
__________________