عرض مشاركة واحدة
  #180  
قديم 20-11-2012, 03:17 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اهمية البناء التربوي للطفل في الاسلام
ان الهدف الرئيسي لاي مبدأ او تنظيم في التربية هو اعداد مواطنين صالحين لخدمة الدولة وقادرين على كسب عيشهم
.
اما الاسلام فينظر الى الآمر نظرة اخطر من ذلك بكثير. فالانسان في نظر الاسلام هو خليفة الله في الارض (اني جاعل في الارض خليفة) والشباب المسلم هو حامل رسالة السماء الى الانسانية كلها. ولهذا الهدف العظيم والرسالة الكبيرة يعد الاسلام ابناءه ليكونوا قادرين على اداء الرسالة وحفظ الامانة وقيادة الانسانية كلها واخراجها من الظلمات الى نور الاسلام يبني شخصية
الطفل من ثلاثة جوانب: -
الاول: هو بناء ضميره ووجدانه: -
وذلك بخلق ضمير اسلامي حي يقظ ونفس سليمة خالية من العقد والاحقاد. وتهذيب الغرائز والعواطف البدائية في الطفل وذلك بتعليمه الرحمة والمحبة والتعاون والعزة والكرامة والكرم، وحب الخير وبر الابوين، وطاعة اولي الآمر . وحب الله ورسوله، وحب الوطن وكل هذه المعاني لايتعلمها النشء الا في الدين وحده.
فالرحمة والمحبة والعطف والاحسان الى الاخرين والتواضع وحسن الخلق لا توجد في كتاب علمي او قاموس او في كتب الجغرافيا والتاريخ. انما يتلقها من التربية الصالحة. ويقتنيها من أبويه وسائر افراد اسرته.
ان العلم بدون اخلاق لاينفع الانسان. واذا لم يتلق الطفل التربية الاسلامية فانه مهما تلقى من علوم الدنيا لايكون سعيدا. وسواء اصبح طبيبا او مهندسا او عالما فانه يظل غرضه للانحراف وتطغى عليه الروح المادية. وبدلا من ان يصبح العلم في يديه رحمة للانسانية فقد يصبح وسيلة للتدمير والتخريب والاستغلال. وهذا هو اخطر ما يعانيه مجتمعنا.
الآمر الثاني: هو البناء العقلي والذهني: -
وقد يقول قائل : ان العلوم والمعارف التي يتلقاها الطفل في المدرسة من علوم وحساب وتاريخ تسد حاجة التلميذ في هذه الناحية. وهذا ايضا خطأ . فهناك فرق بين حشر المعلومات في رأس التلميذ وبين تنمية مدارك الطفل لتوسيع افقه وتفكيره، وتعليمه الابتكار وابداء الرأي وملاحظة الظواهر بدقة.
الاسلام يدعو الطفل منذ نشأته الى تأمل كل شيء في الحياة من حوله يدعوه الى تأمل الخلق والمخلوقات. والسماء والنجوم والشمس والقمر والليل والنهار. والى التأمل في الارض والجبل والبحر والانهار، والطير والحيوان والانسان. ان يتأمل في نفسه وفي جسمه وفي خلقه، في امه عندما حملته وهنا على وهن وارضعته عامين ثم فطمته، وسهرت لتحميه من البرد والحر والجوع والعطش. ثم بعد هذا كله يدعوه الى التفكير فيمن خلق هذا الكون كله وأبدعه. وكل هذه الامور وهذا الفكر يوسع مدارك الطفل في الحياة. ويزيد من حدة ذكائه ويجعله اكثر قدرة على استيعاب كل ما يتلقاه بعد ذلك من علوم الدنيا، وخاصة ان هذه المعلومات لا توجد في كتب الدراسة والعلم..
واهم شيء ان يتعلم الطفل كيف ينظر الى الامور باستقلالية؟ ويميز بين الغث والسمين، بين الخطأ والصواب، ولا يتقبل كل شيء دون تأمل وتدبر وتفكير.
الامر الثالثة: هو البناء الجسمي: -


الاسلام يهتم بالصحة والسلامة، ويدعو الى خلق جيل قوي البنية، يتمتع بالقوة والحيوية والنشاط ، خال من العاهات الوراثية والامراض . ثم
تربية هذا النشء على حب الرياضة بأنواعها. وبذلك يخلق جيلا واثقا بقدراته ومواهبه وقادرا على حمل الرسالة وعلى الجهاد في سبيل الله.
هذه العوامل الثلاثة هي التي تشكل شخصية الطفل المسلم الروح والعقل والجسم. اما الحضارة الحديثة وما تدعو اليه من الحر ية ال***ية والتمتع بكل ملاذ الحياة باية طر يقة. فانها تجلب الامراض ويكفي في هذه النقطة ما تبثه وسائل الاعلام انه في سنة 2001 توفي ثلاثة ملايين انسان بمرض الايدز . وبلغ عدد المصابين (40) مليون مصاب في تلك السنة. منهم (600) الف طفل لم يبلغوا الخامسة عشر من العمر.

__________________
رد مع اقتباس