عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 22-11-2012, 10:01 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 29
abomokhtar is just really nice
New


دكتور محمد علي يوسف

قراءة مبدئية فى الإعلان الدستورى الجديد و القرارات التالية له

منذ أيام و نحن جميعا نطالب الرئيس بأن يتحرك و أن يشعرنا بأنه لديه قدرة على الحسم و أنه جدير بأن يكون رئيسا لمصر
و لقد كثر الكلام جدا عن حقوق الشهداء و المصابين و أسرهم التى لم تتخذ فيها إجراءات كافية بالتزامن مع مسلسل براءات لقتلة الثوار كان آخرها مجموعة أحكام براءة صدرت اليوم من جنايات القاهرة فى قضية قتل متظاهرى الدرب الأحمر و من ثم
جعل ذلك علة لما يحدث فى محمد محمود الآن منذ أكثر من يومين و كان هو المطلب الرئيسى الذى يتكلم به من هناك ؛ حقوق الشهداء و المصابين و المحاكمات و القصاص ممن قتلهم
وأى منصف لا يمكن بحال أن ينظر إلى تلك البراءات و تعطيل القصاص بمعزل عن النائب العام المعين فى عهد المخلوع و الذى يقوم على المؤسسة المنوط بها أساسا التحقيق و فى تلك القضايا و لا يملك أحد أن يغض الطرف عن تاريخه المتصالح مع عهد ما قبل الثورة و الذى كان سببا رئيسيا فى شعور المواطنين بالظلم و ضياع الحقوق و من ثم الثورة على هذا الظلم
اليوم اتخذ الرئيس قرارات أغلبها يصب فى مصلحة ذلك المطلب سواء فى الإعلان الدستورى أو القوانين الخاصة بأسر الشهداء و المصابين و تكريمهم
لقد قرر أولا إعادة التحقيق و ليس فقط المحاكمات فى كل قضايا الثورة و هذا التحقيق فى ظل النائب العام السابق عبد المجيد محمود لن يكون إلا تحصيل حاصل لنفس سيناريو البراءات الماضية و التستر على أدلة ما رأيناه و عايناه جميعا أثناء الثورة من تغول للداخلية و توحش فى التعامل مع المتظاهرين و لذلك كان لابد لمن يريد تغييرا فى سير التحقيقات و عدالة ناجزة و قصاص عادل أن يزيل تلك العقبة الكؤود من طريق تلك العدالة و هذا ما كان بإقالة النائب العام و تعيين رمز من رموز استقلال القضاء و هو المستشار عبد الله إبراهيم
صحب ذلك مجموعة من القرارات التى أعتقد أن لها علاقة وثيقة بما كان يتردد منذ أيام حول الانقلاب الدستورى الوشيك يوم 2 ديسمبر و الكلام عن اعادة لإعلان العسكر المكمل و ما يقتضيه حين حل التأسيسية المتوقع من تأسيسية جديدة برعاية المجلس العسكرى يختارها الجنرالات تعد دستورا أهم ما فيه إعادة انتخابات فورية للرئاسة بعد الاستفتاء عليه و هذا فى رأيى كان السيناريو المراد و الذى كان يعد له بمعلومات موثقة
و لذلك جاءت المادة الخاصة بتحصين قرارات الرئيس لتقف أمام هذا الانقلاب المتوقع من المحكمة الدستورية
المشكلة تكمن فى رأيى فى تحصين مجلس الشورى بلا مبررات واضحة تكفى للجدال عنه و أيضا ما يشاع أن تحصين القرارات السابقة للرئيس يعنى عودة مجلس الشعب و هذا كفيل بإثارة قلاقل أعتقد أننا فى غنى عنها الآن

أما تحصين التأسيسية فهو فى رأيى تحصيل حاصل لأنها حتى لو تم حلها فطبقا للإعلان الدستورى السابق الرئيس نفسه هو من سيتولى تشكيل التأسيسية الجديدة و بالتالى " مش فارقة كتير "
نأتى لما كنا نتمناه بشدة و نأمل أن تشتمل عليه قرارات الرئيس و هو تطهير الداخلية و وضع حلول جذرية للتعامل مع إعلام الفتنة و هذا ما لم يبد واضحا اللهم إلا فى المادة السادسة و فحواها : لرئيس الجمهورية إذا قام خطر يهدد ثورة 25 يناير أو حياة الأمة أو الوحدة الوطنية أو سلامة الوطن أو يعوق مؤسسات الدولة عن أداء دورها ، أن يتخذ الإجراءات والتدابير الواجبة لمواجهة هذا الخطر على النحو الذي ينظمه القانون.
و هذا فى رأيى نص تحذيرى فيه إشارة لها مدلول لكنه مبهم بعض الشىء و كان يحتاج لمزيد من التوضيح لبيان المراد منه و الآليات المتخذة فى سبيل ذلك
باختصار أرى أن أهم الإيجابيات لقرارات اليوم أكثر و هى تتلخص فى
1)إعادة المحاكمات و التحقيقات مع تجديد الوعد بإعادة حق من نحسبهم شهداء و القصاص لهم
2)إقالة النائب العام و تعيين رجل مشهود له بالعدل و الاستقلال
3) قوانين التكريم و الحقوق لأسر الشهداء و المصابين و إدخال أحداث محمد محمود و مجلس الوزراء معهم
4) المادة التى تكفل إجراءات استثنائية لمواجهة أى عبث أو انقلاب على الثورة
أم السلبيات فأرها فى
1) الطريقة التى صيغت بها إقالة النائب العام و التى ستكون مدخلا للتشكيك فى القرار و كنت أفضل أن تكون عن طريق تشريع جديد للسلطة القضائية يخفض من سن المعاش مثلا
2) إدخال مجلس الشورى فى قرارات التحصين
3) عدم وضوح آليات تطهير الداخلية و الإعلام
و أخيرا عدم اتخاذ قرارات بالنسبة للحكومة و كنت أتمنى أن تستبدل بحكومة أكثر قوة أو على الأقل أهم الوزارات التى لم يبد أنها تغيرت إلى اليوم بشكل كاف و إن كنت أتصور أن يحدث ذلك قريبا و الله أعلم

فى النهاية أعتقد أن الأمر بشكل عام إيجابياته أكثر و أهم و لقد توقعنا أن كثيرا ممن يرمون الرئيس مرسى بالضعف و قلة الحيلة أنهم هم أنفسهم من سيعارضوه إذا قرر أن يتخذ إجراءات قوية تتيح له الانتصار للثورة و لأهدافها و هو ما كان بالفعل منذ أول لحظة و كنت أرجو أن يكون الاعتراض مفصلا لمن شاء أن يعارض و بموضوعية لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه و الله المستعان


__________________
رد مع اقتباس