عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 30-01-2013, 01:41 PM
الصورة الرمزية modym2020
modym2020 modym2020 غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 3,923
معدل تقييم المستوى: 19
modym2020 will become famous soon enough
افتراضي

لا تسأل عمَّن هلك كيف هلك؟

ولكن عمَّن نَجا كيف نجا؟!

إذا: فما المخرج؟
أوَّلاً: لِيَكن في يقيننا أنَّ ديننا الحنيف لَم يَترك هذه القضية
ثانيًا: إنَّ مَن يُعيد النَّظَر في تاريخ هذه الأمَّة منذ وُلِدت سيَجِد أنَّ الأمة مرَّت بِفِتَن زلزلت الأرض من تحتها، وخرجت منها بعد ذلك كالذَّهب، وإنْ هلك في الطريق من أفرادها مَن هلَك.

ثالثًا: إنَّ قراءة منهج التغيير الذي تغيَّر به الكون على يد منقذ البشرية - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُعد عملاً ضروريًّا لمن يهتمُّ بتغيير النُّفوس وإصلاحها، ولو على مستوى شخصي.

وعليه: فإن المخرج - والله أعلم - مما نحن فيه وما هو قادم من الفتن يتلخص فيما يلي:

تقوية العلاقة بالقرآن: على مستوى الأمَّة وعلى مستوى الفرد؛ قراءةً وتدبُّرًا وحفظًا وعناية وصلاة وتحكيمًا، فهو كتابُ هدايةٍ وحمايةٍ وشفاء لِما في الصُّدور من حُبِّ الشهوات أو نوازغ الشُّبهات، فمن أراد أن يَحْمي نفسه أوَّلاً، فلْيَكن له برنامَجٌ جادٌّ مع القرآن، ولْتَكن هناك جلسات ولقاءات متتالية وعلاقة متينة مع القرآن، وأخصُّها التدبُّر، وأرجاها في قيام الليل.

تقوية الرقيب الدَّاخلي: مَخْرج أكيدُ المفعول، فهو الذي جعل من الصحابِيِّ - رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين - الذي كان يشبع يومًا ويجوع أيامًا؛ يرى الكنوز، ويَحملها كاملة دون أن تُسوِّل له نفسه أن يأخذ منها مثقالَ ذرَّة، ولو أخذ، ما عَلِمَ به بشرٌ، لكنَّه الرقيب الداخلي لله - سبحانه وتعالى - والذي جعل منه أيضًا حجَرًا أصمَّ أمام أجْمل نساء قومها، جاءَتْه راغبةً فاتِنَة عارضة.

وبعيدًا عن التصنيفات غير المُنْصِفة، وعن النظريات غير الواقعيَّة، فإنَّ تَديُّن الفرد، ووازِعَه الداخليَّ، وإيمانه بِمُراقبة الله له، وقوَّة خشيته منه - سبحانه - وتيَقُّنَه بِما عند الله من نعيمٍ للطَّائعين، وعذابٍ للعاصين - أقوى أسباب الحماية من السُّقوط أو الانْحِراف، فإذا كانت قاعدةُ "إنِّي أخاف الله" لسانَ حال المرء، فإنَّها أقوى الحواجز، وأمْتَنُ الأسوار بينه وبين سيْلِ الشَّهوات وتيَّار الشُّبهات.

والعلاقة بين تقوية الوازع الذاتِيِّ، وبين القرآن، وأنه المصدر الرَّئيس له - أوضح من أن تَحْتاج إلى استدلالٍ، وآكَدُ مِن أن تستدعي ذِكْرَ تفصيلها هنا؛ ولذلك يعود الأمر إلى أنَّ الْمَخرج الأساسيَّ من الفِتَن، والسِّياجَ الواقي منها، بل والماحق لَها هو القرآن، فالْحَمد لله الذي جعَلَنا من أُمَّة القرآن، وله الحمد على نعمة القرآن، كما حَمِدَ نفْسَه على ذلك، فقال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ﴾ [الكهف: 1].

فيا مَن تبحث عن المخرج لنفسك وبَنِيك ومَن حولك أو حتَّى لأُمَّتِك: القرآن بين يدَيْك، أبْدِعْ في تقوية علاقتك وعلاقتهم به، وحبِّبْه إليهم، وابْذلْ في ذلك ما استطعْتَ، وقبل ذلك توجَّهْ لِمَن بيده القلوب أن يُعينك ويوفقك، وأن يجعل القرآن ربيع قلبك، ونورَ صدْرِك، وجلاء حزنك، وذهاب هَمِّك وغمِّك، وادعُ لنا معك.

نسأل الله أن يُجنِّبنا الفِتَن، ما ظهر منها وما بَطَن، اللهم إنا نعوذ بك من فِتَن المَحيا والممات والحمد لله ربِّ العالَمين
__________________



اللهم احفظ مصر من كل سوء
رد مع اقتباس