الموضوع: تحليلات سياسية
عرض مشاركة واحدة
  #250  
قديم 11-11-2012, 09:44 AM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,986
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي كيف حسمت التغيرات الديموجرافية الأمريكية السباق لأوباما؟

كيف حسمت التغيرات الديموجرافية الأمريكية السباق لأوباما؟

كارن أبو الخير
بعد سباق انتخابي ساخن فشل المحللون في التنبؤ بنتيجته إلى لحظاته الأخيرة؛ فاز باراك أوباما على منافسه الجمهوري ميت رومنى فوزًا حاسمًا فيما يتعلق بأصوات المجمع الانتخابي، وإن كان الفارق بين المرشحين أقل حجمًا فيما يتعلق بعدد الناخبين الذين صوتوا لهما على مستوى البلاد ككل، بما يعرف بالتصويت الشعبي Popular vote.

يعود نجاح أوباما إلى قدرة حملته على القراءة الصحيحة للتغيرات الديموجرافية التي طرأت على المجتمع الأمريكي، وخاصة خلال العقد الأخير، فضلا عن القدرة العالية التي أبدتها حملته في التواصل مع الطوائف الصاعدة، وحشدها لدعم المرشح الديمقراطي.

ولذلك يرى العديد من المحللين أن فوز أوباما قد وضع الحزب الجمهوري أمام معضلة "وجودية"، فالحزب الذي يعتمد في المقام الأول على مساندة الناخبين البيض من الطبقة الوسطى في المدن والمناطق الريفية قد فشل في الحصول على أغلبية أصوات الناخبين على مستوى البلاد ككل في خمسة من السباقات الرئاسية الستة الأخيرة. ويعود ذلك إلى تغير واضح في التركيبة الديموجرافية للقاعدة الانتخابية الأمريكية؛ حيث تقلصت نسبة الناخبين "البيض" من 81% عام 2000 عندما فاز الرئيس السابق بوش الابن بالرئاسة، إلى 74% في عام 2008، ثم إلى 72% في انتخابات 2012، بحسب آخر التقديرات.

وقد حصل رومني في الواقع على عدد أكبر من أصوات الناخبين البيض التي حصل عليها جورج بوش عندما فاز في انتخابات عامي 2000 و2004، ولكن لأن الوزن النسبي لهذه الفئة أصبح أقل، لم يتح له ذلك الفوز.وكان من اللافت تركيز المرشح الجمهوري على إرضاء قاعدته الانتخابية الأساسية على حساب الناخبين من الخلفيات العرقية المختلفة، وخاصة بتبنيه مواقف متشددة من القضايا المتعلقة بأوضاع المهاجرين.

أوباما وسياسة مراعاة الأقليات

في المقابل، اهتمت حملة أوباما بالتواصل مع الأقليات بمختلف أطيافها، وحرص أوباما على تبني مواقف وسياسات تصب في مصلحتها، بدءًا من إعطاء أبناء المهاجرين غير الشرعيين المولودين في الولايات المتحدة الحق في تلقي خدمات تعليمية وصحية، وانتهاءً بمساندته لحق المثليين في الزواج.

وفاز أوباما بدعم كبير من الأقليات العرقية وخاصة السود وذوي الأصول الهسبانية؛ حيث حصل على 93% من أصوات السود، الذين شكلوا 13% من مجموع الناخبين هذا العام، بزيادة ثلاث درجات مئوية عن عام 2000. كما حصل أوباما على نسبة تقدر ما بين 71 و69% من أصوات الناخبين ذوي الأصول الهسبانية، مما أتاح له حسم الموقف لصالحه في فلوريدا وكلورادو ونيفادا، والتي كان التنافس عليها شديدًا. ويلاحظ أن الأقليات العرقية هي أكثر المجموعات السكانية نموًّا في الولايات المتحدة. فتشير التقديرات إلى أن الأقلية ذات الأصول الأسيوية زادت خلال العقد الأول من القرن الحادى والعشرين بنسبة 43.3%، والأقلية اللاتينية بنسبة 43%، والسود بنسبة 12.3%، أما الأمريكيون البيض فلم تزد نسبة نموهم في هذه الفترة عن 5.7%.

ويكمن التحدي في الاعتماد على أصوات الأقليات في أن نسبة تسجيلهم في الكشوف الانتخابية تقل لأسباب اقتصادية واجتماعية عن البيض. وعلى سبيل المثال، فإن 44 فقط من كل 100 شخص من أصول هسبانية من المقيمين في الولايات المتحدة يتمتعون بحق التصويت: أي أنهم تخطوا سن الثامنة عشرة ويحصلون على ال***ية، وذلك في مقابل تمتع 78 من كل 100 شخص أبيض مقيم في الولايات المتحدة بحق التصويت. فبالرغم من أن البيض يمثلون 63% من مجموع السكان، فهم يمثلون ما بين 71% إلى 72% من الذين لهم حق التصويت. ولذلك، حرصت حملة أوباما على تشجيع الأقليات على تسجيل أسمائهم في الكشوف الانتخابية، وعملت على توفير الدعم اللوجستي في مختلف الدوائر الانتخابية لإيصالهم إلى صناديق الإقتراع.

الشباب كمصدر دعم لأوباما

من ناحية أخرى؛ كان الدعم من فئة الشباب أقل من 30 عاما أحد أهم العوامل التي أدت إلى نجاح أوباما في انتخابات عام 2008. ورغم أن هذه الفئة بدت أقل حماسا لدعمه هذه المرة، حيث إنها الفئة الاجتماعية الأكثر تضررًا من المشاكل الاقتصادية ومن البطالة؛ إلا أنه نجح في الحصول على ستة أصوات من كل عشرة من الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما، ورغم انخفاض نسبة دعمهم للمرشح الديمقراطي هذه المرة، فإنها تزيد بنسبة 12% عن دعم هذه الفئة العمرية للمرشح الديمقراطي آل جور في عام 2000، وبنسبة 6% عن دعمهم للمرشح الديمقراطي جون كيري في 2004.

وتعتبر هذه الفئة أكثر انفتاحًا بالنسبة للقضايا الاجتماعية، مثل زواج المثليين، وأقل تمسكًا بالدين عن الفئات العمرية الأكبر سنا. وتُشير الاستطلاعات التي أجريت عام 2011 على سبيل المثال أن ثلث الأمريكان في أوائل العشرينيات لا ينتمون إلى أي دين، وذلك في مقابل ¼ هذه الفئة في عام 2006.

وإذا لم يغير الجمهوريون من استراتيجيتهم، فإن المستقبل يبدو أكثر ازدهارًا للمرشحين الرئاسيين من الحزب الديموقراطي؛ حيث يوسعون نسبة داعميهم بين فئات ديموجرافية آخذة في النمو، بينما يركز الحزب الجمهوري على فئات يتقلص وزنها النسبي بين الناخبين. ويبقى التحدي أمام الديمقراطيين في المحافظة على هذا التحالف الانتخابي في السنوات القادمة والذي تأسس تحت قيادة أوباما.
رد مع اقتباس