الغباء ونجاح الثورة
ما جرى في نهاية حكم مبارك وخاصة أيام الثورة، يؤكد أنه دفع ثمن غبائه أو تغابيه، فقدرات مبارك الحقيقية وشيخوخته ظهرت بوضوح في الساعات الأخيرة لحكمه، حينما استخدم كل الحيل القديمة لمواجهة الثورة ضده.
فأظهرت خطاباته أنه خارج الزمن، وأنه غير مدرك لما يحدث، فكانت أحد أسباب إصرار الشعب على رحيله، كما كانت موقعة الجمل دليلا على وصول غباء مبارك إلى قمته، حينما استخدم أكثر الطرق العدوانية بدائية ل*** المتظاهرين.
دليل آخر على "غباء" نظام مبارك، هو ما افتضح به من إيمانه بالخرافة، وعلاقته بالمنجمين وقارئي الطالع، والتي بدأت في نهاية الخمسينيات حينما تنبأ له عراف سوداني بأنه سيصبح رئيسا لمصر، في الوقت الذي كان لا يتعدى طموحه السياسي أكثر من أن يصبح سفيرا لمصر في لندن.
وكان يمكن للمسألة أن تظل سرا، ولكن ذهاب السيدة البدوية "أم ماجد" إلى مبارك في مستشفى شرم الشيخ بعد الثورة، ودخولها إلى حجرته في الوقت الذي كان فيه المستشفى أقرب إلى ثكنة عسكرية، كشف الأمر عن "عرّافة الرئاسة" التي كان يلجأ إليها الرئيس وزوجته في الأزمات