عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 22-11-2012, 10:18 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

10 – كروية الأرض:



في المنطق: من كل فج بعيد، من الصين، من اليابان، من أمريكا، الآية قالت: عميق، ما معنى عميق ؟ لمَ لمْ يقل: من كل فج بعيد ؟ لأن الكرة إذا ابتعدت عن نقطة فيها خط منحنٍ يصبح الفج عميقا، لو كانت الأرض مسطحة لكانت: لكل فج بعيد، أما لأنها كرة فلكل فج عميق، هناك انحناء، وعمق الخطوط المنحنية التي على سطح الأرض خطوط تشكل انحناء، والانحناء معه عمق، لو كان الخط مستمرا هكذا لقال: وعلى كل ضامر يأتين من كل فج بعيد، ولأن الأرض كرة فإنه: من كل فج عميق، وهذه الإشارة إلى كروية الأرض.
هناك إشارة أخرى، قال تعالى:
﴿ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ
( سورة الرعد )
ما مِن شكل هندسي تستمر عليه الخطوط على ما لا نهاية إلا الكرة، وأيّ شكل آخر كالمكعب فيه حرف، الموشور، أو متوازي المستطيلات فيه حرف، أما الكرة فلا حرف لها، لذلك الخطوط تمشي عليها مستمرة، قال تعالى:

﴿ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ
( سورة الرعد )
الآن هناك إشارات، قال تعالى:
﴿ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ
( سورة الحج )
ما مِن شكل هندسي أمام منبع ضوئي يدور إلا ويتداخل الضوء مع الظلام، نحن في أثناء النهار هناك شمس، وفي أثناء الليل ليس هناك شمس، لكن من وقت الفجر إلى وقت الشروق هناك تداخل بين الليل والنهار، ولا يكون هذا التداخل إلا في الكرة، ولو كانت الأرض مكعبة فإن الشمس تشرق فجأة، وتغيب فجأة، لكنّ الشمس تغيب، ويبقى نورها مستمراً لفترة طويلة إلى العشاء، إلى غياب الشفق الأحمر، قال تعالى:

﴿ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ
( سورة الحج )
أيضاً هذه الآية من الآيات الدالة على عظمة الله عز وجل.


11 – الحاجز بين البحرين:



رواد الفضاء حينما ركبوا مركبتهم، وصوروا وجدوا خطاً بين كل بحرين، خطّا بين البحر الأبيض والأحمر في قناة السويس، وخطا بين البحر الأحمر والبحر العربي في باب المندب، وخطأ بين البحر الأبيض والأسود في البوسفور، وخطا بين البحر الأبيض والأطلسي في جبل طارق، لما بحثوا في هذا الأمر وجدوا في الخط تباين لونين، هذا التباين يعني أن لكل بحر مكوناته وملوحته، وخصائصه وكثافته.
ذهبت مرة إلى العقبة، ووضعت في فندق على البحر، وضعت قدمي في ماء البحر، وجدت ماء البحر في العقبة خفيفا جداً، يحس كل إنسان أن ماء البحر الأحمر خفيف، والبحر الأبيض أثقل، ومن حيث الكثافة والملوحة والمكونات والخصائص لكل بحر له مكوناته وخصائصه وملوحته بشكل واضح، ولا تختلط مياه بحر بمياه البحر الآخر، افتح القرآن الكريم:

﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
( سورة الرحمن )
حار فيها العلماء، إلى أن كشف العلم حقيقة هذه الآية، مرج البحرين، البحر متلاطم، حتى إن بعض علماء البحر الألمان جاءوا بكمية ضخمة من قصاصات الورق وضعوها عند الخط، وهناك صور من البحر تشعر بوجود الخط كجدار، فمياه البحر لها خصائصها، وهذه القصاصات لم تنتقل أبداً.

﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
( سورة الرحمن )
وهذه أيضاً آية تندرج تحت آيات الإعجاز العلمي.


12 – خصائص الماء:



