عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 26-01-2013, 10:59 PM
سامرسامر سامرسامر غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 526
معدل تقييم المستوى: 14
سامرسامر is on a distinguished road
افتراضي

المؤامرات الاستراتيجية مؤامرات بعيدة المدى، طويلة التنفيذ، صبورة،

هادئة، تعتمد أكثر ما تعتمد على فضيلة الصبر فى انتظار النتائج، التى ما

إن تتحقّق، حتى تهدم أنظمة وكيانات ودولا بكاملها، وربما تمحوها من

الوجود أيضا، لو أنها دبرت وخطّطت فى عناية وصبر...

ومصطلح استراتيجية، يعنى: الشمول والحركة على كل المستويات...


ولأنهم درسوا بدقة، فقد علموا أن الشيعة تختلف مع السنة، ليس فى

أساسيات كبرى، كما قد يتصوّر البعض، ولكن فى انتماءات بعينها...

والشيعة موجودة فى مصر منذ قرون، ولو راجع أحدكم فيلم السكرية،
المأخوذ عن رواية الكاتب والأديب العالمى نجيب محفوظ، فسيجد أن ابنته تصفه فى أحد المشاهد بأنه من أتباع سيدنا على، مما يوحى بأن التعايش كان سلميا بين السنة والشيعة فى مصر لعقود وقرون..

ولكن هذا لا يتفق مع المؤامرة الكبرى، التى تستهدف هدم الوطن من الداخل، خصوصا بعد ثورة إيران، التى قامت على أسس شيعية، ويحكمها نظام شيعى، حتى لحظة كتابة هذه السطور..

لذا فقد بدأت المؤامرة، فى هذا الجزء بالتحديد، وهو ليس بدايتها الفعلية، بالسعى لتحويل العلاقة بين السنة والشيعة، إلى علاقة غضب و*** وصراع..

وأيضًا تحت شعار الدين.. ونجح هذا الجزء من المؤامرة، الذى استهدف الحساسيات الدينية، بكل ما تحمله معها من اندفاع وانفعال، يغشيان البصر والعقل..

ولقد بدا ذلك النجاح واضحا، فى سوريا والعراق والبحرين والكويت وغيرها، وعادى المسلمون بعضهم البعض، لمجرّد الاختلاف، واتهم كل فصيل الآخر بالكفر والإلحاد، وتصارعا، وأراقا الدم العربى أنهارا... وأيضا تحت شعار الدين!!...

وهنا انتقلت المؤامرة إلى المرحلة التالية، وهى تأليب أصحاب الفصيل الواحد على بعضهم البعض، فانقسمت السنية إلى إخوان مسلمين، وسلفيين، وجهاديين، وتكفيريين، ووسطيين، وغرق الكل فى صراعات، يحاول كل فريق فيها أن يثبت أنه وحده على حق، وصار التكفير علكة، تلوكها أفواه الجميع، وتبصقها الألسن، وتشتعل بها النفوس والعقول والقلوب..

وطبعًا تحت الشعار نفسه.. الدين.. وعلى الرغم من أن الدين علاقة خاصة بين الإنسان وربه، وأنه لا إكراه فيه، لأنك أبدا لا تستطيع فرضه على القلوب بالقوة، وعلى الرغم من أن الخالق عزّ وجلّ قد أكّد فى كتابه العزيز على حرية المرء فى ما يؤمن به، حتى فى أن من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وهو وحده سبحانه وتعالى يحاسبه عما فى سريرة نفسه، فإن كل فريق اشتعل غضبا من الآخرين، وراح يسعى لفرض معتقداته ومقتنعاته على الآخرين، محوّلين الدين الواحد، الذى تكمن قوته فى اتحاده، إلى فرق متصارعة متنازعة، داخل الوطن الواحد، بل إنه غرس فى النفوس فكرة أن الانتماء إلى الدين يعنى عدم الانتماء إلى الوطن، من منطلق أنه لا وطن فى الدين، وأن الدين هو الوطن الوحيد، الذى ينبغى الانتماء إليه....

والحساسية الدينية، التى تسعى المؤامرة الكبرى إلى مضاعفتها وتعظيما دوما، جعلت البعض يؤمن بهذا إيمانا شديدا، يساعد المؤامرة على هدم الأوطان باسم الدين، وإغراق كل بلد عربى فى صراعات دينية، لا يمكن أن تعلو من خلالها، ولا يمكن للدين نفسه أن يرفع رايته فيها..

وأنجح جزء فى هذه المؤامرة، هو أن أحدا لم يدرك أنها مؤامرة، بل تعصّب الكل للفكرة، واعتبر أن من يحاول فتح عينيه على المؤامرة هو المتآمر، ليس عليه ولكن على الدين نفسه..


ولكن فى اعترافات أحد الجواسيس، الذين وقعوا فى قبضة المخابرات المصرية، أشار إلى أمر شديد الخطورة.. ولهذا حديث آخر...

-------------------------
فى اعترافات أحد الجواسيس، الذين أوقعت بهم المخابرات المصرية، فى فترة ما قبل الثورة، أشار الجاسوس إلى أن الجاسوس المقيم، الذى كان ينقل إليه التعليمات، ويحصل منه على المعلومات، كان شخصا ملتحيا، يرتدى جلبابا قصيرا!!!...

