محمد حمدى يكتب: البلطجية والشرطة ايد واحدة.. برعاية الدفاع الوطنى!
الثلاثاء 29 يناير 2013 - 7:06 ص
رأي ورؤى
محمد حمدي
مساء الاثنين تلى الزميل السابق فى الصحافة، وزير الإعلام حاليا، صلاح عبد المقصود، بيان مجلس الدفاع الوطنى فى أول اجتماع له، وبعيدا عن ما جاء بالبيان من جمل إنشائية، ومن أن الهدف الأساسي منه كان التمهيد لعودة الجيش إلى الشارع بصلاحيات أمنية وضبطية قضائية، فإننى أتوقف عند البند سادسا والذى ينص على التالي: يؤكد المجلس دعمه الكامل لجهود رجال الشرطة في ضبط الأمن والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ويطالب المواطنين الشرفاء بمعاونتهم في ذلك.
فى هذا البند يؤكد المجلس دعمه للشرطة فى ضبط الأمن والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، لكنه لم يتطرق إلى الحفاظ على الأرواح، وحياة المواطنين التى هى أهم وأثمن فى الدول التى تحترم مواطنيها، من أي مبنى أو منشأة، لكن يبدو أن مجلس الدفاع الوطنى الذى يغلب على تشكيلته الإخوان، مهتمون أكثر بالحفاظ على سلامة المبانى، عن سلامة وأمن المواطنين.
ويبدو فى الحديث لدى مجلس الدفاع الوطنى أن ضبط الأمن يفهم عند من أصدروا هذا البيان هو أمن الحجارة والطوب والأسمنت والحديد المسلح الذى تتكون منه المنشأت، وليس أمن المواطن، الذى إذا أمن على حياته، فإنه سيحافظ بالضرورة على المنشات المملوكة له.
فى هذا البند العجيب الغريب أيضا دعوة للمواطنين الشرفاء بمعاونة رجال الأمن فى ذلك، وهذه الدعوة فى الحقيقة غريبة ومريبة، أولا لأنها تجعل أى مواطن يرى نفسه شريفا، أو من تراه الشرطة شريفا يتحول إلى شرطى متطوع، ويمارس أعمالا أمنية هى ليست من مهام المواطنين، وبالطبع هذا ليس غريبا عن العقلية الإخوانية التى لا تمانع ولا تمنع من يطلقون على أنفسهم جماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وربما نشهد بعد ذلك جماعات خاصة بحماية المنشأت العامة، وتتكون جمعية خاصة لحماية مجلس الشورى، وجماعة الحفاظ على محطة مترو دار السلام، ووحدة أمن محطة مجاري شبرا الخاصة.
وبعيدا عن السخرية، ربما كان التطبيق السريع للبند سادسا من بيان مجلس الدفاع الوطنى حاضرا على مقربة من ميدان التحرير فى اليوم التالي للبيان، فقد شاهدنا جميعا فى الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين فى محيط كوبري قصر النيل عشرات من المواطنين، تبدو من ملامحهم، وطريقة كلامهم، انهم من النوع الشريف البلطجى، أو المخبرين، ومن الباعة الجائلين، الذين اصطفوا إلى جوار الأمن وفى حمايته.
وقد شاهدنا على شاشة أون تى فى ضباط الأمن المركزى وهم يطلقون قنابل الغاز، ومواطنو مجلس الدفاع الوطنى وهم يلقون الحجارة على المواطنين، وبينما يفتترض فى هكذا مجلس أن يكون كبيرا ومسئولا، ومعنيا بالأمن القومى للوطن، فإذا الحال ينتهى به، إلى التصريح بالبلطجية بالقتال إلى جانب الشرطة فى مواجهة مع شباب غاضب وثائر، لم تبذل حكومته ولا رئيسه أى مجهود فى التحاور معه، أو التعرف على أسباب غضبه، لأنهم ببساطة ليسوا من أهل ولا عشيرة السادة أعضاء مجلس الدفاع الوطنى.
وإذا كان هذا المجلس يضم الرئيس ورئيس الحكومة ورئيس الوزراء ووزير الإعلام وكلهم من عشيرة الإخوان، ومعهم بالطبع وزير الداخلية الذى جاء لينفذ ما تأمر به هذه العشيرة، فإن وجود وزير الدفاع، قائد جيش مصر، وموافقته على هذا البيان المعيب والمهين للوطن، هو أمر على وزير الدفاع ان يراجع نفسه فيه، فهو قائد جيش الوطن، وليس قائد جيش الجماعة، او جيش عشيرة وأهل الدكتور مرسي وإخوانه بديع والشاطر وغيرهم.