
06-02-2013, 07:42 AM
|
عضو خبير
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 669
معدل تقييم المستوى: 17
|
|
المبصر فى مدينة العميان
المبصر فى مدينة العميان

..................................
.. ساقه القدر إلى مدينة كل سكانها من العميان
لقد ظن الرجل فى البداية أنه سيملك القوم عملا بقاعدة " الأعور وسط العمي مفتح "
و الرجل ليس أعور إنما هو مبصر تمام الإبصار
لكنه لم يلبث أن اكتشف حقيقة الأمر و أدرك أنهم يريدونه مثلهم
بل لن يقبلوه إلا لو كان مثلهم
أعمى!!
إن طول فترة مباشرتهم للظلام جعلهم يبغضون الضياء و لا يتصورون أن يكون من بينهم من يبصر ذلك الضياء و يرى الدنيا بلون آخر خلاف اللون الحالك الذى يغشى مدينتهم الكئيبة
لذلك عاملوه كالمجنون و طالبوه أن يفقأ ذلك العضو الغريب الذى يجعله مختلفا و يجعله يقول أشياءً و يرى أمورا غير التى ألفوها و اعتادوا عليها و ذلك إذا ما أراد التعايش معهم
لقد طلبوا منه أن يفقأ عينيه
و لقد كاد أن يفعل
الضغط الدائم و الاستهجان المتواصل و الرفض المستمر لما يقول و يرى جعله يقدم على تلك الخطوة ليستطيع الاندماج
والقاعدة تقول " اللى زى الناس ما يتعبش"
لكن بطل القصة تراجع فى آخر لحظة و قرر الاحتفاظ بعينيه
قرر ألا يكون إمعة
قرر ألا يطمس بصره ليكون مثلهم و يعيش بينهم فى سلام
لقد قرر أن يرى حتى لو كان ما يراه مختلفا.....
للأسف كثير من مبصرى اليوم لم يفعلوا مثله و قرروا أن يركعوا للضغط و ينحنوا للموجة
قرروا أن يخوضوا مع الخائضين حتى لو خالف ذلك ما يرونه و يعتقدونه
حتى لو خالف ذلك ضمائرهم و مبادئهم إن كان قد بقى منها شىء
هان عليهم أن يطمسوا النعمة التى أنعم الله عليهم بها فقط ليكونوا مثل الغير
نعمة البصر
و البصيرة ....
رضوا بالظلام و ليله الحالك فقط ليكونوا مثل غيرهم وصاروا عميانا بين العميان فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التى فى الصدور
-
كتبها فى مطلع القرن الميلادى الماضى هـ . ج . ويلز و لخصها الدكتور أحمد خالد توفيق فى مجلة الشباب منذ عامين تقريبا
|