البعض حتما سيشتعل غضبا من الفقرة السابقة، وسيتصوّر أننى أشكّك فى نزاهة وصدق الملتحين، إلا أننى لم أقصد هذا بالتأكيد، ولكننى أردت أن أشير إلى قاعدة مهمة فى علم الاستخبارات، وهى حتمية أن أنتقى العميل من نفس البيئة التى سيعمل فيها، أو أن أجعله مناسبا لتلك البيئة، شبيها بكل المنتمين إليها، قادرا على الاندماج والامتزاج فيها وبها، ويستطيع كسب ثقتها، والارتباط بأفرادها، وربما الفوز بمرتبة زعامية فيها أيضا...


وتاريخ المخابرات العالمية يحوى الكثير من هذه الأمثلة، التى يتم فيها زرع العميل فى بيئة تخالف بيئته، بعد تدريبه وتأهيله، وتحويله إلى صورة وهيئة تناسبان تلك البيئة تماما...


واحسبوها بالعقل...


أهذا ممكن أم مستحيل؟!...


والجاسوس المزروع، أيا كان، يتلقى تدريبات مكثّفة، لكى يتحوّل إلى قوة ضاربة، فى المجتمع الذى يزرع فيه، فرأفت الجمّال مثلا، درس جيّدا الديانة اليهودية، وحفظ توراتها، ومارس شعائرها لفترة طويلة، قبل أن يتم زرعه وسط اليهود فى مصر، ثم إرساله إلى إسرائيل بعدها، ليحيا هناك كيهودى مخلص، ومتديّن أيضا..


وإذا ما سعت القوى، التى تستهدف هدم الكيان العربى، إلى زرع جاسوس خبير، وسط المجتمعات الدينية، فسيكون حافظا للقرآن والسنة، وبالذات للإسرائيليات من السنة، ومتبحّرا فيهما، وكثير الترديد لهما، والتعنّت بشأنهما، وستقتصر مهمته على إعادة توصيف وتفسير الأحاديث والآيات القرآنية، بما يتفق مع مؤامرة الهدم، وسيعاونه على هذا جيش من الخبراء والفنيين، لتزويده بكل ما يحتاج إليه فى مهمته، ومعاونته على ارتقاء مكانة عالية، فى المجتمع الذى تم زرعه فيه، حتى تصبح كلمته مسموعة، ويرتفع شأنه، ويستطيع التأثير فى المحيطين به...


وهدفة الرئيسى، غير المعلن بالطبع، سيكون بذر بذور الفرقة والعداء والكراهية والبغضاء، بين أبناء الدين الواحد، وبينهم وبين أصحاب الأديان الأخرى أيضا، لكى تتفرّق الأمة أكثر وأكثر، وتشتعل صراعاتها الداخلية أكثر وأكثر وأكثر، وصولا إلى مرحلة الحرب الأهلية (إن أمكن)، حتى ينهار الكيان من الداخل، ويزول أى خطر محتمل منه...


ولست أوجّه أصابع الاتهام هنا إلى أفراد بعينهم، ولا إلى فصيل بعينه، وإنما أشير إلى حقائق أساسية فى علم التخابر، ونقاط أصلية فى المؤامرة الكبرى، التى تستهدف هدم الكيان العربى، فإما أن تنتبهوا إليها، وإما أن يكون مصيركم كمصير من سبقكم..


ولكن هذه المؤامرة الاستراتيجية الكبرى تبدو ناجحة إلى حد يثير الغيظ، فحتى لو نبهت الناس إليها، ومهما قلت أو فعلت، فالانفعال والحساسية لدى الفصيل الأعظم من الناس سيرفض مجرّد التفكير فيها، فما بالك بالاعتراف بإمكانية وجودها؟!...


وعندما وضعت القوى المعادية قواعد مؤامراتها، كانت تعتمد تماما على هذه النقاط بالتحديد..

الغضب، والرفض، والحساسية، والانفعال.. وكانت تدرك أن هذه هى أقوى عوامل نجاح مؤامرتها.. وقد كان!!...

تلفّت حولك، وستدرك كم نجحت المؤامرة، وإلى أقصى حد ممكن، حتى إننا نستطيع أن نصف نجاحها، دون مبالغة، بأنه نجاح ساحق، فلا نجاح أكثر من أن تستغل انفعال عدوك وحساسيته وعصبيته، فى دفعه إلى أن يصبح أحد أخطر أسلحتك.. ضد نفسه!!..


ولكى تبلغ المؤامرة مداها، وتصل إلى ذروة النجاح، تساءل مدبروها: كيف تهدم فكرا أو عقيدة هدما كاملا؟!...

والجواب كان...

فى حديث آخر بإذن الله....
__________________
لو أن شخصاً أعمى كتب عن الأرض والظواهر المتعلّقة بها لجادل الناس كثيراً ولأنكر القمر والكواكب التي تظهر ليلا وسوف ينكر وجود الليل والنّهار ولن يعترف بظاهرتي النور والظلام . ولكنه سيعترف بالشمس لأنّه يشعر بها .أما غيرها فنكرانه لها لأنه لا يبصرها . وسوف تجد له اتباعا ومشجّعين ومدافعين عن فكرته .....طبعاً سيكونون كلهم مثله عميان .
هذا هو حال العلمانيين يتّبعون شخصاً أعمى البصيرة فيضلهم معه
http://www.youtube.com/watch?v=7qrAWKwAA1s
رد مع اقتباس