عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 24-11-2012, 06:11 PM
alien2 alien2 غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,567
معدل تقييم المستوى: 18
alien2 is on a distinguished road
افتراضي «قلتلك يا دكتور مرسى ... وما صدقتنيش»

مختار نوح
كتبت عدة مقالات ووجهتها للدكتور مرسى وتحملت فى سبيل ذلك ما قام به البعض من الإخوة الأعزاء –بحسن نية طبعاً- من مهاجمة والتعليق على المقالات بصورة هجومية ...ولم يحرمونى من وصفى بالغل
والإساءة لكن بقية الأخوة القراء شجعونى وكان أجمل تعليق وصلنى فحواه «إذا رأيت مالا يراه الآخرون فلا تحزن إذا كذبوك ولو كنت محقاً وأعلم أنهم أيضاً قد يرون ما لا تراه»، ومن هنا فأنا لا أغضب أبداً من الرأى الآخر ونقلت منذ أسبوعين إلى الدكتور مرسى فى مقال عنوانه «صدقنى يا دكتور مرسى .....» كل تفاصيل ما يحدث فى مرفق السكة الحديد ورويت له إن القطار رقم « 919 » احترقت منه العربتان المخصصتان للدرجة الأولى وقفز الناس من الأبواب وتلقاهم على الأكف أهل مدينة طوخ الطيبون وكانوا هم وسائق القطار ومساعدوه من أطفأوا الحريق... ولكن يبدو أن المقال لم يصله بما فيه من تنبيه على سيادته من خطر وأخطاء الإدارة.
ثم نبهت سيادته فى مقال آخر إلى أن قطار الساعة العاشرة مساء والذى يقوم من الإسكندرية إلى أسوان لا توجد به أى مياه ..فى دورة المياه، وأن الصراصير تعيش به كما تعيش فى أى بالوعة مجارى وكلها سعادة ورفاهية وإنجاب وتحولت دورة المياه إلى خرابة صغيرة لقضاء الحاجة .. وقلت إنه من المستحيل أن يستمر إنسان فى القطار لمدة يوم كامل أو أقل قليلاً دون دورة مياه .. ولأنى أعرف أن موروثات نظام مبارك قد تستلزم مدة زمنية طويلة إلا أن وضع المياه فى خزان دورة المياه لا يتطلب إلا خمس دقائق على الأكثر، كما أن وجود طفايات حريق فى القطار لا يستلزم إلا عشر دقائق على الأكثر، ومن هنا فقد نبهت سيادته إلى أن مصر إدارياً تحتاج إلى همم عالية وشخصيات من نوعية أخرى غير التى تستعين بها.
ولكن يبدو أيضاً أنه لم يوصل له أحد هذا المقال لذلك فإنى أرجو من سيادته مراجعة مقالاتى الأولى حين قلت له إن هذه الوزارة التى تم اختيارها ليست وزارة المرحلة، فالمهارة الإدارية ملكة من الصعب أن تتكرر كثيراً وهى ليست دراسة علمية مجردة ولكن ما آثرت أن تختارهم أشخاصاً قليلى الإمكانيات ولا يتمتعون بالشخصية القيادية وبالتالى فلا مانع من أن تجد الواحد منهم عاجزاً عن مواجهة الجماهير وحذرت من كوارث نتيجة الانفلات الإدارى فى السكة الحديد ولأنك لم تستجب للنصيحة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة فكانت مصيبة قطار الفيوم فكتبت لسيادتكم على إثرها مقالاً أناشدكم فيه تغيير السياسة الخاصة بكم قبل أن تقع كارثة أكبر، ونصحتكم بثلاث نصائح.
الأولى: هى أن تستعين بأهل العلم والإختصاص والقدرات القيادية.
والثانية: هى أن تشرك معك فى الحكم غيرك.
أما الثالثة: فهى تغيير السياسة الخاصة بالتعيين لأولى القربى وتفضيلهم على أهل الكفاءة.
هذا ما نبهنا إليه وهذا ما نذكر سيادتكم به حتى يقتنع الذين يقرأون هذه المقالات من السكرتارية الخاصة بكم من أنها مقالات جادة وتصب فى مصلحتك ولا تصب فى كراهيتك ولكن حدثت الكارثة ومات الأطفال الشهداء وتكررت المآسى ..المهم يا دكتور مرسى أرجوك صدقنى ..ولا تصدق مسألة تكوين وزارة من الإخوان أو حتى من القريبين ولكن خذ من تراه صالحاً لأداء المهمة سواء أكان من الإخوان أو حتى من ملوك الجان ... وهذا هو الإسلام ولك فى رسول الله أسوة حسنة فقد استعان بمشرك فى الهجرة حال كونه أعلم أهل الأرض بالأثر، بينما اختار الصديق للصحبة .. فالفارق كبير إذن بين الصحبة وبين استخدام الخبرة ..وسوف تتحمل وحدك نتيجة هذه الاختيارات، فعندك مثلاً وزير للتعليم ليس لديه أى تصور إصلاحى للتعليم وعندك أيضاً وزراء للاقتصاد لم يعلنوا للناس إلا زيادة ضريبة المبيعات وتطبيق الضريبة العقارية التى كان قد أجلها الرئيس السابق ورفع الدعم وزيادة الأسعار وعندك وزير للإعلام .. وبالرغم من أنه حبيب إلى قلبى إلا أنى أثق فى أنه سيخلق لك المشاكل على الأقل من الناحية التاريخية ..فهو لا يصلح للوزارة بقدر ما يصلح لإدارة مؤسسة صحفية خاصة بسيادته، أما الداخلية فحدث ولا حرج فالسرقات والجرائم تتضاعف وعلى رأى الست دى أمى «سيبك من اللى بيغشك ويحبك لقرشك».
يا دكتور مرسى المؤسسات قد إنهارت والرقعة الزراعية قد اختفت وتم البناء عليها من أول قيام الثورة حتى 10 نوفمبر الماضى إذ تم افتتاح أكبر مبنى تجارى تم إنشاؤه على أحسن أرض زراعية فى مصر ..والشوارع تم احتلالها وبعض أفراد الشرطة يقاتل الجيش وبعض أفراد الجيش يتعالون على الشرطة وعلى القانون والأنوار فى المحور والطرق الرئيسية ما زالت تضاء بالنهار والمياه فى المبانى الحكومية سايبة طول النهار والأسعار ترتفع وماء النيل يذهب إلى ملاعب الجولف .. والأحكام القضائية لا يتم تنفيذها ... إننا نقترب يا سيدى من الانهيار الكامل ... وهذا يتطلب منك ثورة جديدة ..ويتطلب منك إلغاء الألغام أو وقف مفعولها وعلى رأسها لغم اللجنة التأسيسية للدستور ويتطلب منك وزارة القيادات والملكات والقدرات الخاصة. ونحن جميعاً على استعداد فى مساعدتك فى الاختيار، لأننا يهمنا نجاحك والذى سوف يصب فى النهاية لصالح مصر .. وأرجوك ..أرجوك ..دعك من كتاب التقارير الفاسدة لأنهم عند الجد .. يفرون كما تفر الفئران.. بهذه المناسبة فيروى أن الرئيس السادات قد أرسل مراقباً من حاشيته ليتابع الانتخابات الأمريكية وينقل إليه التفاصيل من أول الدعاية وحتى إعلان النتيجة ..وبعد شهرين أتاه المراقب الذى أرسله فلما سأله السادات عن النتيجة أجابه المراقب.. «مبروك يا فندم ... سيادتك نجحت باكتساح».. وعجبى !!




المصدر

جريدة الدستور
رد مع اقتباس