ِِِِِِيا مصر ... يا عينيّ يـا أغنيـــة ً.... رددتُهــا في شدتـي ورخـــائي
رغم المدامع في عيونكِ والأسى .... بالقلب في الإصباح والإمساءِ
قلبـي يســر إليــكِ بـالهـمّ الـذي .... ألقى شعور اليأس في أحشائي
هل تسكرين بدمع عينى لو بكت .... وتشـاهدين دمـوعهـا كالمــاء ِ
أم تشعرين بما أهاج دموعهـــا .... وأسـالهــا مخلـوطــة ً بدمــاء ِ
هـــي من دمــــوع القلب بين جــــوانحـي ..... لا من دعــــــاوى كــــــاذب الشعــــراء ِ
خرجتْ بلون الحزن تعلن علتي .... بالقهـر والأحـزان والبـأسـاء ِ
هيــا انظري في كل ناحيــةٍ على .... أوجــاع أمتنـــا بلا استحيـاء ِ
فمدامع الأقصـى تسيل وتشتكـي .... قهـر القيـــود وكثـرة الأقـذاء ِ
ترنــو إلى كفٍ تضمد جرحهــــا .... مـا جـاءها شيء ٌ من الأنباء ِ
فتــأوهـتْ حتـى أذابت مهجتــي .... وتــألمـتْ حتــى بكت أجزائـي
أحلامهـــا تنهـــار كل صبيحـــة ٍ .... ودموعهــا تنساب كل مساء ِ
وعناء غزة في الجـــوار معذبي .... وعنــاء غزة ليس أيّ عنــاء ِ
أوبعد هــذا..... كل هــذا تأملــينَ .... سوى الأنيـن وعلتي وبكـائي
وعلى الفرات يسيل دمع عراقنـا .... هل لانهمـار الدمع من إنهـاء ِ
بغدادُنا سقطت أمـــــام عيوننــا .... غرقـى ببحر الحزنِ والِظلماء ِ
صرختْ ومـا منـا تحرك ســاكن ٌ.... ليثير نقـع المجـــد والغبــراء ِ
أوَ كيف نفعل والحقيقــة أعلنت ْ.... أنـــــا وهبناهـــا إلى الأعـداء ِ
حقدا عليهـا من جمـال عيونهـا .... لمـــا رنـت ْ بتـدلل ٍ وحيـــاء ِ
جـــاء المغول يمزقون ثيـــابها .... والعُرْب كالعميان والخرســاء ِ
أوبعد هــذا... كل هــذا تأملـين .... ســوى الأنيـن وعلتي وبكائي
ومـــواجـــــع الشيشـــان تقلق مضجعـــي .... من يعرف الشيشــــــــــان يا رفقــائي
وطن ٌ صغيرٌ مل ّ من أحزانـــــه .... ألقت بـه الأنــــــواء للأنــواء ِ
ولأنـــه قـــال : الإلــــه إلهنـــــا .... جمعت عليه عصابة السفهاءِ
الملحدون قد استحلـــوا أرضــه ُ .... كم أمطروه بعلــــــة ٍ وبــلاء ِ
أطفالـــهُ يستصرخــون بأمـــــة ٍ .... نسيتْ زمـان العز والهيجـاء ِ
ونســاؤهُ يستنصـرون بنخــــوة ِ .... الشرفاء أين تناصر الشرفاءِ
لو تبصرين بكاءَ عينِ صغارهـا .... لـو تسمعين تـأوّه الضعفـــاء ِ
أوَبعد هــذا.... كل هــذا تأملــين .... سوى الأنيـن وعلتي وبكائـي
وأنين أهل الشـــام أرق أعينـي .... وأهم ّ نفسي مشهد الأشــــلاء ِ
في الشـــام تجري في الدروب دمـــــاؤهم .... نهـــرا ببــــــــاب الثــــــورة الحمـــراء ِ
تبكي دمشق ... وحمص ترقب جرحهـــــا .... وحمــــــاة غارقـــــــة ببحر دمـــــــــاء ِ
أطفــــالهم ذبحــوا بـدمّ بــــارد ٍ .... ونسـاؤهم صاروا خيال نساء ِ
فكلاب بشارَ استباحوا عرضهم .... هل تدركين مـرارة الأشيـــــاء ِ
فــي كل يــوم بلـــدة ٌ منكــوبــة .... ترجو انقشاع الليل كل رجــاءِ
ترجو من الرب الرحيم لرحمـة ٍ .... لا ترتجــي من كاذب الزعماء ِ
أوبعد هــذا.... كل هــذا تأملــينَ .... سوى الأنيـن وعلتي وبكـائـي