الآن كأس الماء، هل تصدقون أن لهذه الماء خاصة، لو لم تكن لما كان هذا الدرس، ولما كان هذا المسجد، ولما كانت هذه المدينة، ولما كان إنسان على سطح الأرض، بهذا الماء خاصة لولاها لما كانت حياة لا إنسانية، ولا حيوانية، ولا نباتية، لماذا ؟ لأن كل شيء على التسخين يتمدد، كل شيء من دون استثناء.
نظرياً لو سخت صخور البازلت لأصبحت سائلاً، والبراكين صخور البازلت تمشي كالأنهار، ولو رفعت الحرارة أيضاً لتبخرت، وهناك بخار البازلت، وهذا قانون عام في الأرض، أيّ عنصر يتمدد بالتسخين، , ينكمش بالتبريد، هذا قانون مطرد شامل له استثناء واحد في الماء، لولا هذا الاستثناء لما كانت حياة على سطح الأرض إطلاقاً، ما هذا الاستثناء ؟
هذا الماء شأنه كأي ماء، إذا سخنته يتمدد، وإذا بردته ينكمش لكن في أثناء التبريد من أربعين إلى أربع درجات ينشأ انقلاب، بدل أن ينكمش يزداد حجمه، سبحانك يا رب، الكثافة علاقة الحجم بالوزن، وحدة الكثافة الماء علاقة الحجم للوزن، والماء بشكل واحد لما تبرده تحت أربعة يتوسع ويتمدد، بعكس قوانين الأرض، لذلك لما تأتيها البحارَ موجاتُ برد شديدة تتجمد، ولما تتجمد تقلّ كثافتها، فتطفوا، وتبقى أعماق البحار سائلة ودافئة، وفيها الكائنات، وهذا الثلج يذوب في أشهر الصيف، أما لو كان الماء كأي عنصر آخر إذا بردناه انكمش، فزادت كثافته، فغاص في أعماق البحر حقبا وراء حقب، وقرونا وراء قرون تتجمد جميع البحار، وينعدم التبخر، وتعدم الأمطار، ويموت النبات كله، ويتبعه الحيوان، وآخر من يموت هو الإنسان، وتنتهي الحياة.
كلما شربت كأس ماء فتذكّر أن في هذا الماء خاصة لولاها لما كانت حياة على سطح الأرض، هذه الدقة البالغة، لذلك هناك آية عظيمة دالة على عظمة الله، أن هذا الماء عند الدرجة زائد أربع يتوسع، والدليل: ائت بقارورة واملأها ماء، ثم أحكم إغلاقها، وضعها في الثلاجة، بعد أربع ساعات تراها قد تحطمت.
بالمناسبة، الماء إذا أراد أن يتمدد فما مِن قوة في الأرض تمنعه، الآن جبال الرخام تقتلع عن طريق التمدد، تحفر ثقوب في الصخور، وتملأ ماء، وتبرد فتخرج كرة أو مكعبة من الرخام، وهناك محرك مصنوع من خلائط معدنية عالية جداً، إذا لم يضع الإنسان في المحرك مادة مضادة للتجمد يتشقق المحرك، وحتى ماء العين، والفضل لله عز وجل فيها مادة مضادة للتجمد، لو سافر واحد إلى القطب، هناك درجة الحرارة سبعون تحت الصفر، وماء العين يلامس الهواء الخارجي، فلا بد من تجمد العين، وفقد البصر، لذلك أودع الله في ماء العين مادة مضادة للتجمد.


13 – خاصية التبخّر وعلاقتها بالأمطار:



الآن الهواء يحمل بخار الماء، لكن يحمل بخار الماء بكميات متناسبة مع حرارته، فالهواء الحار يحمل كميات بخار أعلى، إذا بردته يتخلى عن بعض الأجزاء، لولا هذا القانون ما كانت أمطار أبداً، تسلط أشعة الشمس على البحار فتسخن، فتتبخر مياه البحار، وتصبح بخارا يحمله الهواء، الهواء يسير إلى منطقة باردة، يبرد نسب بخار الماء المتعلقة بالحرارة، فلما يبرد يتخلى الهواء عن بعض بخار الماء على شكل قطرات فتكون الأمطار.
شيء دقيق جداً أيها الإخوة، الهواء إذا سخنته يتخلخل، فيصبح ضغطه منخفضا، وإذا بردته يتراكم، فيصبح ضغطه مرتفعا.
ينتقل الهواء من الضغط المرتفع إلى الضغط المنخفض، قم تجربة، دفئ غرفة الجلوس بشكل جيد، وشق الباب لسنتين، وضع شمعة عند فتحة الباب، فإنك ترى لهيب الشمع نحو الداخل، في الخارج الهواء بارد مضغوط ضغطا عاليا، الضغط العالي يتجه نحو الضغط الأخف، الهواء ساخن في الغرفة، ضغط الهواء فيها أقلّ، لذلك الطائرات أحيانا في الأماكن الحارة إلى أن تحلق في الجو تحتاج إلى مسافة أكبر، الهواء مخلخل لا يحملها سريعاً، في الأماكن الباردة تصعد هكذا، وفي الأماكن الدافئة تصعد هكذا، الهواء مخلل، هذا نظام، لذلك الله عز وجل جعل الماء من آيات الله الدالة على عظمته، قال تعالى:
﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ
( سورة الأنبياء )
__________________
رد مع اقتباس