الأستاذ المحترم / أبو مختار
كل الشكر والتقدير لحضرتك علي الموضوع الإنساني بحق هذا البطل ... ومثله الكثيرين ممن ضحوا بكل شيئ في سبيل بلدهم وحريته .. ولم ينتظروا أي مقابل .. لدرجه أن هذا البطل عين ساعيا بمدرسة ... وهو راض وقانع..
ولكن هل لنا أن نسأل أنفسنا ماذا حدث لنا ... ماتلك الأيديولوجية الغريبة التي دخلت في تركيب جينات الأنسان المصري ... لما أصبح مثلنا الأعلي ... أنا ومن بعدي الطوفان ... وإن قامت في بلدك ثورة .. الشاطر إللي يسرق له سريقه .. هل نقارن بين هذا الرجل .. وبين من سمعنا عنهم بأن تم إلقاء جثث بعض الموتي الذين ماتوا علي أسرتهم في بيوتهم ... فألقي بهم أبنائهم في الشارع لعلهم يعتبروا من شهداء الثورة ويستفيدوا بالتعويضات والتعينات الحكومية .. وغيرهم من شهداء إستاد بورسعيد ( رحمهم الله ) والمطالبة بمعاملتهم معاملة شهداء الثورة ...ماذا حدث لنا .. الكل غير راض عن عيشته وحياته .. وقد يكون عندهم بعض الحق .. فلم يكن جيل هذا الرجل يحلم سوي بأن يتم تعينه بالحكومة بمرتب عشرة أو خمسة عشرة جنيها شهريا .. كان يكفونه ويكفون أبنائه .. فلم تكن مغريات الحياة كثيرة .. أما الآن فزخم الحياة ومغرياتها تجعلك مهما كان دخلك لايكفيك .. فالمحمول كل يوم يتغير .. الكمبيوتر واللاب توب .. يتحدث كل ساعة .. السيارات بماركات لاتعد ولاتحصي .. وسائل الترفية والمدن السياحية .. ومتطلبات الأبناء التي لاتنتهي .. وميزانية تعليمهم .. ودخول معترك المجاميع العالية التي تحفظ لنفسك بها مكان في الحياة .. ومايتطلبه ذلك من مصاريف تئن بها الجبال ... كل ذلك *** فينا الولاء والإنتماء وحب هذا الوطن ... إلا من رحم ربي ... كل ذلك جعلنا كلنا ولاأستثني أحدا .. أصبحنا عواد إللي باع أرضه ... فكلنا بياع بصورة أو بأخري ... لكي الله يامصر
|