الوفاء مع والديك
وان أحق من أحسنوا اليك هما أبوك وأمك.. اننا لن نستطيع أن نوفي حقهما.. ولكن بقدر ما نستطيع، وتكفي النية الطيبة فهي النجاة. جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله مات أبي وأمي فهل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وانفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل الا بهما، واكرام صديقهما" رواه أبو داود 5142 وابن ماجه 3664.
أيها الأحبة: ان هذه الوصايا بعد موتهما!! وواله ان الوفاء لهما أثناء حياتهما لأكبر من هذا.. اعلم أن منكم من بحق أبيه وأمه حيين، ويحسن في ذلك بقدر ما استطاع، فاني أحسبكم بخير.. فالأب والأم.. الكلمات لن تستطيع أن تعبّر عن كيفية الوفاء لهما.. ولكن أمامنا خمسة أشياء للوفاء لهما ميتين، فلنصل عليهما أيّ ندعو لهما، ونستغفر لهما بعد كل صلاة، وننفذ عهدهما، ونصل الرحم التي لا توصل الا بهما، ونكرم صديقهما، ان أردت الوفاء لأبيك وأمك فعليك بهذه الخمسة.
الوفاء مع شرطي المرور!
ان من أحسنوا الينا كثيرون، ولا بد أن نكون أوفياء لهم.. فشرطي المرور الذي يضبط المرور وفاؤنا له ألا نكسر اشارة، وأن نحترم قواعد المرور..
يا الله.. لن نستطيع أن نحصر الذين لهم علينا فضل واحسان، ولكن الله المستعان.. كل من يؤدون الخدمات العامة في هذا البلد لا بد أن تفي لهم بأفضالهم، انه أمر عظيم لا يتطلب منك الا أخلاقا حسنة وأولها خلق الوفاء.
خامسا: الوفاء مع كل من عرفته خلال رحلة عمرك
وآخر نوع من أنواع الوفاء، هو الوفاء مع كل " صاحب عشرة" .. كل من عرفته خلال رحلة حياتك.. زميلك في الكلية، مع جارك الذي تربيت معه.. واياك أن تنسى توأم روحك فهي صاحبة أعظم عشرة، وهي زوجتك.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" ان أحق الشروط أن توفوا ما استحللتم به الفروج" رواه البخاري 2721 و 5151 ومسلم 3457 والامام أحمد 4\144 و 4\150.
نعم أحق الشروط.. فهل وفيت بالمهر؟ هل وفيت بمكان الزوجية؟ هل وفيت بحسن المعاملة؟
اياك أن تضربها.. اياك أن تؤذيها.. اياك أن تفتري عليها، اياك أن تمنعها من أن تزور أهلها..
أخشى أن ينسيك وفاؤك لزوجتك ما قلناه..
هل تتذكر؟ نعم وفاؤك لكل صاحب عشرة، هل تشعر معي..؟ ان خلق الوفاء يغمرنا غمرا.. ان هذا الشعور نعمة من الله تحتاج لشكر.
فهيا وفي حق هذا الشكر.
لطيفة
كان أحد الصحابة له زوجة صوتها دائما يعلو عليه.. دائما تصيح فيه بصوت عال، فضاق به الحال، فقال: والله لأشكونها لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فذهب الى بيت أمير المؤمنين، وهناك سمع عجبا: ان صوت زوجة أمير المؤمنين يعلو عليه!! فوجد حال أمير المؤمنين من حاله، فلم يطرق الباب وهمّ بالرجوع، وفي نفس الوقت أراد أمير المؤمنين الخروج من بيته حتى تهدأ زوجته ثم يرجع..
فوجد هذا الصحابي.. فقال له عمر: ماذا كنت تريد؟
فقال له كذا وكذا.. فقلت: ان كان هذا أمير المؤمنين فما عليّ أنا؟ فقال له عمر بن الخطاب كلمات يتجسد فيها الوفاء، قال:" تحملتني، ربت أولادي، غسلت ثيابي، نظفت بيتي، ولم تؤمر بذلك، تفعل ذلك وتصبر عليّ، أفلا أتحملها اذا رفعت صوتها؟".
يبدو أن هذا الأمر ليس جديدا.. لقد فهمت ما أقصد طبعا!؟ فزوجة الصحابي ترفع صوتها عليه وكذلك أمير المؤمنين..
ولكن انظر الى وفاء عمر بن الخطاب.. من منا يفعل مثل عمر؟
يعدد فضائل زوجته ويفي بحقها، ولا ينسى التوقيت المناسب للوفاء..!!