وسائل التربية الاسلامية:- تقوم التربية الاسلامية للنشء على دعامتين في وقت واحد:- الاكرام مع التأديب . وذلك لقول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم):- «اكرموا اولادكم واحسنوا آدابهم». والقصد بالتأديب هو التوجيه والتنبيه على الاخطاء، والتعليم مع احترام شخصية الطفل ومنحه الحب والحنان والعطف، وبهذا الاسلوب السليم في التربية، لاينشأ الطفل محروما أو مهانا فيحقد، ولا يصبح مدللا منعما فيفسد . اكرام الطفل:- 1 - أول مبادىء الاكرام عدم سب الطفل لآي سبب. فلايقال له ياشقي او ياغبي او ياكسول. او يقال الله يلعنك، هذه الامور لا تجوز في الاسلام. وفي هذا يقول الرسول (): «سباب المسلم فسوق»، واذا كان الاسلام قد نهى عن سب البهائم ولعنها. فما بالك بسب الانسان. سمع رسول الله رجلا يسب ناقته فعاقبه رسلو الله وقال له:- «يا عبد الله لا تصاحبنا اليوم على ناقة ملعونة، فحط عنها رحالها وأطلقها. ويكره في الاسلام ضرب الطفل المسلم الا لذنب كبير، وينهى نهيا قاطعا عن ضربه على الوجه. لان الوجه هو خلقة الله التي كرمها. فالشرع لايقر معاقبة الطفل. بشدة ولا يسوغ ضرب الوجه . ويكره ضرب البهائم على وجوهها لانها تسبح الله تعالى: «وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم». واذا كان ضرب البهائم على وجوهها غير جائز . فكيف بضرب الاطفال الصغار؟ 3 - الاسلام يدعو الابوين ان يكونا قدوة لابنائهما. فاذا كانا متحابين ودودين عطوفين. انتقلت هذه الصفات الى ابنائهما. واذا كان الاب بارا بوالديه. فان ابناءه يبرونه ايضا والعكس بالعكس. يحذر الاسلام الابوين من الكذب على طفلهما الاي سبب سواء كان هذا للتخلص من بكائه او طلباته او لآي سبب آخر. رأى رسول الله () امرأة تنادي طفلها وتقول له: تعال اعطيك. قال لها: ماذا أردت ان تعطيه؟ قالت اعطيه تمرة. فقال لها الرسول: اما انك لو لم تفعل شيئا كتبت عليك كذبة . 4 - ينصح الرسول الامهات بتولي تربية ابنائهن بانفسهن وعدم الاعتماد على الخدم والخادمات في تربية الطفل. وفي ذلك يقول احد الفقهاء: (أدب ولدك يكن لك بدل الخادم خادمان) التربية الصحيحة تجعل الطفل مطيعا لآبيه محبا لاسرته واثقا بنفسه تربية الخدم تجعل من الاطفال اطفالا غير مهذبين. لاختلاف العادات والتقاليد والقيم الخلقية بين الاهل وبين الخدم. 5 - ومن روائع الاسلام في مجال التربية انه يحترم مشاعر الطفل، ويأمر الرسول المسلمين بالتلطف واللعب مع الاطفال. لان هذا الامر يخلق روح المودة والترابط في الاسرة ، يقول () : «من كان له صبي فيتصاب له» وقد كان رسول الله () مثالا للمودة والعطف والحنان مع أولاده وذريته، ومع اطفال المسلمين. فكان الصحابة اذا زاروه في بيته خرج اليهم وهو يحمل حفيده الحسن على كتفه، وكان الرسول () يداعب ولديه الحسن والحسين. ويلاعبهما .، وكان اذا سجد يركبان فوق ظهره. ويقبلهما كثيرا ويحنو عليهما. 8 - كان الرسول () يعلم الانسان كيف يعامل طفله؟ كيف يكون ودودا مع اطفاله ليزرع الثقة في نفوسهم ويزرع الحب والحنان والعطف في قلوب الاطفال، ليسهل على الابناء تقبل توجيهات آبائهم وتعليماتهم لما يلقون من بذور المحبة ومن المعاملة الحسنة. وقد قال رسول الله () : «رحم الله والدين اعانا ابنهما على برهما». جاءه رجل فقال يا رسول الله اني اجد قساوة في قلبي وجمودا في عيني . فماذا عساني افعل؟ قال له رسول الرحمة : «ابحث عن طفل يتيم وامسح على رأسه واعطف عليه وأدخل السرور في قلبه ترى من انك شفيت من قساوة القلب وجمود العين . الرسول يدعو الى الرحمة بالاطفال والاحسان اليهم، وترك القسوة والشدة والعقاب في التربية والتعليم كما ينهى عن ترك الحبل على الغارب واهمال الطفل وعدم العناية بتربيته. ومن اداب الاسلام مساعدة الاطفال. فاذا رأى المسلم صبيا يسير على قدميه في الشمس او الحر او رآه ينتظر من يوصله ان يتوقف له بسيارته وان يوصله الى بيته كما يوصل ابنه تماما، عملا بقول رسول الله (): «من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له». اي من كان له مكان زائد على ناقته فيقدمه الى من لاناقة له. وقد كان رسول الله اذا رأى صبيا في الطريق وهو على ناقته يتوقف له وينيخ راحلته، وينادي على الصبي ويمسح راسه في عطف وحنان ومحبة. ثم يحمله خلفه على ناقته حتى يوصله الى بيته. ويوصي الاسلام بعدم التفرقة بين الابناء في المعاملة وخاصة في الامور المالية والميراث، وقد جاء الى الرسول () رجل فقال للرسول: «اشهدك يا رسول الله اني قد اوصيت لولدي هذا من بعدي بكذا وكذا ... فقال له الرسول: وهل فعلت ذلك لكل اولادك؟ ام هذا وحده؟. فقال الرجل: هذا وحده. فقال له الرسول: اذهب فلا وصاية لك عندي ولا تشهدين على جور.هذا في الامور المادية والوراثية. اما في الامور العاطفية، فان الاسلام يأمر بالعدل والمساواة في اظهار الحب والمودة فلا يفضل احد للاطفال على غيره بالحنان والعطف. فلذك يثير الحسد ويخلق العداوة ويثير الحقد بين الاخوة والاخوات. والاسلام يأمر بعدم التمييز بين الولد والبنت في المعاملة الا في حدود ما امر الله من ناحية الميراث حيث يكون للذكر مثل حظ الانثيين. وحكمة ذلك ان الذكر يكون مسؤولا عن الانفاق في اسرته وزوجته.. اما للانثى فليست ملزمة بالانفاق على زوجها واسرتها من مالها ولكن على زوجها ان ينفق عليها. وليس للابوين ان يفرقا في المعاملة وفي العطف والمودة بين الولد والبنت. بل لقد كان رسول الله اكثر عطفا على البنات واكثر وصاية بهن حتى يزيل من نفوس العرب عادة الجاهلية البغيضة. وفي هذا الصدد يقول الرسول (): «من كان له انثى فلم يهنها ولم يؤثر ولده عليها واحسن تعليمها كانت له سترا من النار» وكثيرا ما كان رسول الله (ص) يحمل امامة بنت ابي العاص وهي ابنة ابنته زينب ويدللها ويضعها تحت عباءته ليدفئها في البرد ويحن عليها ويداعبها في طفولتها.