الموضوع: تعليم بلا دموع
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21-12-2012, 06:13 AM
مسلمة22 مسلمة22 غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 368
معدل تقييم المستوى: 13
مسلمة22 is on a distinguished road
افتراضي

هل يمكن أن يتحقق هذا الحلم ؟
أن يحصل الطفل علي مستوي جيد من التعليم والتربية بلا معاناة ؟ وهل يمكن أن يتخلي الآباء والمدرسون عن تلك الذريعة ( ستشعر بالامتنان لي يوما علي هذه التعاسة ) وهل يمكن إلغاء ذلك المثل الشعبي ( يا بخت من بكاني وبكي الناس علي ؟ ) ألا يمكن أن نربي ونعلم في أجواء من السعادة والتقبل ؟ وكيف يمكننا ذلك ؟

هذه هي الأسئلة التي تطرحها ( نل نودينجز ) الأستاذة بجامعة ستانفورد الأمريكية في كتابها ( السعادة والتربية ) والذي ترجمته ( د . فاطمة نصر ) واختارت له عنوان ( تعليم بلا دموع ) .

الطلبة السعداء يتعلمون أفضل من التعساء ، كما أن السعداء لا يتصفون بالخبث والعنف والقسوة ولذلك يجعل التربوي الياباني ( تسسابوره ماجيكوشي ) من السعادة هدف التربية الأول ، ولكي نصل للنتيجة المرجوة فإن خيارنا الأوحد هو ( التربية الذكية الحساسة ) .

في رأي الكاتبة أن المدارس تتجه اليوم لتعليم الاطفال ما يساعدهم علي النجاح الاقتصادي مستقبلا ، أي الحصول علي شهادة تمكنه من العمل براتب جيد ، ويتم ذلك بطريقة لا تخلو من القسوة وعدم الاهتمام ، فتستخدم أساليب الضرب والتوبيخ والسخرية والقهر والإلزام بل أحيانا ما يفتعل المدرس التجهم والقسوة ليخيف الأطفال ويتمكن من السيطرة عليهم في الفصول ، و النتيجة هي تخريج شباب يحمل شهادة فقط ولم تنمي باقي جوانب شخصيته ، فمثلا الحياة المنزلية الخاصة لا تعطيها المدارس أي اهتمام حتي مدارس البنات التي كانت سابقا تعلم التدبير المنزلي والخياطة ورعاية الطفل لم تعد تفعل الآن بحجة أنها مواد غير هامة ، ولعل الفشل الزواجي وارتفاع نسب الطلاق علي مستوي العالم يعود إلي هذا النقص والتقصير ، فهناك تجاهل لإعداد الفتاة والشاب لدورهم المستقبلي كأزواج وآباء وأمهات ، البيت والمدرسة لم يعد أيا منهما يهتم ، تقول الكاتبة ( يهتم البيت والمدرسة بتعليم الفتاة دروس الجبر والكيمياء وقد لا تستخدمها قط طيلة حياتها بعد انتهاء الدراسة ولكن لا أحد يهتم بتعليمها مهارات الزواج وهي في مسيس الحاجة إليها )

كما أن هناك أمورا تتعلق بالروح والشخصية وهي هامة لتحقيق السعادة والتوازن ولا تعطي اهتماما ، والمقصود بالروح الاهتمام بتنمية الوازع الديني ومعرفة حدود الحلال والحرام ولعل ذلك لو تم بأسلوب تربوي محبب لتخلصنا من كارثة تعاطي المخدرات أو خففنا منها علي الأقل ، أما بناء الشخصية فهو أمر جوهري لتحقيق السعادة والنجاح للإنسان ، لكن المقررات النظامية لا تتضمنها ، الشخصية التي تتسم بالثبات الانفعالي والقدرة علي العطاء ومساعدة الغير وتتحلي بالوضوح وتحديد الأهداف والإيجابية هي الشخصية المنشودة ويمكن غرس تلك الفضائل من خلال التربية والتعليم .

تقول الكاتبة ( تغيرت الحياة جذريا في نهاية القرن العشرين ، بإمكاننا أن نأسف علي حقيقة أن معظم النساء اليوم لا يتفرغن لبيوتهن طوال الوقت ، ولا يكرسن كل جهودهن لرعاية الأطفال وإرشادهم ، وبالتالي لابد أن تقوم المدرسة بالعمل الذي كان منوطا بالعائلات من قبل ، تماثل أفضل المدارس أفضل البيوت ، حيث تقدم علاقات رعاية وود مستمرة وتراعي حاجات الأطفال وتحميهم من الأذي وتعزز البهجة في التعلم الحق ، وترشد النمو الأخلاقي والروحاني ، بمافي ذلك الضمير اليقظ ، وتسهم في تذوق الفن والإنجازات الثقافية وتساعد الطفل علي تنمية تقديره لذاته ، والسعادة هي وسيلة وغاية في الوقت ذاته ، سيغتنم الأطفال السعداء الفرص التعليمية ببهجة وسيسهمون في سعادة الآخرين ، ويسهم الأشخاص السعداء الذين يبقون علي ضمير يقظ في عالم أكثر نجاحا وسعادة )