محمد مصطفي | عمود حالة - عدد السبت 12 يناير 2013
إهداء إلى "العريفى"
يا الله.. ما هذا الصدق والحماس والإخلاص.. ما هذه المحبة والمودة والبلاغة؟
... كانت خطبة الشيخ محمد العريفى أمس بمسجد عمرو بن العاص، بحق واحدة من أجمل وأهم خطب الجمعة فى السنوات الأخيرة.
كرر العالم الجليل ذكر مآثر مصر، بعد خطبته الشهيرة التى ألقاها قبل نحو 3 أسابيع بالرياض، ولكنها بالرغم من تشابه موضوعها ومضامينها واستدلالاتها، إلا أنها كانت طازجة التأثير فى المستمع، وربما فى الخطيب أيضا.
اكتسب الحديث عن مصر، من أرض مصر دلالة عميقة، وأثرا طيبا، وأهمية قصوى، استشعرها كل من استمع إلى الخطبة سواء فى "أول مسجد وضع للناس فى مصر"، أو عبر شاشات التليفزيون، أو وفقا لعداد التنزيلات على "يوتيوب".
كتبت من قبل فى نفس المساحة عن "خطبة الرياض" 3 أعمدة متتالية عن "مصر التى نجهل قدرها"، و"العريفى الذى عرف مصر" و"الدردير المصرى"، واعتبر البعض ذلك مبالغة فى الاحتفاء، وزيادة فى التقدير، وخلل فى الميزان، وذهب آخرون إلى أن خطبة العريفى لم تكن تستحق كل هذه الحفاوة والتهليل، بل اعتبر زميل صحفى أن الاحتفاء بخطبة العريفى دليل على "الدونية"، و"الانسحاق"!
وأقول لهؤلاء: من ذاق عرف.
لا أفترض أن تُحدث خطبة العريفى أثرا متساويا بين من سمعها بأذنه، وبين من استمع إليها بقلبه.. لا أصف العريفى بأن "الشيخ البعيد سره باتع"، لكن أقول "العالم القريب حبه واصل"..
فارق كبير من يتعاملون مع الخطبة باعتبار قائلها "شيخ سعودى يجامل المصريين"، وبين من يستشعرون رابطة قلبية تؤلف بين المسلم وأخيه، مهما تباعدت المسافات، وتعقّدت الجوازات، واستطالت الحدود.
تلك الرابطة التى تجمع أفئدة تلهج بالدعاء: "اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك، والتقت على طاعتك، وتوحدت على نصرة شريعتك، فوثق اللهم رابطتها، وأدم ودها، واهدها سبلها، واملأها بنورك الذى لا يخبو، واشرح صدورها بفيض الإيمان بك، وبجميل التوكل عليك، وأحيها بمعرفتك، وأمِتها على الشهادة فى سبيلك، إنك نعم المولى ونعم النصير".
الحشود التى ملأت جنبات مسجد عمرو بن العاص أمس، والتى فاضت حتى ضاقت عليهم ساحاته وجنباته، لم تأت فقط لمجرد الاستماع إلى "خطبة جمعة"، بل جاءت لتقول: "جزاك الله خيرا" لمن عرف قدرهم، وأثبت فضلهم، ووثق بطولاتهم، ومدح كرمهم، وبث الأمل فى نفوسهم.
لا أجد ما أقدمه لفضيلة الشيخ الحبيب إلا أن أضع صورته بدلا من صورتى فى عمود (حالة) اليوم، تشريفا للعمود وصاحبه، وإهداء للعريفى ومقدمه، وتقديرا للعالم وفضله، وإكراما للعلم وأهله، وإعظاما لمكانته وقدره، وإيثارا للحب ووده.
__________________
***************************
صدقة جارية على روح صديقتى وبناتها
توفوا يوم الجمعه 22\7\2011 فى حادث
http://quransound.com/
|