[ضياء الدين سعيد]

" حبيبتي ونور قلبي وضياء حياتي ، لم أكن أتوقع أن للحب طرق أخرى تحمله على الأعناق فشبح الخيانة يصور لكِ أنني خائن فأنا لست كما تتوقعين وكيف بي أن أغمس في صدر الحب سيف الخيانة ، فأنتي الحب بل أنتي أكثر من ذلك . "
انتهت الرسالة

أه عليك يا همس تعلم زوجك الكلام المعسول وفقه الحب الذي كان ينقصه نعم كان يحبني وكنت ومازلت أعشقه لكنه لم يكن بتلك الفلسفة .
سرعان ما ألتئم جرح همس للحظات قليلة ، وبدأت السكينة تسيطر على هذا القلب العاشق وتلك الروح الجميلة وبدأت صديقاتها يشاهدن تلك البسمة المرسومة على وجه أجمل من القمر ليلة البدر وأسمى من الماء في صفاءه .
بدأت همس تكمل حياتها اليومية دون تيه في دروب الحياة فأطمئنت على زوجها على الرغم من أنه لم يقل لها طيلة حياتها تلك الكلمات التي إن خرجت من قلب أثبت أن معشوقته هي حورية بيته . مرت الساعات والأيام وهمس تشتعل جزءاً جزءاً فالشوق للحبيب ليس شوقاً للصوت فقط ولكنه شوق عارم صار في جميع أعضاء الجسد الباحث عن الحب الحلال . جلست همس ذات يوم تشاهد التلفاز وإذ بها تسمع من أحد الشيوخ قوله أنه لا يجوز للزوج أن يغيب عن زوجته بدون عذر أكثر من ستة أشهر إلا برضاها ، وحينها بدأت دموع همس تتساقط وكأن شلال من الماء يهبط من فوق جبل مرتفع ليملأ حفرة كبيرة بجواره .
مر أكثر من شهر ولم تتلقى همس كلمة واحدة من زوجها أو مكالمة تطفئ بها نار غيرتها ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه ، دخلت همس على الفيس بوك وجدت زوجها غارق في أشعار نزار قباني وغيره من كبار شعراء المرأة وهناك الكثير من التعليقات ولكن لم يجذبها سوى هذا التعليق الذي رأته حينما رأت قصيدة بطولة نهد لنزار قباني على الحائط الخاص بزوجها " أه عليك يا حبيبي صدق نزار وصدق قلبك الخفاق فمهما طال الهجر فأنا أنتظر رؤياك ......" .
بدأت الشكوك ترجع مرة أخرى وهمس تشتعل وتشتعل وإذ بها تجد إضافة جديدة لها من شخص يدعى علي ، وبينما أتت الإضافة دخلت على صفحة علي الشخصية وبدأت تتصفح في معلوماته ووجدت صفحته مزينة بالحكم والقرآن والأشعار فقبلت الصداقة دون تردد ولكنها لم تعلم ما هي نوايا علي .
كانت همس تحمل بداخل قلبها نيران تشعل أحشائها وتريد أن تخرج ما في صدرها من كلمات لترتاح ، وحينما قرأت معلومات علي الشخصية وعلمت أنه مستشار قانوني وعمره يتزايد عن الأربعين عاماً فأطمئن قلبها بأنه لا بد أن يكون من الشخصيات المحترمة التي يحتذى بها . دار حوار بسيط بين علي وهمس وبدأت همس تتناسى ما يؤرق نومها ويوقد نيران فؤادها بكلامها مع الصديق الجديد .
علي رجل متزوج يعمل في الغربة مثل زوج همس وترك زوجته وأبنائه من أجل البحث عن رزقه ، ويوم تلو الآخر بدأت همس تخرج ما بداخلها وعلي كالبئر يأخذ ولا يخرج وبدأت مشكلتها العاطفية تتزايد فما أعذب كلام علي وما أجمل رونقه وكأنها وجدت في الكلام حديث تأمل أن تجده من زوجها الهارب من العشق كما أطلق عليه علي . طال الحديث وطالت السهرات وبدأت همس تستريح مع علي وكأنها في كنفه ، أخرجت كل ما في جعبتها ومن شوقها له وبدأ علي يخرج ما في جعبته وما بداخلها من شوق لزوجته التي لم يراها منذ أكثر من عامان ، طلبت همس من علي أن ترى صور أطفاله فأرسلها لها في رسالة عبر البريد الإلكتروني ولكن بجوارهم صورة له وهو يرتدي تلك الملابس الأنيقة وهذا المكتب الفخم الذي يجلس فيه ولكن سبحان الله رأت نغم وجه التشابه بين علي وزوجها فكأنهم توأم واحد إلا أن علي يتخلل شعره بعض الشعيرات البيضاء مما تعطيه رونق أكثر ووقار .
طلب علي من همس أن يرى صورة طفلها الذي مازال صغيراً فبحثت همس في ألبوم الصور فلم تجد له صورة وهو مفرده فجميعها معها ، قامت بإرسال أحدث صورة لأبنها وهي تحمله فكانت شديدة الجمال جذابة بكل المقاييس ومن هنا بدأ الشيطان يغزل شباك الحب الحرام . بدأت علي يغازل همس وبدأت همس تستمتع بتلك الكلمات التي افتقدتها من زوجها الغائب ولكن فجأة وعلى غير المتوقع ....

تابعونا مع الجزء القادم ،،،،
ɒєyαα єℓɒєи sαєєɒ