فور انتهاء خطاب الرئيس محمد مرسي أمام مجلس الشورى، خرجت التصريحات من مختلف أقطاب المعارضة في مصر لتعدد السلبيات في خطاب مرسي، واتهم بعضهم الرئيس بالحديث عن أوهام وأكاذيب في خطابه، ضمن مجموعة تصريحات تكاد تكون متشابهة بين كافة الشخصيات المحسوبة على المعارضة في مصر.
وفي نفس الوقت الذي امتلأت الفضائيات والمواقع الإخبارية بهذه التصريحات حول سلبيات الخطاب، كان لمصريون أخرون رأي مختلف ومغاير تماماً، لم يكونوا أولئك المؤيدين للرئيس أو المحسوبين على التيار الإسلامي، ولكنهم كانوا أبناء مصر من المقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية!!!.
فقد وصف عدد كبير من أبناء الجالية المصرية بالولايات المتحدة الرئيس مرسي برجل دولة من الطراز الأول، مؤكدين أنه في خطابه شعر بنبض المواطن وأوضح موقف الاقتصاد، وبدد كل الأقاويل والشائعات في توقيت دقيق بث الطمأنينة على المستويين المحلي والدولي بشأن الاقتصاد المصري.
كما أكدوا أن الرئيس مرسي لمس أيضًا وترًا دقيقًا كان المصريون يتطلعون إليه بشغف، وهو منظومة العلاقات الدولية التي أكد بناءها على التوازن بين مختلف القوى الدولية وقيامها على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة مع عدم التدخل في الأوضاع الداخلية للدول واحترام ثقافة واختيار الشعوب، والتزام الدولة المصرية بمعاهداتها واتفاقياتها واحترام القوانين والمشاركة الفعالة في المؤسسات الدولية.
وأبدى أفراد الجالية ارتياحًا كبيرًا بشأن المؤشرات العامة للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي أعلن عنها الرئيس، والتي قال إن بعضها سجل تقدما ملحوظا في عدة مجالات وزيادة الاستثمارات وتخفيض العجز الكلي لميزان المدفوعات بنحو الخمس مقارنة بنفس الفترة خلال العام الماضي ووصول معدلات التضخم إلى أدنى مستوى لها منذ قيام الثورة خلال الشهرين الماضيين.
وأبدى المصريون في أمريكا تقديرهم لما تصدى له الرئيس مرسي بقوة فيما يتعلق بنفي إفلاس مصر وتأكيده "أن مصر لن تفلس أبدًا ولن تركع بإذن الله ما دام الشعب المصرى منتجًا جادًا واعيًا يعرف ماذا يفعل مهما كانت الدعاوى من المفسدين أو المفلسين".
كما عبروا عن إعجابهم بالمنطق الذى تحدث به الرئيس مرسى ، عندما تساءل : "كيف لدولة مثل مصر وهى تفى بإلتزاماتها المالية يقال عنها أن ستفلس، فلمن لا يعلم أن أعباء الدين العام بفوائده وأقساطه مدرجة بموازنة العام الجارى وتسدد في مواعيدها كاملة، فالدين المصرى حوالى 87% من الناتج المحلى الأجمالى، ومع ذلك أننا لم نصل مثل بعض الدول، ومنها دول كبرى التى أصبح الدين العام 120%، وفي البعض الآخر يصل 160% من الناتج المحلى الإجمالى".
تعليقات المواطنين المصريين بالولايات المتحدة الأمريكية على خطاب الرئيس، ربما جاءت لترد بقوة على تصريحات النخبة، التي بدا وكأنها لم تسمع الخطاب واستعدت فقط للرد بتصريحاتها "التقليدية" المهاجمة على طول الخط، حتى أن محمد البرادعي رئيس حزب الدستور، قال في كلمة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أثناء خطاب الرئيس "وكأن ثورة لم تقم .. وكأن نظام لم يسقط"!!.
البرادعي نفسه، سبق وأن اتهم المصريين الذين أيدوا الدستور بالأمية، وربما لن يجد مبرراً هذه المرة للرد على آراء مواطنين مصريين بالولايات المتحدة، أيدت الرئيس مرسي، فلا يمكن أن يصفهم بالأمية أو الجهل أو أنهم ممن حصل على "الزيت والسكر"، فالآراء المصرية "ذات الصبغة الأمريكية"، لم تتميز بتأييدها للرئيس أو لمسها لجوانب إيجابية في خطابه، وإنما تميزت عن "مكلمات" النخبة، بالموضوعية والتحليل السليم، بل عكست هذه الآراء مدى قدرة المصريين بالخارج على الوقوف على أبرز المشكلات التي تعانيها مصر وسبل حلها، على الرغم مما يبدو بأنهم بعيدين عن الواقع المصري.