
05-02-2013, 09:44 PM
|
|
عضو متألق
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 4,702
معدل تقييم المستوى: 20
|
|
إنها حقيقة لا مراء فيها، فالبكاء من
خشية الله تعالى يلين القلب ،ويذهب عنه
أدرانه، قال يزيد بن ميسرة رحمه الله :
(البكاء من سبعة أشياء : البكاء من
الفرح ، والبكاء من الحزن ، والفزع ،
والرياء ، والوجع ، والشكر ، وبكاء
من خشية الله تعالى ، فذلك الذي تُطفِئ
الدمعة منه أمثال البحور من النار)
وقد مدح الله تعالى البكائين من خشيته،
وأشاد بهم في كتابه الكريم:
(إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا
يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا.
ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا
لمفعولا. ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم
خشوعا)
[الإسراء 107-109]
البكاء شيء غريزي: نعم هذه هي الفطرة
فالإنسان لا يملك دفع البكاء عن نفسه ،
يقول الله تعالى:
(وأنّه هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)
[النجم / 43] قال القرطبي في تفسيرها :
أي : قضى أسباب الضحك والبكاء ،
وقال عطاء بن أبي مسلم : يعني : أفرح
وأحزن ؛ لأن الفرح يجلب الضحك والحزن
يجلب البكاء...
أنواع البكاء
لقد ذكر العلماء أن للبكاء أنواعا
ومن هؤلاء الإمام ابن القيم رحمه تعالى
إذ ذكر عشرة أنواع هي:
بكاء الخوف والخشية
بكاء الرحمة والرقة
بكاء المحبة والشوق
بكاء الفرح والسرور
بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله
بكاء الحزن .... وفرقه عن بكاء الخوف :
أن الأول – (الحزن) - يكون على ما مضى
من حصول مكروه أو فوات محبوب وبكاء
الخوف : يكون لما يتوقع في المستقبل من
ذلك ، والفرق بين بكاء السرور والفرح
وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة
والقلب فرحان ، ودمعة الحزن : حارة
والقلب حزين ، ولهذا يقال لما يُفرح به
هو (قرة عين) وأقرّ به عينه ، ولما
يُحزن : هو سخينة العين ، وأسخن
الله به عينه
بكاء الخور والضعف
بكاء النفاق وهو : أن تدمع العين
والقلب قاس
البكاء المستعار والمستأجر عليه ،
كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها
بكاء الموافقة : فهو أن يرى الرجل
الناس يبكون لأمر فيبكي معهم ولا يدري
لأي شيء يبكون
همســة:
فحــــاول" أن ترمم نفسك بنفسك..ولا تمنع نفسك من البكاء..
عند إحساسك برغبة البكاء..فقدرتك على البكاء "نعمة"..
يحسدك عليها أولئك الذين تبكيـــهم.. ولا يشعرون!
أسأل الله عزَّ وجلَّ أن يجعلنا وإياكم ممن يبكون من خشية الله تعالى
|