اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة "" شيماء بكر""
نفسى حطامٌ و اليقين ســرابٌ****و الشمس غيمٌ فى السماء ضبابُ
و العين تعزف غنوةً محــــــــزونةً **** فى كل يوم يُستجدُ غـــــــيابُ
و القلـــــب كهل ٌ مزقته نـــوائبٌ**** إن جاء يســـــــأل لم يصله جواب ُ
و الصبر يمرح فى حـروف قصائدى **** ما مــــلَّ منها العاشق الأوابُ
و الكون يصعقنى بصـــــرخةِ كارهٍ **** و الموتُ يدنـــــــو لم يُقلْه عتابُ
إنى صـــــــريعٌ بالحــــياة و إننى **** بيتٌ تصدعَ فا حتواه خــــرابُ
لا حق لى أبدا ولست بموقنٍ **** بمجيئ يومٍ تُـــــــفْـــتحُ الأبـــــــوابُ
غير الرجاء من الإله الواحـــــدِ *****ربٌ رحـــــــيمٌ غافرٌ تــــــــــــــوابُ
يا رب إنّى لست الا حبّـــــــــــةً *** مــن خردلٍ فى صخرةٍ وتــــــــرابُ
هل لى بعفو يا كريم لزلـــــتي ***أم أنّ مثلى فى الحساب يٌعــــــابُ
هل للجُناة لدى الحلـــــــيم مودةٌ **** أم أن موتى خــَـــطّــه الكُـــتَّابُ
شيماء بكر
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.....
قصيدة تصويرية لحالة البشرية بدأت باعتراف النفس بما تحمله
من ذنوب سواء كانت كبيرة أم صغيرة ، بدأت بالنفس عامة
وما تحمله من ندم ثم بدأت تخصص أعضاء الجسد كالعين
والقلب ، إلا أن اختيار هذه الألفاظ ليس اعتباطيا إنما جاء لدلالة
ودقة فإنهما منبع الإحساس لدى الإنسان وأكثر ما يشهدوا عليه يوم القيامة ،
وبدأت تسرد لنا معانيها في ندم وخشية من الرب الرحيم
إلى أن وصلت البيت التاسع متأثرة بالقرآن الكريم وكأنه اقتباس من
قوله تعالى : ((يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ
أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ )) (لقمان : 16) .
وكانت اعترافات على ضعف العبد وصغره أمام خالقه وطلب رحمته وغفرانه ،
وعقبت ذلك ختمت بأسئلة لربها الكريم ذو الرحمة هل لي عفو يا كريم لزلتي بع د ذلك ، بعد أن التجأت إليك ،
وجاء الشطر الثاني من البيت العاشر فيه إشارة على ارتكاب ذنبا
كبيرا أو ربما تقصد ذنوب العمر جميعا فتعلم أن لكثرتها
ربما لا تقبل منها وعيب أن تحاسب فمصيرها ... لكن ردا على هذا البيت خاصة وباقي الأبيات عامة قوله تعالى :
{قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ( الزمر :53 ).
بائية اعتمدت كثيرا على زمن المضارع مما يدل التجدد والاستمرار ،
وكأن هذا إخبار وتأكيد على استمرار ندم العبد المؤمن على ذنوبه
أمام ربه الكريم وذكره لله واستغفاره له وعلما منه أنه لا يغفر الذنوب إلا هو ،
وذلك إلى قيام الساعة .(ومن يغفر الذنوب إلا الله) .
(ومن يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) .
كما اعتمدت على صور بلاغية رائعة تصدرتها الكنايات والاستعارات
فضلا عن الجرس الموسيقى الذي يطرب أذن المتلقي .
.........
بجانب ذلك أو أن أناقشك بعض الأشياء :
(و الموتُ يدنـــــــو لم يُقلْه عتاب)
ما نوع الهاء هنا ؟ هاء سكته أم ضمير يعود على الموت ؟
هاء السكت أتذكر أنها تدخل على معتل الآخر .
على ما أتذكر أن المضارع معتل الوسط عند يبنى للمجهول
بقلب حرف العلة ألفا (يقول . يبيع) يقال . يباع .
هنا صعوبة في جزم المضارع المبني للمجهول ، حقا التبس علىّ الأمر !!
(وترابُ) : لما ضمت الباء ؟ راجعي إعرابها .
(ولست بموقنٍ .. بمجييء)
بمجيء :ضيفت الياء سهوا من الكي بورد ..
كما أرجو النظر للبيت مرة أخرى وخاصة تجاور (بموقن بمجيء) .
.......
شاعرتنا المتألقة دوما شيماء أشكرك على هذه الدرة الجميلة
فحقا يسعدني أن أقرأ أعمالك .
تقبلي مروري وتقديري
أختك رحييق
دمت بكل الود
.....