عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-02-2013, 04:16 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 63
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 29
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

كما يمكن أن يشخص حمل عديد الأجنة ـ بأكياس حمل وأجنة حية ـ ثم عند الوضع لا يولد إلا جنين واحد تام مكتمل. (أما بقية الأجنة فقد غارت وابتلعتها الأرحام. وقد لا يسقط محصول الحمل بعد موت الجنين تلقائيًّا, بل يبقى لفترة طويلة داخل الرحم ويسمى الإجهاض المخفي،
والنسبة الغالبة منه مآلها إلى الإسقاط التلقائي، لكن يحدث في بعض صوره أن يغور الجنين ويرتشف, ولا يكون له أي أثر داخل كيس الحمل. فيصير الجنين مع الرحم كالماء الذي حبسته الأرض وابتلعته.

ويتغير فيه حجم الرحم فيأخذ في الصغر والجمود ـ نظرا لامتصاص السائل الأمنيوسي وحدوث تهتك في الجنين. ولله در الشيخ السعدي الذي فسر الغيض بالسقط بصورتيه وكأنه طالع أحوال الأجنة الهالكة في أحدث المراجع العلمية. قال: (وما تغيض الأرحام) أي تنقص مما فيها؛ إما أن يهلك الحمل (السقط الذي يلفظه الرحم) انظر (شكل 4), أو يتضاءل (الإجهاض المخفي حيث ينكمش الجنين ويتضاءل), أو يضمحل (الأجنة التي تتلاشى في الرحم). وتقول المراجع الطبية(22): ما زالت الإجابة غير معروفة ومحددة لهذا السؤال. لماذا تسقط بعض الأجنة بعد موتها ولماذا لا يسقط بعضها الآخر؟.
ماذا يعني العلم بغيض الأرحام؟
العلم بغيض الأرحام بعني العلم المسبق بحدوث الإسقاط التلقائي المبكر بشقيه قبل تمام تخليق الجنين برغم توفر مقدمات الخلق الضرورية ومادته الأولى، وتهيؤ الأسباب وانتفاء الموانع لحدوثه فيتخلص الرحم من تلك المواد الأولية؛ إما بإسقاطها أو بغورها واندثارها؛ وذلك لبيان أن الإيجاد بعد العدم والإعدام بعد الوجود ظاهرة متكررة تبين إمكان وقوع البعث بالنظير والضد، وأن التخليق هو اختيار من الفاعل المختار.
وعلى هذا يكون المراد بعلم غيض الأرحام الذي لا يعلمه إلا الله هو العلم بمستقبل هلاك الأجنة المبكرة أو بمعنى آخر: العلم بإرادة الله في إنشاء إنسان جديد من عدمه. وأن هذا العلم مقصور على الله وحده، ويستحيل على البشر بل وعلى الخلق جميعا معرفته.


استحالة العلم المسبق بحدوث الإسقاط التلقائي المبكر
يمر الجنين خلال مرحلة التخليق بتحولات خطيرة وكبيرة ومعقدة للغاية. ومازالت جوانب كثيرة من هذه التحولات تشكل لغزاً محيراً للعلماء مثل الإنقسام السريع للخلايا الجنينية، وتمايزها إلى خلايا وأعضاء مختلفة التركيب والوظيفة. وتحدث خلال هذه الفترة الحرجة تغيرات مفاجئة قد ينجم عنها خلل في الصبغيات أو الجينات تؤدي إلى هلاك الجنين المبكر بنسبة عالية قد تتجاوز 60% من كل الإسقاط التلقائي المبكر عند كل النساء، هذه التغيرات المفاجئة والمميتة ما زالت خارج نطاق العلم القطعي بحدوثها، وذلك لأن معظم أسبابها مجهولة، ويصعب جداً، بل يستحيل في كثير من الأحيان الكشف عنها مسبقا أو حتى توقع حدوثها.

ومن ناحية أخرى فإننا إذا نظرنا إلى المسببات المعروفة لهلاك الأجنة المبكرة وحدوث الإسقاط التلقائي لها، نجد أنها مسببات عديدة ومتداخلة ويستحيل التنبؤ بحدوث معظمها؛ فالنمو غير الطبيعي للبييضة الملقحة (zygote):الناتج عن خلل في عدد الصبغيات والذي يمثل أكبر سبب للسقط التلقائي المبكر يسبب خللا وانعداما في التوازن الحيوي لخلايا الجنين فيؤدي إلى هلاكه. و الخلل التركيبي في الصبغيات الذي يحدث نتيجة حدوث طفرات مفاجئة، لأسباب معظمها مجهولة، يؤدي إما لتغيير الوظائف الجينية العديدة، أو لتغيير مسار التمايز للخلايا الجنينية، فيهلك الجنين تبعا لذلك، (شكل 5).

والخلل في آليات الغرس للبيضة الملقحة في بطانة الرحم مثل: التحكم الهرموني المتخصص في الانقباضات، والحركة الدودية للرحم وأبواقه، والعوامل الهرمونية العديدة ذات الصلة بنضج بطانة الرحم، وتكون الغشاء الساقط، والإشارة الصحيحة أو المناسبة للانغراس، واستجابة الكيسة الأريمية له، والعلاقة الخلوية بين الخلايا المغذية (Trophoblast) وبطانة الرحم. فهذه العوامل يحب أن تتكامل، وتتوحد بدقة فائقة، حتى يتم تعشيش، البييضة الملقحة. فإذا فشلت إحدى هذه الآليات، فإن حياة البييضة الملقحة معرضة لخطر الهلاك وحدوث الإسقاط(23).
كما أن تمايز الخلايا ونمو الجنين يتأثر بعوامل مختلفة، اكتشف منها حتى الآن أكثر من 100 عامل، بالإضافة إلى العوامل الجينية (Genetic)، وكثير من الهرمونات. والخلل في هذه العوامل يؤدى إلى موت الجنين وحدوث الإسقاط(23).
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
رد مع اقتباس