صناعة الغباء
وراء كل حاكم غبي رجلا أفّاقا يرتدي عباءة الدين، وإعلاما مضللا، وتعليما فاسدا، وأعوانا فجرة، وشعبا مغيّبا..
فتحول التعليم من قضية قومية إلى قضية أمن قومي، وأصبح فرد الأمن يختار المعلم المثالي، ويقوم بترشيح مديري المديريات التعليمية، وبالتوقيع على أسماء المدرسين الجدد، ويسهم في اختيار أسماء المدارس والمعارض .
وأصبحت مهمة التعليم "خدمة النظام"، وحرصت الأنظمة المتعاقبة على أن تكون مناهج التعليم خالية من الإبداع وتخدم توجهاتها، وصارت تسهم في انخفاض معدلات الذكاء ونشر الخرافات.
ومن ناحية أخرى، نؤكد أن إعلام الغبي يقوم بتزييف الوعي، وتشكيل وعي الجمهور لكي يقبل منظومة السلطة وتوجهاتها، وكذلك إصرار أعوان الحاكم على إحاطته بالمنافقين لإقناع الحاكم بما يريدونه، سواء كان هؤلاء المنافقون من العامة أم من كتبة الملوك ووعاظ السلاطين والشعراء والمثقفين والفنانين والمزيعين.
هذا إضافة لدور رجال الدين الأفاقين الذين تجدهم وراء كل حاكم غبي من أجل الترويج لخرافاته، ولخلع صفة القداسة على الحاكم، حتى تصبح كوارثه زلات وجرائمه أخطاء.