عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 17-01-2013, 10:42 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,987
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي التداعيات المحتملة للتدخل العسكري فى شمال مالي

التداعيات المحتملة للتدخل العسكري فى شمال مالي
جاء إعلان الحكومة في مالي عن وصول قوات فرنسية، ونيجيرية، وسنغالية إلى البلاد، ليشير إلى بدء التدخل العسكري الدولي لوقف زحف المجموعات الإسلامية المسلحة من الشمال إلى الجنوب. وبينما بررت فرنسا بدء عملياتها العسكري بأنها تعمل ضمن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يسمح لفترة أولية تمتد عاما، بنشر قوة دولية في مالي، فإن بريطانيا وألمانيا أيدتا الخطوة الفرنسية ، فيما بدا أن هناك اتفاقا دوليا على التدخل العسكري الذي سيكون له تداعيات على المنطقة وخاصة الساحل والصحراء.


ويبدو أن قرار التدخل العسكري الفرنسي المدعوم أفريقيا في مالي جاء بعد اقناع وتطمين الجزائر بعد أن ترددت الجزائر في الموافقة على هذه الخطوة ، خشية أن يكون التدخل الأجنبي مقدمة لإقامة قواعد عسكرية فرنسية وأمريكية على مقربة منها.

وعلى الرغم من ذلك، وافقت الجزائر على التدخل العسكرى فى شمال مالى مع وجود ضمانات تمثلت فى عدم قصف المدن الكبرى والاكتفاء بقصف بعض المواقع والأهداف التى تسيطر عليها جماعة التوحيد والجهاد في شمال وشرق مدينة غاو، وقواعد أخرى تسيطر عليها حركة أنصار الدين، الأمر الذى أصبح يمثل خطراً حقيقا على تواجد القاعدة فى مالى وفى المنطقة ككل.

لماذا التعجيل بالحرب؟

ثمة أسباب دفعت إلى كسر حالة الجمود في مالي حول ضرورة طلب التدخل العسكري، وإسراع الأطراف الإقليمية والدولية إلى حشد الجهود لخوض هذه الحرب، والتي تبلورت من خلال زيارة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون للجزائر ومناقشة قضية التدخل العسكري في شمال مالي، من أهم هذه الاسباب:

- الضغوط الدولية الكبيرة التي مارستها فرنسا، والتي إعتمدت مؤخراً على دبلوماسية عدوانية تجاه مالي، وسعت إلى تفعيل التعاون والشراكة مع موريتانيا والجزائر والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" من أجل التدخل العسكري، في ظل ما تمثله منطقة شمال إفريقيا من مورد مهم لفرنسا والدول الغربية من اليورانيوم على اليورانيوم والنفط والغاز والذهب واللؤلؤ والكوبالت، وتخشى فرنسا أن تحول القاعدة فى شمال مالى بينها وبين الحصول على هذه الموارد.

- يفرض نزوح مئات الآلاف من الماليين إلى الدول المجاورة، وتضرر هذه الدول، وتحديداً النيجر ونيجيريا وموريتانيا، بشكل مباشر من التنظيمات المسلحة الموجودة في مالي واقعا جديدا يتطلب ضرورة اتخاذ مواقف واضحة بشأن التدخل العسكري لمواجهة الوضع في شمال البلاد، لاسيما مع سيطرة المتمردين على ثلثي الأراضي المالية.

صعوبات الحرب ومخاطرها:

لا تخل الحرب على شمال مالي، سواءً من أجل إستعادة حكومة باماكو للأقاليم الشمالية, أو من أجل مواجهة القاعدة هناك، من عقبات عديدة تعترض إمكانية نجاحها، منها على سبيل المثال:-

- وجود صعوبات كبيرة تأتي من قبل جنوب مالي ذاتها، فالوضع السياسي القلق في باماكو سوف يؤثر على القتال في الشمال، حيث يوجد ثمة خلافات وانقسامات سياسية كبيرة حول هذه الحرب، فلا يزال قادة الانقلاب العسكري الذين يسيطرون على الجيش المالي, ويمارسون الحكم من خلف الكواليس، يرفضون فكرة التدخل العسكري الخارجي، وبالتالي ليس مرجحاً أن يسمحوا بتفويض صلاحياتهم تماماً إلى قيادة جماعية إفريقية- دولية, لأن هناك صعوبة في التوافق حول حدود المسئولية بين الجانبين.

- ثمة صعوبات تتعلق بنمط الحرب ذاتها، لأن المتمردين في شمال مالي ليسوا كتلة متجانسة يمكن محاربتها بسهولة خاصة فى ظل حصول هذه التيارات على كميات ضخمة من الأسلحة من مخازن الجيش المالى, إضافة الى الأسلحة التى تم الإستيلاء عليها من ليبيا، إضافة الى عدم وجود قيادة موحدة تجمع هذه الحركات يمكن التفاوض معها.

-صعوبات أخرى تتعلق بالطبيعة الجغرافية للمنطقة, حيث من الصعوبة بمكان تصور أن تهزم قوة عسكرية جماعية مشكلة من 3300 إلى 3700 فرد, المتمردين في شمال مالي وإستعادة 300 ألف كيلو متراً من الأراضي, كما أن هذه القوة ستخوض حرباً غير متماثلة وسط صحارٍ واسعة, وكثبان رملية ودرجات حرارة مرتفعة، وهي عوامل يتقن فيها المتمردون الحرب، كما أنه بإمكان هذه التيارات أن تلجأ إلى الدول المجاورة التي يسهل إختراق حدودها المفتوحة بسهولة كبيرة.

تداعيات محتملة:

وفي الوقت الذي ينشغل فيه الغرب بمحاربة "القاعدة" والسيطرة على الموارد الطبيعية وضمان تدفق النفط من غرب أفريقيا، فإنه يغفل طبيعة أقاليم الشمال فى مالى التي يتداخل فيها الديني بالعرقي بالسياسي، لذلك فإن هذه الحرب سوف يكون لها عدد من التداعيات الهامة منها:-

- دفعت الإستعدادات التي تجري لشن العمل العسكري, الحركة الوطنية لتحرير أزواد إلى التحالف مرة جديدة مع جماعة أنصار الدين، التي تسيطر مع الحركة على مدن غاو وكيدال وتمبكتو، وتتعاون مع حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، ذات الطابع السلفي، في كل مناطق إقليم أزواد.

- قد تؤدي الحرب إلى كثافة تواجد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من أجل الدفاع عن أزواد المستقلة، وإحداث إنتشار للجهاديين من الطوارق في النيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا وليبيا والجزائر.

- من المتوقع أن تؤدي الحرب إلى خسائر بشرية ومادية باهظة في صفوف الماليين والأفارقة، وربما لن تقود لنصر حاسم, وحتى في حالة هزيمة المتمردين، إذ يتوقع توجههم نحو قواعدهم في الجبال والكهوف البعيدة، لتبدأ من هناك حرب عصابات قد تقصر أو تطول بحسب الظروف والملابسات التي سيجري فيها التدخل العسكري.
رد مع اقتباس